أكد الدكتور محسن فرجانى، أستاذ الأدب الصينى بكلية الألسن، مترجم رواية "الحلم والأوباش" لمويان الحاصل على جائزة نوبل فى الأدب لعام 2012، أن مويان معروف فى الدول الأوروبية والولايات المتحدة الأمريكية منذ 10 سنوات، مشيرا إلى أن "مويان" يأخذ على العرب تقصيرهم فى ترجمة الأدب الصينى.
جاء ذلك خلال اللقاء الذى عقد مساء أول أمس بمكتبة دار العين وحضرها عدد كبير من المترجمين المهتمين بالأدب الصينى ومن بينهم الدكتور حسانين فهمى مترجم رواية "الذرة الرفيعة الحمراء" لمويان، والصادرة عن المركز القومى للترجمة، كما حضرت د جان بدوى، أستاذة الأدب الصينى بكلية الألسن، ود. مجدى يوسف، الأستاذ المتفرغ بإحدى الجامعات الألمانية.
وأوضح فرجانى أن مويان يعد جزءا من فصيل أدبى ظهر على الساحة فى الثمانينات، مؤكداً أن الرواية فى الصين لم يكن محتفى بها فى السابق ففى التقاليد الصينية تعد مجرد ثرثرة، لكن الشعر هو من يحظى بالاهتمام والتبجيل، موضحاً أن الكتابة عند مويان تنتمى لجيل الفترة الجديدة التى بدأت بترجمات الأدب الغربى، حين تخلص أدباء الصين من القالب السياسى القديم فى الرواية، ووصلوا إلى الإبداع الحر.
ودعا فرجانى إلى ترجمة الأدب الصينى عن اللغات الوسيطة من أجل التعرف على ثقافة الصين ومعارفهم المختلفة، وهو الأمر الذى لاقى معارضة من أساتذة الترجمة فى القاعة، مؤكدين أن اللغة الوسيطة تفقد النص كثير من معانيه، فى حين أنهم التمسوا العذر لفرجانى، مؤكدين أنه لجأ إلى هذا الحل لندرة المترجمين عن اللغة الصينية، ولرغبته فى إثراء المكتبة العربية.
وروى فرجانى لقائه بمويان، الذى أكد له أنه قارئ جيد للأدب العربى وبالتحديد جمال الغيطانى، ونجيب محفوظ، مؤكداً أنه يشبه الأديب المصرى الراحل خيرى شلبي، فهو حكّاء بامتياز، ونجد فى رواياته الأعور، والأخرس والأعرج، لافتاً إلى أن الصين تتشابه مع المنطقة العربية وأمريكا اللاتينية فى الكثير.
فيما قال المترجم الدكتور حسنين فهمى، أستاذ الأدب الصينى أن الريف حاضر فى روايات مويان، فنجد فى كتاباته "الفجلة الذهبية"، الذرة، القطن، الثور، العائلة العشبية، و"أنشودة الثوم" التى كتب فيها عن متاعب الفلاح الصينى، وعن ذلك قال مويان كما يروى فهمى أن "الريف قدرى، قضيت فيه 21 عاما، ولذلك أهرب من أضواء بكين إلى الظلام والسكون والهدوء فى الريف حيث يوجد الإبداع، والاقتراب من البسطاء.
الجدير بالذكر أن مويان رشح لجائزة "نيو شتادت" فى الأدب، وذلك فى 1998، كما حصل على جائزة "كيرياما" الأدبية عن رواية "صدور ممتلئة وأرداف واسعة" فى 2005، جائزة "فوكوكا" للثقافة الآسيوية فى 2006، جائزة نيومان للأدب الصينى عن رواية "مكابدة الحياة والموت" فى عام 2009، جائزة ماوتون الأدبية الصينية عن رواية "الضفدع" فى 2011، وأخيرا جائزة نوبل للأدب فى 2012.