أيمن جمال مشيمش يكتب: المعارضة الشريفة

فى سياسة مصر وحدها لامجال للون الرمادى ولا مجال للآراء المعتدلة، ولا مجال للوسطية بل أن البعض ذهب بخيالة أنه لا يوجد معارضة شريفة فى مصر، وأن هذه الفئة غير موجودة ولا أساس لها.. ولكن عفوا أؤكد بأن هذه الطائفة متواجدة ولها صوتها ولكنها هى المغلوب على أمرها لأنها تقع بين طائفتين وضعوا مصالحهم ومكاسبهم السياسية فوق مصلحة الوطن.. المعارضة الشريفة أيها السادة متواجدة عندما نؤيد القرارات الرئاسية التى نراها تخدم وطننا وتهدف إلى أمنه واستقراره وعندما نعارض قرار فى غير محلة أو موقف ضعيف من الرئيس أو الحكومة يستحق النقد.. المعارضة الشريفة عندما نعقب بكل حيادية على أوضاع وطننا فنقدم التحية لكل خطوة تضعنا فى الأمام ونقف بأصواتنا أمام أى ضعف يعيدنا إلى الخلف.. المعارضة الشريفة عندما أؤيد قرارا وأبرز إيجابياته وعندما أرفض قرارا أو أعارضة وأقدم حلولا أو أطلب تغيرا.. المعارضة الشريفة عندما أؤيد بصوت عالى على قرار اتخذه الرئيس، وأعارض بصوت عال على عدم القدرة على ضعف تنفيذة.. المعارضة الشريفة تلك التى تدعو إلى عدم إقصاء أحد وتدعو إلى الحوار الصادق ونبذ الخلاف ووضع المصالح الشخصية جانبا.. المعارضة الشريفة متواجدة ولكن صوتها ضعيف أتدرون لماذا أيها المتشددون؟.. لأننا متهمون دائما من تشددكم البغيض.. متهمون عندما نؤيد قرارا بأننا مع من يسعى للسيطرة عليها أو أخونتها كما يدعون.. ومتهمون عندما نعارض بأننا مع حمدين والبرادعى وغيرهم.. بل البعض يتهم كل من ينتمى لهذه الفئة بالنفاق السياسى، وأى نفاق يا سادة عندما أؤيد اليوم قرارا إيجابيا هدفة استقرار الوطن وما العيب أن أعارض غدا قرارا يمكن أن يتسبب فى إسالة نهر من الدماء.. لا ليس عييا أن أؤيد وأعارض بشرف.. ليس عيبا أن أساند حقا أراه وأن أرفض باطلا قد يحدث..

ليس عيبا أن أتراجع يوما عن موقف قد حسبته خطأ أو تغيرت ظروفه ولكن العار كل العار أن أعارض فى كل قرار يهدف إلى استقرار وأمن وأمان الوطن.. العيب كل العيب أن أؤيد كل القرارات حتى تلك التى يتراجع فيها الرئيس نفسه.. العيب أن أسعى إلى إدخال الوطن فى دوامات لا يخرج منها.. والعيب أن أؤيد الحكومة حتى عندما تكون غير قادرة على اتخاذ قرارات أو بطئها وضعفها فى تطبيق البعض الآخر.. العيب أن لا أقدر الموقف حق قدره.. ولكن الشرف كل الشرف عندما يعلو الصوت فى تأييد الحق ومعارضة الباطل، الشرف عندما أدرك تماما بأن مصر هى وطنى ومصيرى.