أكد الدكتور جمال سامى رئيس الجمعية المصرية لرعاية الأطفال حديثى الولادة والمبتسرين، أن من 8 ـ12% من الأطفال حديثى الولادة فى مصر، والذى يبلغ عددهم ما يقرب من 950 ألف طفل من إجمالى 8ملايين طفل يولدون سنويا، هم من الأطفال المبتسرين، موضحا أن نسب ولادة الأطفال المبتسرين من إجمالى المواليد هى نسبة عالمية ولا تخص مصر فقط.
وأضاف فى تصريحات صحفية على هامش اليوم الثانى من المؤتمر الـ31 للجمعية المصرية لرعاية الأطفال حديثى الولادة والمبتسرين، والمنعقد فى الفترة من 20 إلى 23 فبراير الجارى بمدينة مرسى علم، تحت عنوان "الجديد فى طب الأطفال حديثى الولادة"، أنه على الرغم من الجهود التى تبذلها وزارة الصحة لزيادة عدد الحضانات فى المستشفيات، إلا أنه مازالت هناك حاجة ملحة لزيادة عدد تلك الحضانات، خاصة مع أزمة نقص الحضانات الحالية، لأن عدم تلقى الطفل المبتسر الرعاية اللازمة فى الدقائق الأولى من عمره ربما يترك أثر مرضى لديه لا يمكن علاجه، ما يؤكد أيضا على ضرورة وجود طبيب أطفال متخصص خلال الولادة لعلاج حالات الأطفال الحرجة.
ودعا "سامى" إلى ضرورة وجود تخصص أكاديمى بكليات الطب، لطب الأطفال حديثى الولادة، بدلا من اعتماد الطبيب على خبرته من الممارسة العملية فى هذا المجال، بالإضافة إلى استحداث برنامج قومى بجدول زمنى محدد لزيادة عدد الحضانات ووحدات الرعاية المركزة لحديثى الولادة وتزويدها بالأجهزة اللازمة، بالإضافة إلى تدريب الأطباء والتمريض فى هذا التخصص، مع ضرورة زيادة الوعى بأهمية عملية الولادة بالمستشفيات التى بها حضانات مجهزة، خاصة للأمهات المعرضات لولادة أطفال مبتسرين، وعلى رأسهن المصابات بأمراض كالسكر والضغط وتسمم الحمل، أو فى حالة ولادة توائم، لافتا إلى أن الجمعية تقوم بتنظيم دورات تدريبية للأطباء والتمريض.
وأوضح أن أهم المشكلات المنتشرة فى مصر فيما يتعلق بحديثى الولادة، هى العدوى وسوء التغذية وأمراض الجهاز التنفسى، كذلك عدم الفهم الصحيح لظاهرة "الصفراء" والاعتقاد بأنها مرض معدى أو التهاب كبدى وبائى.
مؤكدا أنها ظاهرة غير معدية وتذهب عن عمر أسبوعين بالتغذية السليمة للطفل، مشيرا إلى أهمية فحص الطفل فور ولادته وخلال اليوم الأول من عمره، مع فحصه أسبوعيا حتى الشهر الأول من عمره.
وأشار رئيس الجمعية المصرية لرعاية الأطفال حديثى الولادة والمبتسرين، إلى أن المؤتمر يناقش خلال هذه الدورة طرق التنفس الصناعى للمبتسرين ومستوى الأكسجين الأمثل لهم، وكيفية تجنب المضاعفات مثل التأثير على شبكية العين ومخ الطفل، كذلك الجرعات المناسبة من المضادات الحيوية لحديثى الولادة، وطرق التغذية المناسبة سواء عن طريق الفم أو الوريد للمبتسرين.
موضحا أن المؤتمر توصل إلى أن الاهتمام بحالة المخ لدى الطفل حديث الولادة يحدد مستوى قدراته المعرفية مستقبلا.
وفى سياق متصل، أكد الدكتور محمود عبد العزيز المدير الإقليمى للشركة الراعية للمؤتمر، والمنتجة لألبان الأطفال، أن 62% من الأطفال المصريين مصابون بأنيميا الحديد، وفقا لمنظمة الصحة العالمية، وأن إعطاء الأطفال من سن 6 أشهر "لبن الأبقار" يعد من الأسباب الرئيسية لارتفاع نسبة الأنيميا بين الأطفال المصريين، وذلك بسبب احتوائه على نسبة قليلة جدا من الحديد، واللازم للنمو العقلى للطفل، فى الوقت الذى يحتوى فيه على نسبة عالية جدا من الدهون والبروتينات، بما يؤثر سلبا على المعدة والكلى لدى الطفل، حيث إن 65% من الأمهات يبدءون بإعطاء أطفالهم لبن الأبقار من عمر 6 أشهر.
وأشار إلى أن هناك خطأ شائعا بين عدد من الأطباء وهو نصح الأمهات بتخفيف لبن الأبقار عند إعطائه للطفل بالماء، وهو ما ينتج عنه انخفاض نسبة الحديد بشكل كبير جدا، موضحا أن الشركة أطلقت حملة قومية مع الجمعية المصرية لطب الأطفال للتوعية بأهمية إعطاء الأطفال الألبان المخصصة للأطفال من سن 6 أشهر لـ3 أعوام لاحتوائها على نسبة الحديد والبروتينات والكالسيوم التى يحتاجها الطفل وفقا لعمره.
لافتا إلى أن الأنيميا تؤثر سلبا على النمو العقلى للطفل، وهو ما لا يمكن علاجه مستقبلا، وذلك لدور الحديد فى بناء عقل الطفل فى هذا السن.
وفيما يتعلق بأزمة نقص ألبان الأطفال فى مصر، أكد عبد العزيز أن هناك بالفعل نقص فى الألبان المدعمة فى الأسواق، إلا أن جميع الشركات لا تستطيع إنتاج ألبان مدعمة لارتباطها بجودة محددة للإنتاج ومكلفة فى السعر، مرجعا سبب ارتفاع أسعار ذلك النوع من الألبان إلى زيادة سعر الدولار مما نتج عنه ارتفاع أسعار الخامات المستخدمة فى التصنيع.
جمعية رعاية الأطفال حديثى الولادة: مصر تستقبل 950 ألف طفل "مبتسر" سنويا
الخميس، 21 فبراير 2013 03:19 م
جانب من المؤتمر
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة