ترجمة إنجليزية لـ"أصول الريادة الحضارية: دراسة فى فكر الشيخ زايد"

الخميس، 21 فبراير 2013 05:07 م
ترجمة إنجليزية لـ"أصول الريادة الحضارية: دراسة فى فكر الشيخ زايد" غلاف الكتاب
كتب بلال رمضان

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
صدر عن قطاع المكتبة الوطنية فى هيئة أبوظبى للسياحة والثقافة الطبعة الإنجليزية من كتاب " أصول الريادة الحضارية: دراسة فى فكر الشيخ زايد "، الصادر عن الهيئة كذلك باللغة العربية للمؤلف د.نبيل راغب، وقام بالترجمة للإنجليزية د.عدنان عبدالله، تحرير بيتر هيللر.

وتقرأ الدراسة – التى باتت متاحة للقارئ الأجنبى - فى الجوانب والأبعاد والأعماق المتعددة لفكر المغفور له بإذن الله الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان طيّب الله ثراه، وتؤكد أن أصول الريادة الحضارية عند الشيخ زايد تشكل منظومة متسقة الأصول ومتناغمة العناصر بحيث يستحيل الفصل بينها، فكلها أسباب ونتائج فى حلقات من التسلسل المنطقى والرؤية الثاقبة، والخيال الخصب الذى يخوض بالعقل الإنسانى فى مجالات لم يصل إليها من قبل، ثم العودة بأفكار ومفاهيم لم تخطر على بال ذوى العقول التقليدية.

وتؤكد الدراسة أن مراحل التحوّل الحاسمة فى تاريخ الحضارة البشرية- مثل تلك التى مرّت بها دولة الإمارات العربية المتحدة تحت قيادة الشيخ زايد- تعتمد أساساً على القادة والمفكرين والزعماء الذين يضعون الأفكار التقليدية جانباً حتى يتيحوا الفرصة لإعمال خيالهم فى استشراف الآفاق الجديدة التى قد لا يرضى البعض عنها فى بادئ الأمر نظراً لجدّتها التى لم يألفوها، ولكنهم مع إدراكهم التدريجى لإيجابياتها فإنهم يتمسكون بها، ثم يصبحون فى النهاية من أشد المتحمسين لها. وكان هذا الخيال الخصب الخلاق هو البوتقة التى انصهرت فيها كل عناصر المنهج الفكرى وأصول الريادة الحضارية عند المغفور له الشيخ زايد.

وقد اغتنى الكتاب بمقتطفات من كلمات الشيخ زايد – رحمه الله - وتصريحاته وأقواله وخطبه وندواته ومؤتمراته الصحيفة، وذلك حتى لا تمثل هذه الدراسة حاجزاً بين القارئ وبين الاستيعاب المباشر لفكر الشيخ زايد.

فقد اكتفت الدراسة بالتحليل والمقارنة والتفسير حتى تساعد القارئ على تتبع الملامح الأساسية لهذا الفكر الخصب والعميق والمتعدد الأبعاد. كما تمثلت فى فصولها المتتابعة: الزعامة التاريخية، النظرة الإستراتيجية، العمق الروحى، التجربة الديمقراطية، القيمة الإنسانية، الوعى الوحدوى، التوجهات الاقتصادية، التنمية الزراعية، الأمن القومى، السياسة الخارجية.

وبرغم الالتحام والتداخل بين هذه الملامح أو العناصر وكأنها انصهرت فى بوتقة واحدة، فقد حاولت هذه الدراسة قدر إمكانها أن تبلور كل عنصر، ليس على حدة لاستحالة هذه المحاولة، وإنما فى ضوء العناصر الأخرى، حتى يسهل على القارئ تلمس الخصائص التى تميز فكر الشيخ زايد وفى مقدمتها الوحدة والتنوع، الاتساق والتفرع، العمق والسلاسة.

فإذا أخذنا الفصل الأول الذى يدور حول “الزعامة التاريخية” على سبيل المثال، سنجد أن الفصول التسعة التالية عبارة عن رافد منه وإليه. وإذا أخذنا الفصل الأخير “السياسة الخارجية” سنجد أن الفصول التسعة التى سبقته كانت بمثابة العناصر أو الدعائم التى ينهض عليها سواء على مستوى النظرية أو التطبيق. ولذلك كانت فصول الدراسة بمثابة حلقات فى سلسلة ممتدة عبر الزمان والمكان، تؤدى كل حلقة منها إلى الحلقة التالية فى اتساق فكرى ومنطق لا يعرف التردد أو التراجع أو التخلخل أو التناقض أو الاهتزاز.

وقد أثبتت هذه الدراسة، من خلال فصولها المتتابعة أن الزعيم التاريخى والقومى الحق يضع فى اعتباره دائماً حكم الأجيال التالية عليه، فهو حكم التاريخ. ولا شك أن هذا الزعيم الذى يشكل عهده بريادته الفذة نقطة انطلاق حضارى لوطنه، لا يمكن أن تتحول هذه الريادة الحضارية بعد ذلك إلى مجرد مرحلة تاريخية تنتهى دلالتها بانتهاء فترتها الزمنية، بل تصبح جزءاً حياً ومتجدداً وملهماً لانطلاقات حضارية تالية تنهض بها الأجيال الجديدة، ذلك أن قوة الدفع الكامنة فى ريادته الحضارية وفكره الاستراتيجى ليست قوة آنية مؤقتة بل متفاعلة باستمرار مع آفاق المستقبل.

ويقول المؤلف أن الزعيم التاريخى يستلهم خياله السياسى بعيداً عن القوالب الجامدة، والأفكار التقليدية، والاتجاهات السائدة. لكن هذا لا يعنى أنه يبدأ من فراغ، لأنه يستوعب ويستفيد من كل تجارب الماضى سواء الوطنية منها أو العالمية. لكن هذه التجارب والأفكار لا تدخل فى باب الثوابت بالنسبة له، بل هى مجرد اجتهادات بشرية سابقة قابلة للنقاش والجدل، للقبول أو الرفض طبقاً للمتغيرات الراهنة التى يمر بها. أى أنها مادة خام قابلة للصياغة من جديد وإذا استعصت على الصياغة المعاصرة فإن الزعيم التاريخى ينحيها جانباً لأنه لا يسمح بأية عقبة يمكن أن تعوق المسيرة القومية التى يقودها، يساعده فى هذه المهمة خياله السياسى الذى تربى على تجاربه الماضية، وعلى وعيه بإنجازات ومواقف الزعماء القوميين الذين سبقوه سواء فى بلده أو فى بلاد أخرى. ولذلك تمثلت الثوابت عند الشيخ زايد فى قيم الدين الحنيف والمُثل الإنسانية العليا والأخلاقيات التى بدونها يتحول المجتمع إلى غابة. أما فى ما عدا هذه الثوابت، فكل شىء آخر يقع تحت بند المتغيرات القابلة للاجتهاد المستمر والتجديد الدؤوب.

ومن هنا تؤكد الدراسة أن الشيخ زايد – طيّب الله ثراه - قد استطاع بذلك أن يحل المعادلة الصعبة التى تحتم الجمع بين الأصالة والمعاصرة من خلال الرؤية الثاقبة والخيال الخصب الذى منحه القدرة على تحليل كل مكونات الواقع الراهن وحقائقه، ثم على الانطلاق إلى آفاق المستقبل الذى ما هو سوى المحصلة النهائية للحاضر.

وأكد المؤلف أن أصول الريادة الحضارية عند المغفور له بإذن الله الشيخ زايد مثل شجرة مثمرة وارفة الظلال، تمد جذورها فى أعماق تربة الوطن لتستمد منها عصارة الحياة التى تسرى فى فروعها وأغصانها الشامخة التى تعلو فوق هامات السحاب، وتحتضن ضياء الشمس، وتتطلع إلى السماء وهى تحمد الله الذى منحها كل هذه القدرة على النماء والشموخ والعطاء.





مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة