جمال نصار

أين المواطن البسيط من كل ما يحدث؟!

الخميس، 21 فبراير 2013 05:02 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
نحن أمام مشهد يندى له الجبين، ويمزق نياط القلب، مما نراه ونشاهده على الساحة السياسية المصرية، فالحالة فعلا مُزرية - على الرغم من أننى دائمًا أدعو إلى التفاؤل - فهناك بعض الممارسات تحتاج إلى وقفة، لأن الكثيرين ممن يتصدرون المشهد سواء من السلطة أو المعارضة - للأسف - نسوا المواطن البسيط، وكأن الثورة قامت للصراع على الكرسى المتهالك أو الخلافات التى لا تنتهى.

ياسادة انتبهوا قبل أن تقضوا على ما تبقى من الأمل لدى بعض العقلاء من أبناء هذا الشعب، فالممارسات هى هى، لا نرى حتى الآن إبداعًا فى حل القضايا والمشكلات التى تواجه الوطن، فكلما جلست مع بعض الزملاء، أو تحدث معى البعض عبر التليفون أجد لدى الكثيرين منهم الدهشة والحيرة مما يحدث من كل الأطراف. هل نحن فعلا حريصون على الخروج من المأزق الذى وقعنا فيه بإرادتنا أم أننا نظن أن الأمور على ما يرام؟!

أؤكد أن الجميع يخطئ فى حق الوطن والمواطن البسيط، فلم يعد له مكان بيننا، الصراعات السياسية أدت إلى تأخر اقتصادى مخيف، فالوضع الاقتصادى الحالى فى مصر غير مطمئن، نظرًا لكم الخسائر التى لحقت بمعظم مؤسسات الدولة، وتدهور واضح فى حالة الأمن، فلم يعد المواطن العادى يأمن على نفسه وأولاده، فما بالكم بالسائح الغريب الذى يرى عبر شاشات التليفزيون ويسمع عن الوضع الأمنى المخيف.

ناهيكم عن المصريين العاملين بالخارج، السؤال الدائم على لسانهم، هى مصر رايحة على فين، متى يرجع الأمن؟ متى تستقر الأوضاع؟ كل هذه الأسئلة أضعها أمام السيد الرئيس والحكومة، فإن لم تسألوا أنفسكم هذه الأسئلة وتوضحوا للشعب المصرى ما الذى يحدث، فاعلموا أن العاقبة ستكون مخيفة على الجميع لن تبقى ولا تذر، وساعتها يندم الجميع حيث لا ينفع الندم. إن الإدارة الصحيحة والقويمة لأى عمل مهما كان صغيرًا أو كبيرًا تحتاج إلى حكمة؛ لأن الإدارة تتعامل مع بشر وليس مع مجموعة من التروس والآلات، فربّ كلمة صغيرة فعلت فعل السحر فى نفس سامعها فدفعته إلى الأمام، وأيضًا رب كلمة فعلت فى نفس سامعها فعل السحر فألقت به إلى الهاوية.

والإدارة «فن قيادة الرجال» والرجال لهم مشارب شتى ولا يستطيع أحد مهما أوتى من قوة أن يقودهم إلا بالحكمة، والحكمة أن تضع كل شىء فى مكانه، الغضب والحزم والشدة فى المواضع التى تحتاج إلى ذلك، واللين والتسامح والرحمة أيضًا فى المواقف التى تتطلب ذلك، ووضع الرجل المناسب فى المكان المناسب.. أما أن تسير الأمور بشكل عشوائى، فهذا هو مكمن الخطورة. وأتصور أن سبب ذلك هو عدم الاعتماد على الكفاءات فى المواقع المختلفة، والانحسار فى دائرة ضيقة قليلة الخبرة بالرغم من إخلاصها، فكما يقول ابن عباس: «لا يُقبل العمل إلا بشرطين الإخلاص والصواب»، فلابد من الاثنين معًا فلا يجب أن يتوهم البعض أنه يبذل الساعات الطوال فى العمل، ولكن لابد أن يكون لهذا العمل ثمرة واضحة يراها ويشهد بها الجميع. تعلموا من عمر بن الخطاب – رضى الله عنه – حيث كان يوصى عماله بأهالى الأقاليم خيرًا، فيروى الطبرى أن عمر بن الخطاب خطب الناس يوم الجمعة فقال: «اللهم إنى أشهدك على أمراء الأمصار، إنى إنما بعثتهم ليعلموا الناس دينهم وسنة نبيهم، وأن يقسموا فيهم فيئهم، وأن يعدلوا، فإن أشكل عليهم شىء رفعوه إلىّ». وكان يقتص من عماله، فإذا شكا إليه عامل له جمع بينه وبين من شكاه فإن صح عليه أمر يجب أَخْذه به أَخَذه به.. فليس سيدنا عمر ممن يحب الكلام وكثرته، بل إن شغله الشاغل إنما هو العمل النافع والتطبيق العملى واستثمار كل الطاقات البشرية الموجودة لديه فى خدمة الإسلام وفى خدمة البشرية أيضًا.. حمى الله مصر وحفظها من كل سوء.





مشاركة




التعليقات 1

عدد الردود 0

بواسطة:

مصرى

كلام محترم

اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة