نادر الشرقاوى

إحنا بتوع الأتوبيس.. كلاكيت تانى مرة

الأربعاء، 20 فبراير 2013 08:07 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
إحنا بتوع الأتوبيس فيلم من روائع السنيما المصرية، حيث يركب الأتوبيس كل من جابر أو عادل إمام ومرزوق أو عبد المنعم مدبولى، وتحصل مشاجرة بينهما مع الكمسرى لينتهى بهم الموقف إلى الذهاب لقسم الشرطة، ثم يتم الإفراج عن الكمسرى بينما يتم حجز جابر ومرزوق عن طريق الخطأ المتعمد بتهمة معاداة نظام الحكم، حيث يلجأ بعض الضباط لاحتجاز أى شخص لتقفيل القضايا، ويرسلان للمعتقل ويتعرضان للتعذيب والانتهاك الآدمى، وينتهى الفيلم بقيام حرب 1967 وبتمرد المعتقلين فى السجن وكان قد أثار هذا الفيلم ضجة آنذاك حيث تم إنتاجه عام 1979.

هذا الفيلم أظهر بشاعة التعذيب ومدى الاستهانة بآدمية البشر فى ظل الحكم البوليسى ودولة أجهزة الأمن إبان حكم جمال عبد الناصر والذى امتد حتى أواخر عهد مبارك.

ثم جاء الكاتب علاء الأسوانى فى فيلمه الشهير عمارة يعقوبيان ليبرز بشاعة تعذيب ضباط مباحث أمن الدولة للنشطاء السياسيين خلال حقبة التسعينيات، وفى عصر مبارك الذى ثار عليه شعبه وجيشه وأطاحا به الاثنان من خلال ملحمة تاريخية اسمها ثورة 25 يناير كان من أهم ما نادت به هو الكرامة الإنسانية.

ومع كل ما ذكرت نتفاجأ جميعا أن كرامة المصريين لم تهدر وتهان أمام الجميع بهذا الشكل القبيح إلا بعد هذه الثورة العظيمة وبشكل خاص بعد أن أصبح لمصر رئيس مدنى منتخب جاء، كما يقولون، عبر صناديق الانتخابات.

لقد صدعونا بموضوع الصناديق متخيلين أن العملية الديمقراطية ما هى إلا صناديق الانتخابات، وهنا يقع الخطأ فصناديق الانتخابات ما هى إلا جزء من الديمقراطية، أما الأجزاء الأهم فهى كرامة المواطن وحريته وحقوقه السياسية والاجتماعية والاقتصادية وما نراه الآن لا يشمل أيا مما ذكرت.

فى حلقته التى بثتها قناة "أون تى فى" يوم الثلاثاء فاجأنا الإعلامى المتميز يسرى فودة باستضافته لأحد ضحايا إحنا بتوع الأتوبيس لكن هذه المرة ليس فيلما بل حقيقة.

أيمن هو موظف فى شركة الكهرباء بالإسكندرية كان ذاهبا لدفع فاتورة تليفونه المحمول فى مكتب الشركة، وقد شاء القدر أن يكون فى هذه اللحظة فى هذا المكان الذى بدأت فيه الشرطة اعتقال النشطاء من هذا المكان عقب أحداث العنف التى دارت بينها وبينهم.

تم القبض عليه من أمام مكتب شركة المحمول وتمت تغطية رأسه ثم ربط أيديه وألقى به داخل مدرعة، وبعدها تم أخذه إلى معسكر كما ذكر، وقد حاول دائما إبلاغهم أنه لا يعمل بالسياسة وليس له أى علاقة بالنشطاء، عندما سأله أحد الضباط أثناء تعذيبه ما علاقتك بـ"البلاك بلوك".

إن أساليب التعذيب التى ذكرها والتى منها كهربة المياه التى يقف عليها حافيا وأشياء أخرى تخدش الحياء والأكثر إذلالا وهو طبق الأصل من أحداث فيلم إحنا بتوع الأتوبيس، حين تم إرغامه على أن يقلد الكلب ثم تم تصويره بإحدى كاميرات المحمول وتبادل الضحك بين الضباط حسب قوله عند مشاهدة الفيديو.
إن أيمن قد كسر ولم يستطع رفع رأسه أمام الكاميرات إلا عندما صمم يسرى فودة أن يراه مرفوع الرأس لأنه مصرى.
إن صح ما ذكره أيمن فعلينا أن نقول على الثورة السلام، وإن لم تقم النيابة العامة بواجبها فهذا مسمارا آخر فى نعش المجتمع لأن النيابة هى حامية المجتمع.

أنا حزين ولا أستطيع وصف المرارة التى فى قلبى لقد أصبح الضحايا فى الأفلام ضحايا حقيقيين ولكن الفرق أن هذا يحدث أيام الثورة المصرية.








مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
التعليقات 1

عدد الردود 0

بواسطة:

الشعب الاصيل

انى ارى رؤوسا قد اينعت وحان قطافها -البلد مش ح تنضف الا بالحجاج او هتلر ولمدة اسبوع فقط

بدون

اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة