هشام سلماوى: لماذا قتلتم عمر؟؟

بعد أكثر من عامين من الثورة.. لا نكاد نخرج من حالة حزن حتى نغرق فى أخرى.

فمن جيكا إلى كريستى إلى الجندى حتى الطفل الصغير عمر لم يسلم من رصاص غدركم.

إذا كنتم تقتلون كل من ينادى بالحرية والكرامة والعدل فبالله عليكم أخبرونى لماذا قتلتم عمر؟؟

عمر صلاح طفل صغير يساعد والده فى الإنفاق على إخوته الخمسة "أربعة منهم من الإناث".

لا أظنكم سمعتموه ينادى بالحرية والكرامة الإنسانية والعدالة الاجتماعية.

ولا أظنكم تخيلتموه طامعاً فى كرسى الرئاسة ولم يرفع لافتات يندد فيها بظلمكم له.. فلم يكن يعرف القراءة والكتابة ولم يترك رأس ماله فى الحياة (عربية البطاطا) ليتبادل معكم إلقاء الطوب. وزجاجات الملوتوف.

أى جريمة ارتكبها عمر لينال عليها رصاصكم الغادر ؟؟

ألم يكن يكفيكم ما يلاقيه هذا الطفل من كبد الحياة فى بلد حرمه من حقه فى التعليم والعيش الكريم؟؟

ألم يكن يكفيكم ما تلقاه على أيدكم من قذف الحجارة وقنابل الدخان المسمومة؟؟

ألم تكن تكفيكم نظرات احتقار الأغبياء لملبسه وكأنه مسئول عن ظلم المجتمع له ؟؟

هل قرأتم قول الله عز وجل "ومن يقتل مؤمناً متعمداً فجزاؤه جهنم خالداً فيها وغضب الله عليه ولعنه وأعد له عذاباً عظيما". هل علمتم حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم:" لو أن أهل السماء وأهل الأرض اجتمعوا على قتل مسلم؛ لكبهم الله جميعًا على وجوههم فى النار "رواه الطبرانى.

أستحلفكم بالله إن كنتم تعرفون الله أن تجيبونى هل أنتم بشر؟؟

هل تحملون بين ضلوعكم قلوباً كقلوب البشر؟؟

هل رأيتم الفيديو الذى يظهر فيه الحيوان الشرس (الفهد) وهو يفترس أنثى القرد ثم اكتشف أنها قد وضعت جنينها الصغير، وهى تلفظ أنفاسها الأخيرة.

هل شاهدتموه رغم جوعه كيف ترك القردة ولم يأكلها حزنا على صغيرها.

هل شاهدتم الفهد وهو يحمل القرد الجنين ويداعبه ويحنو عليه ويمكث بجانبه حتى يطمئن عليه بعد أن كان سبباً فى موت أمه.

هل عجزتم أن تعرفوا من الرأفة والرحمة ما عرفه أشد الحيوانات شراسة وغلظة؟؟

إذا كنتم قد عجزتم أن تكونوا كالحيوانات فمن العار أن تكونوا محسوبين علينا من البشر.. نعم لستم بشراً.

فيا من قتلت عمر أقولها لك ولمن شاهدك وتستر عليك ولمن كلفك ولمن هو مسئول عن من كلفك.

أقولها لكم جميعاً لستم بشراً ولستم كالحيوانات بل أنتم أضل.. وحسبنا الله ونعم الوكيل.