يقولون إن شر البلية ما يُضحك، ولكنى أقول إن شر البلية سوف يُبكينا بدل الدموع دم -نعم ستزرف أعيُننا دماً عندما نرى حلم أعدائنا الصعب والغالى عليهم قد تحقق بأيدينا نحن المصريين.
الحلم الذى سعى إليه ألدُ أعدائنا وأكثرهم ضراوة وشراسة أوشكنا على تحقيقه لهم بمنتهى السهولة وبقليل من المجهود وكثير من المكر والدهاء.
إن أبناء إبليس استطاعوا أن يوقعونا فى شَركٍ عظيم ونصبوا لنا الشباك وجعلونا أضحوكة للعالم كله.
إن ما يسعى إليه أعداءنا من قديم الزمان ولم يستطيعوا تحقيقه بسبب جسارة وجأش وتماسك المصريين أصبحوا الآن على بُعد خطوات من تنفيذه والاحتفال بالنجاح المنقطع النظير.
مصر التى كانت الظهر القوى والأخت الكبرى والقائدة والرائدة على مستوى الشرق الأوسط والعالم العربى وكان الكل يهابها ويعمل لها ألف حساب خصوصاً بعد أن قهروا أُسطورة الجيش الذى لا يُقهر.
ولكن هل ما يحدث الآن هو بسبب تجرأنا على هزيمة الابنة الأمريكية المدللة (إسرائيل) أم أن ما يحدث الآن هو نتاج غباء وخيانة وطنية وسياسية وبيع للبلد عينى عينك.
أقول إننا أصبحنا جميعاً نهتم بالسياسة والأخبار والنوايا الخفية أكثر من اهتمامنا بلقمة العيش والعمل والإنتاج والتنمية والتربية أيضاً – يعنى خلاص إحنا عندنا فائض نقدى وفير وعندنا اكتفاء اقتصادى وغذائى يكفينا لسنوات طويلة ولا ينقُصنا سوى الحديث فى السياسة سواء عن فهم ووعى أو حتى بدون وعى والكل عمال يألف ويفنن ويفتى تحت بند "الثائر الذى لا يهدأ، الناشط السياسى، الناشطة السياسية، مؤسس الحزب الفلانى، وعضو الائتلاف العلانى" وأصبحت مصر القوية الرائدة تستجدى جيرانها من أجل إمدادها بالوقود والغذاء والمال بعد أن كنا نحن الذين نُساند هذه الدول والشعوب ولكنه ليس فضل منا بل هو دور واجب على الكبير أن يفعله وليس عيباً أن تدور الأيام ونصبح نحن الذين نحتاج لهذه المعونات ولكن العيب كل العيب أن تكون دولة بحجم مصر وقوتها وريادتها وموقعها وخيراتها وثرواتها وندور نلف ونشحت قرض من هنا وكام طن بوتوجاز من هنا وأصبحنا (تَملية) عايشين فى التكية التى لابد أن يأتى يوم وتفرغ هذه التكية وأن يختل الميزان كما قال السابقون "خُذ من التل يختل".
"ومش ها نفوق ونصحى" من هذه الحالة الغوغائية والضوضائية والفوضوية التى نعيشها الآن إلا عندما نجد أنفُسنا مُفلسين مالياً واقتصاديا وأمنياً وما أكثر المتربصين والمنتظرين لهذه اللحظة التى ندعو جميعاً المولى عز وجل أن لا تحدث.
كلنا بنقول أن مصر لن يصيبها مكروه لأنها ذُكرت فى القرآن مرات عديدة – نعم فالله قادر على حفظها ولكن لنعلم جميعاً أن الشعب اللى عنده نعمة وأرض مذكورة فى القرآن ولم يحافظ عليها يستاهل كل ما يحدث له وهذه هى النتيجة المتوقعة لشعب لم يحافظ على أرض الكنانة وعلى ترابها المخلوط بدم شهدائها الأبرار وتفرغوا للصراعات والانقسامات وإسقاط هيبة ومكانة واقتصاد دولتهم الذين يزعمون أنهم يحبونها ويفدونها بأرواحهم.
ولكنى أقول لهم إنه ليس بالكلام فقط تبقى وتنهض الدول ولكن بالعمل والفعل والإخلاص.
"ياريت نفوق ونصحى" من هذا الهرج والمرج بمزاجنا قبل ما نصحى منه على كابوس مرعب ومُخيف اسمه الإفلاس المالى والاقتصادى والإفلاس الأمنى وكفاية علينا قوى الإفلاس الأخلاقى اللى عايشين فيه.
صورة أرشيفية
اضف تعليق
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة
عدد الردود 0
بواسطة:
وفاء
عود حميد يا أستاذ
عدد الردود 0
بواسطة:
محمد سمير
كلمة من القلب