بعد عامين من الثورة وأنا أرى المشهد أمامى عبثيا وغير أخلاقى يكتنفه كثير من الغموض تحول فيه الفلول إلى ثوار يقودون المظاهرات لاستكمال أهداف الثورة التى ما قامت إلا ضدهم.
إننى أرى أمامى القوى السياسية المعارضة غير ناضجة وهدامة وأصبحت جزءا أصيلا من المأزق الحالى حيث تفتقد إلى قواعد العملية الديمقراطية فى ممارسة الاختلاف بل تحتقر اختيار الشعب، وتستهين باختياراته التى لا تعجبها وهم يقفون جميعا على عداء كامل مع الإخوا ن ويتمنون أن تكون مصر بلا إخوان وهذا ما وحد اليساريين والليبراليين وأبناء مبارك، بل يفضلون أن تحكمنا أمريكا وأن يعود الحكم العسكرى بدلا من الإخوان للزج بهم فى غياهب السجون كما فعل عبد الناصر ومبارك، كما تحرض على العنف وتدعو إلى الحشد والمولوتوف والحرائق وتعطيل الإنتاج وإغلاق مجمع التحرير وقطع الطرق وللأسف يدفع الثمن شباب مصر الذى وثق فيهم ومنهم من فقد حياته ثمنا لشعاراتهم الرنانة.
قوى المعارضة تعمل ضد النظام المنتخب وضد الدستور ويضعون العراقيل أمام أى حوار وطنى ويضعون شروطا تعجيزية لوأد أى حوار وطنى، وكل واحد منهم لا يعنيه سوى كرسى السلطة حتى لو كان ذلك فى وطن يحترق، ليس لديهم مبادرات أو مشروعات أو خطط للعلاج.
فالمعارضة لا تملك رؤية سياسية ولا مشروعا اقتصاديا أو اجتماعيا يغرى الرأى العام إلى الالتفاف حولها بل تلقى الدعم من عناصر الثورة المضادة وزبانية الدولة العميقة.
رموز النظام السابق لديهم مخاوف من النظام الجديد بعد وضع نص دستورى يحرمهم من الحقوق السياسية لمدة عشر سنوات فإنهم على استعداد لدفع كل ما يملكونه فى سبيل عدم الزج بهم فى السجون.
إن المرحلة القادمة تتطلب المشاركة الفاعلة فى صنع القرارات ولا بأس من الاستعانة بكل الخبرات والقيادات والأحزاب والائتلافات على أساس الصدق وإخلاص النوايا.
أدعو رئيس الجمهورية إلى تكوين فريق استشارى اقتصادى يتبعه مباشرة لوضع سياسات غير تقليدية لدفع حركة الاقتصاد المصرى، وتشكيل حكومة إنقاذ وطنى من مختلف الأطراف السياسية تسابق الزمن من أجل انتشال اقتصاد مترنح من كبوته على أساس الكفاءة والحيدة والعدل هو المعيار الأول لتولى المنصب بعيدا عن أخونة الدولة.
وعلى الرئيس أن يتخلص من مستشاريه الذين قفزوا من السفينة بمجرد تعرضها لبعض الرياح بمستشارين على درجة عالية من الكفاءة العلمية بعيدا عن الأهل والعشيرة.
إن ضميرنا الوطنى يحتم علينا أن نضع مصالح الوطن فوق مصالحنا الشخصية، وأن ندرك أننا جميعا فى سفينة واحدة عندما تغرق سنغرق جميعا مؤيدين ومعارضين وعلينا أن نتحلى بالحكمة والرؤية الثاقبة وأن يكون لدينا حوار إيجابى وبناء مبنى على الصدق وحسن النوايا.
صورة ارشيفية
اضف تعليق
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة
عدد الردود 0
بواسطة:
وليد
صحوة ضمير
عدد الردود 0
بواسطة:
انور
الضمير الوطنى