قدمت الفنانة رانيا الحكيم فى معرضها أعمالاً على الزجاج اختارت لها المقاسات الصغيرة فى تجربة هى الأولى لها، واستخدمت فيها الفنانة ألوان الزيت التى وجدتها الأطوع لتجسيد رؤيتها الفنية لأرض مصر الزاخرة بكل هذه الطبقات التاريخية والتراكمات الاجتماعية من منظور عين الطائر، حاولت رانيا فى بعضها تجسيد التلامس بين عدد من المسطحات مثل المياه والصحراء والأراضى الزراعية وهناك أعمال تتناول المعابد والآثار الفرعونية وعناصر نباتية.
والمشاهد للمعرض سيلاحظ وجود فراغات بين اللوحات المُعلقة تقول عنه الفنانة أنه مقصود لإيجاد نوع الاستقلالية، حيث يمثل كل عمل حالة ورؤية مستقلة عن الآخرين، ويندرج ضمن اهتمام الفنانة فى معظم أعمالها على مراعاة التناغم بين الكتلة والفراغ.
وعن سبب اختيار فكرة المعرض أضافت: "فى مصر وحدها يمكنك عبر التجول فى شارع واحد مُعايشة خليط من ثقافات وفنون متعددة، أصبحت أكثر وعياً بفكرة الطاقة المتولدة من هذه التعددية الآسرة بالحركية، بالإيقاع الخفى وراء ما يبدو عشوائياً، وفى أعمالى التصويرية أحاول الإمساك بهذه الشبكة من العلاقات المتناقضة والمتداخلة من المتحرك والثابت، المرئى والمخفى، الصارخ والمتلاشى فى لحظة تفاعل هى انعكاس للروح الإنسانية".
هذا وفى لفتة وفاء نبيلة أهدت الفنانة رانيا الحكيم معرضها لأستاذها الفنان الراحل محمود عبد الله الذى أهدت لروحه كلمة تقول فيها: "بعد رجوعك النهائى من إيطاليا اعتدتُ أن أتردد على مرسمك فى المعادى لدراسة الفن فكنت سخياً معى وقد فهمت شخصيتى الشغوفة بالاستكشاف والتجريب، فمنك تعلمت الرسم والتصوير والتصميم الجرافيكى وفن الأركِت وطباعة القماش وفن الباتيك... علمتنى أن أتكلم مع لوحاتى وأنصت إليها، ولم يكن لى ألحظ أن أراك وأنت تتعامل كحفار مع ألواحك المعدنية وأخبارك وماكينة الطباعة التى كانت تتوسط الغرفة وكانت محل انبهارى دائماً، وظللت من وقتها شغوفة بهذا الفن ولكن كان هناك شىء يحول بينى وبين الرغبة فى تعلمه وهى فكرة التكرار التى لا تجعل من العمل الفنى شيئاً متفرداً... لكن الزمن يمر ويعود شغفى القديم ليدخلنى فى هذه التجربة التى منها خرجت هذه الأعمال الصغيرة (المونوبرينت) هذه الأعمال التى حاولت أن أحمّلها شيئاً من روحى أهديها إليك اليوم علّ يوماً يكون لقاء".
الجدير بالذكر أن رانيا أحمد شكرى الحكيم مواليد ديسمبر1961، بكالورريوس إدارة أعمال الجامعة الأمريكية 1983، دراسات تخصصية فى التصوير من الجامعة الأمريكية وجامعة مارى لاند بمدينة بلتيمور بالولايات المتحدة، وتتلمذت على يد الفنان الراحل محمود عبدالله ثم الفنان مصطفى الرزاز، عملت فترة مصممة للأزياء قبل أن تتفرغ للفن التشكيلى، لها عدد من المعارض الخاصة والعديد من المشاركات بالمعارض والصالونات والمهرجانات الجماعية بمصر والخارج، كما لها مقتنيات خاصة لدى أفرد فى مصر ودبى.



