قتل شاب صديقه بـ16 طعنة نافذة فى سوهاج وألقى بالجثة فى الزراعات وفر هاربا، وتم القبض عليه واعترف بارتكابه للواقعة اعتقادا منه بأن القتيل يجرى له أعمال سحر وشعوذة يجعله تحت طوعه باستمرار.
التقى "اليوم السابع" المتهم "عبد الله.ج" 20 سنة عاطل، شاب نحيف الجسد قصير القامة، صوته قوى الكلمات تخرج من فمه بغلاظة يحكى كواليس ارتكابه للجريمة فى ثبات وكأنه يتحدث عن شخص آخر.
قال المتهم: تعرفت على القتيل "عمرو.م.ع" 20 سنة ترزى، منذ 3 سنوات ودارت بيننا علاقة صداقة وكان المجنى عليه يمر بضائقة مالية، فكنت لا أبخل أن أعطيه الأموال، وكنا "نقسم رغيف العيش ما بينا" وكانت صداقتنا قوية إلى أقصى الحدود.
وأضاف المتهم: كنا نخرج ليلا بصفة يومية ونسهر سويا ونتجاذب أطراف الحديث، ومع مرور الوقت وجدت نفسى أخضع لأوامر صديقى وطلباته، فلو طلب منى قرة عينى لا أبخل عليه فيها، ووجدته يسيطر على حياتى بطريق غريبة، فاستولى على أموالى وأفكارى وعقلى وكان يحركنى مثل قطعة "الشطرنج"، وجلست معه ذات مرة وسألته عن سبب خضوعى له باستمرار، فأجابنى "أصلى باسحرك" وتركته وتوجهت إلى منزلى ولم يغمض لى جفن، حيث مكثت طوال الليل أفكر فى الكلمة، وتسلل الشك إلى قلبى من صديقى وكانت كل الشواهد تؤكد كلامه، وحاولت التخلص من هذا الشىء الذى يشدنى إليه دون فائدة، وفكرت مرارا وتكرارا فى البعد عنه إلا أننى لم أستطع وفجأة قفز إلى عقلى فكرة التخلص منه، وفى لحظات جنون نهضت من مكانى واتصلت به وطلبت منه مقابلتى فوافق.
وتابع المتهم: انتظرته أكثر من 10 دقائق والدم يغلى فى عروقى وبمجرد وصوله عندى بمنطقة الزراعات بمركز طهطا نظرت فى وجهه لعدة ثوانى دون كلام ثم وضعت يدى فى "جيبى" وأخرجت "مطواة" وطعنته بها فى البطن، فسقط على الأرض، فجلست بجوار جثته وطعنته عدة طعنات فى أماكن متفرقة من الجسد "مش عارف عددها كام..بتوع المباحث قالوا لى أنها 16 طعنة".
ويتوقف المتهم عن الكلام وكأنه يتذكر يوم الحادث، ثم يبتسم نصف ابتسامة ويستكمل قائلاً: "مش عارف عملت كده ليه" وعمرى ما فكرت اقتل قطة.. منه لله الشيطان، لا أصدق نفسى حتى الآن أننى أصبحت قاتلا لأعز أصدقائى وكأننى كنت مغيب عن الدنيا ولم أدر بنفسى إلا وأنا أمام "الأستاذ عبد الرحمن" يقصد المقدم عبد الرحمن عويس، يسألنى عن سبب ارتكاب الجريمة.
أنا فى أشد الندم لما فعلت "بس اهوه قتلته واللى حصل يعنى هاعمل أيه" ـ الكلام للمتهم ـ، وكل حزنى على أشقائى الأربعة ووالدتى التى دخلت المستشفى بعد الحادث بأيام، و"عموما ربنا يسامحنى".
التقط المتهم الثانى "محمد.هـ" 21 سنة مزارع أطراف الحديث من المتهم، مؤكدا أن دوره اقتصر فى توصيل المتهم بالدراجة البخارية إلى مكان الجريمة، وفوجئ بما حدث، حيث كان يعتقد أن الأمر لا يتخطى "خناقة" لكنه شاهد القتيل يسقط غارقا فى دمائه، وحاول منع المتهم إلا أنه كان مصاب بحالة هيسترية ونفسية سيئة.
كان اللواء محسن الجندى مساعد وزير الداخلية مدير أمن سوهاج تلقى إخطارا من العميد محمد عبد الفتاح الحوفى نائب مأمور مركز طهطا، يفيد العثور على جثة مواطن مقتولا، فانتقل العميد أحمد عبد العزيز الجميلى مأمور المركز والمقدم عبد الرحمن عويس رئيس المباحث وتمكنوا من القبض على المتهم الذى اعترف أمام العميد عبد الفتاح الشحات رئيس فرع البحث الجنائى بشمال سوهاج بارتكابه للواقعة، وأحيل للنيابة التى قررت حبسه 4 أيام على ذمة التحقيقات.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة