محمد انيس

ناجح إبراهيم.. التنظير والتطبيق

الأحد، 17 فبراير 2013 11:07 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
فى واحدة من المناسبات واجبة التكرار، حدثت مناظرة الأسبوع الماضى بالجامعة الأمريكية بين الدكتور ناجح إبراهيم والإعلامى الطبيب باسم يوسف بإدارة الإعلامى الأستاذ حافظ الميرازى.

لمن لا يعرف الدكتور ناجح إبراهيم فهو رجل دمث الخلق غزير العلم واسع الاطلاع، لكن الأهم فى رأيى أنه منفتح التفكير لا يرفض الآخر أو يعاديه بناء على الخلاف فى الرأى.

تحدث الدكتور ناجح إبراهيم عن أن الإسلام معصوم بالقرآن والسنة، بينما الحركات الإسلامية ذات المرجعيات الإسلامية غير معصومة وواجبة النقض، "فالإسلام معصوم والحكم الإسلامى غير معصوم"، وأن نقض الحركة الإسلامية جائز وواجب، فهى فكر إنسانى يخطئ ويصيب، ينجح ويخفق يفوز وينهزم "فالإسلام معصوم والإسلامى غير معصوم".

وأضاف أيضاً أنه ليس هناك متحدث حصرى ووحيد عن الإسلام وأن الدعاة هداة وليسوا قضاة.
مع سماعى هذا الحديث أصبت بإحساس من السعادة والإحباط فى نفس الوقت، فالسعادة كانت لأن الدكتور ناجح من مؤسسى الجماعة الإسلامية فى السبعينيات الداعية إلى الجهاد المسلح لإقامة الدولة الإسلامية، وما كان ينطوى تحت ذلك الفكر من تكفير للمجتمع والحكام بالضرورة، فما قاله الرجل من أفكار مستنيرة هو نتاج لمراجعات فقهية معمقة جرت على مدار العقدين الماضيين.

أما الإحباط فهو لأن ما يتحدث عنه لا علاقة له بالواقع والممارسة الفعلية من كل من يدعون أنهم إسلاميون وذوو مرجعية إسلامية.

كانت البداية مع استفتاء مارس 2011 لتعديل دستور71 والذى تم الترويج لقبوله بدواعى حماية المادة الثانية من الدستور، وأن الرافضين هم علمانيون كفرة يريدون نزع الهوية الإسلامية عن الدولة المصرية، لن أتحدث هنا عن تكفير الآخر فهذا جلى ولكن عن الكذب والخداع خاصة مع علم قيادات الإسلاميين أنه سيكون هناك إعلان دستورى يحتوى على المادة الثانية يصدره المجلس العسكرى بعد قبول الاستفتاء ومتفق على بنوده عبر لجنة الصياغة والتعديل التى شاركوا بها، أبتلك الأخلاقيات هم إسلاميون يطبقون تعاليم الإسلام؟
إن لرجل الدين هيبة ومكانة تأتى من أمرين أولهما أنه رجل يمثل القيم الدينية والأخلاقية العليا، ويسعى لنشرها بين الناس، فهل يستقيم ذلك مع الحض والترويج للتصويت لمجموعة سياسية معينة؟ وهل ذلك احتكاراً منهم لتلك القيم؟، أم هبوط لمكانة رجل الدين إلى مستوى المصالح السياسية الدنيوية الزائلة؟

أما الأمر الثانى، فهو الالتزام الشخصى لرجل الدين بما يروج له من قيم وأخلاقيات، ولكن حينما تقدم نفسك على أنك رجل سياسة إسلامى بمرجعية إسلامية ثم ترتكب الموبقات ولا تمنعك أخلاق دينك أن ترمى الناس بالباطل فهل تسمح لك مرجعيتك الإسلامية بذلك؟
أتذكر هنا حين تحدث أحد الممثلين أثناء الثورة عن أن ميدان التحرير يتم ممارسة الدعارة به، ولم تتضرر مصداقية الدين الإسلامى الحنيف من كلامه، لكن حينما تخرج علينا الآن إحدى السيدات ذات المرجعية الإسلامية، كما تدعى لتقول إنها شاهدت من شرفة قصر الاتحادية ممارسة الرذيلة فى خيام المعتصمين خارج القصر، فهل تسمح لها مرجعيتها الدينية بقصف المحصنات من دون الالتزام بالشروط الفقهية لذلك؟

وأخيراً يخرج علينا أحد الملتحين فى برنامجه التليفزيونى لينزع عنا إسلاميتنا ويصنف معارضيه السياسيين على هواه مخترعاً كلمة "مسليموكس"، فالمؤيدون سياسياً له ولتياره مسلمون أما المعارضون صليبيون وملحدون و"مسليموكس".

إن لفط إسلامى فى حد ذاته هو تحصين فى غير محله لاجتهاد قد يصيب وقد يخطأ، فالإسلام منزه عن الخطأ عبر قرآنه وسنة نبيه المعصوم، يحضرنى الآن حديث نبينا الكريم "الإيمان هو ما وقر فى القلب وصدقه العمل".

فدعونا نفصل ما بين العمل الدعوى والعمل السياسى حتى لا نضر ديننا الحنيف بأخطائنا السياسية، فعلى رجال الدعوة أن ينشروا ما بين الناس القيم الدينية الأخلاقية الرفيعة ليختار عبرها عموم الناس حكامهم، على أن يقدم السياسيون ما ينفع الناس فى دنياهم ملتزمين بتلك القيم الدينية من دون متاجرة بها.





مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة