نقص فيتامين "د" يؤدى لأمراض القلب والأوعية الدموية، كما يوضح دكتور جمال شعبان، أستاذ القلب بالمعهد القومى للقلب، قائلا: يرتبط نقص فيتامين "د" تقليديا بضعف العضلات والعظام. لكن باحثين تنامت لديهم الأدلة على ارتباط نقص فيتامين "د" النشط فى الدورة الدموية بزيادة مخاطر الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية. هذا يعنى أن عامل إصابة جديدا يضاف لارتفاع ضغط الدم والبدانة ومرض السكرى، فضلا عن حالات القلب والشرايين الرئيسة كالسكتات وقصور القلب الاحتقانى.
وأوردت المراجعة توصيات عملية للفحص الجماعى لانخفاض مستويات فيتامين "د" النشط وعلاجها، خاصة للمعرضين لمخاطر إصابة كمرضى القلب أو البول السكرى. ويؤكد خبراء طب القلب الوقائى بمعهد ميد أميركا للقلب بكنساس سيتى إن نقص فيتامين "د" عامل جديد غير مُعَرّف لمخاطر أمراض القلب، ينبغى فحصه جماعيا واستدراكه، حيث يسهل تقييم النقص، وتتاح مكملات الفيتامين آمنة ورخيصة.
ويقدر أن نصف الراشدين ونحو ثلث الأطفال والمراهقين بأميركا لديهم نقص فيتامين "د" النشط. هذا النقص يُفعّل نظام رينين -أنجيوستِنسِن- ألدوستيرون الذى يرفع ضغط الدم، وبذلك يهيئ المرضى لارتفاع ضغط الدم وتصلب القلب والأوعية الدموية وزيادة سماكتها. كذلك يُبدّل نقص فيتامين "د" مستويات الهرمونات ووظيفة المناعة، مما يزيد مخاطر الإصابة بالسكرى، المساهم الرئيسى فى الإصابة بأمراض القلب والأوعية.
وهناك عدة مصادر لفيتامين "د"فقد وجد الباحثون أن نقص فيتامين "د" أكثر انتشارًا مما يعتقد، مما يبرر الاهتمام بعلاجه. ورغم أن معظم متطلبات الجسم من الفيتامين قد تأتى من التعرض للشمس. لكن العيش بالأماكن المغلقة واستخدام عازلات الأشعة يمنع 99% من تكوين فيتامين "د" بالجلد، فهناك أشخاص كثيرون لا ينتجون كفايتهم. فقد تقلصت أوقات المعيشة خارج المبانى، وقلت قدرة المسنين والبُدن على توليف الفيتامين استجابة لأشعة الشمس. ورغم أن التقليل من عازلات الشمس مرغوب فيه، فإن استخدامها للوقاية من سرطان الجلد ضرورى لمن يتعرض للشمس أكثر من 15 إلى 30 دقيقة.
ويمكن استهلاك فيتامين "د" بوصفه مكملات أو أغذية مصادرها سمك السلمون والسردين وزيت كبد سمك القد والأطعمة المدعّمة بالفيتامين كالحليب والغلال. وهناك عدة استراتيجيات للعلاج تكتمل بمعرفة عوامل نقص فيتامين "د" وهى الشيخوخة، صبغة الجلد القاتمة، البعد عن خط الاستواء، فصل الشتاء، التدخين، البدانة، مرض الكلى والكبد، وبعض الأدوية.
أما عن العلاج الوقائى فينبغى أن يستمر باستخدام إحدى الاستراتيجيات: خمسين ألف وحدة دولية من فيتامين "د2" أو "د3" كل أسبوعين، أو من ألف لألفى وحدة "د3" يوميا، أو التعرض يوميا لأشعة الشمس عشر دقائق لأصحاب البشرة البيضاء، وأطول من ذلك لغيرهم بين العاشرة صباحا والثالثة ظهرا. وتبدو مكملات فيتامين "د" آمنة. وقد تحدث حالات تسمم نادرة بفيتامين "د" مسببة ارتفاع مستويات الكالسيوم وحصى الكلى، لدى تناول أكثر من عشرين ألف وحدة يوميا.