فى مصر أحداث مُتسارعة ومتتالية، وأهمها حاليا حِصار مدخل قصر الاتحادية والأسلوب المستخدم فى الحصار، وهى إن كانت من المنظور البحثى فهى بمثابة الشاهد.
ولتجنب التوسّع فى الموضوع سأترك الأماكن الأخرى، دون الاتحادية، وكذلك الصور والشواهد الأخرى عند القصر من الكرّ والفرّ وإطلاق قنابل الغاز أو الخرطوش، نتيجة ظهور بعض أسلحة الخرطوش لدى المتظاهرين، والتى تؤدى غالبا لإنهاء المواجهة وسحب قوات الأمن لعدم التصعيد إلى تبادل إطلاق نيران.
ربما يظن الشباب المراهق والأطفال صغار السن، الذين يحاصرون مدخل القصر الرئاسى فى الاتحادية أنهم قاب قوسين أو أدنى من اقتحامه، ويدفعهم ظهور أخبارهم على الهواء مباشرة فى كل القنوات والمواقع الإخبارية المحلية والعربية، إلى الاستمرار فى قذف الحجارة والمولوتوف واستقبال المياه بصدر رحب شجاع ومواصلة الانتظار بفارغ الصبر لوصول إمدادات ومسيرات قادمة من هنا وهناك.
المتظاهرون الحقيقيون أو الثوريون الأصليون أو الناشطون السياسيون رغم حقّهم المكفول فى المعارضة بسلمية، ورغم كرههم ورفضهم للرئيس وحاشيته فى داخل القصر المُعتدى عليه، إلا أنهم بسكوتهم أو بتأييدهم لأفعال العنف الصادرة حاليا - والتى لا يقوم معظمهم بالمشاركة فيها وإنما يكتفون بالوقوف فى صفوف المتفرجين لأنهم لم يعتادوا على ممارسة أساليب البلطجة والترهيب - يُهدونه وحكومته مكاسب سياسية دون أن يدركوا ذلك.
وتأتى هذه المكاسب كتحسين للصورة الذهنية التى تعكسها أحداث الاتحادية على شاشات التلفاز والتى يشاهدها الملايين من تنفيذ حَرْفِى فى التّعامل بضبط النفس مع أحداث الشغب التى وصلت لمدخل القصر ذاته.
ما يُعطى انطباعا عن حِلْم وصبر من فى داخل القصر على المُعترضين فى الخارج حتى إن بعدت السلمية عن تعبيراتهم واحتجاجهم، فيزداد المؤيدون من المشاهدين تأييداً لرئيسهم المنتخب.
ويقلل المُعاتبون على مُرشّحهم الذى انتخبوه لومَهم ويرون ما يشبه نَيْلَه جزاءه فى سبيل عدم الوفاء بالوعود الانتخابية التى قُطعت من قبل. ويظن المعارض أنه بذلك يسير فى الاتجاه الصحيح لإسقاط رئيس لا يؤيده.
على الأذكياء والمستنيرين من المعارضين إدراك أن تجمّعهم تحت راية أو جبهة أو كيان قوى هو مطلب وطنى ليحدث توازن فى عملية إدارة البلاد ونقلها إلى مرحلة البناء من كِلا الأطراف.
فالتخطيط والتنفيذ واجب الحاكم، والمتابعة والرقابة واجب المعارضة، وكذلك عليهم الحذر من تعطيل مصالح الناس بقطع الطريق أو تعطيل المترو أو غلق الكوبرى، فهذا لا يضيف لرصيدهم الصفر إلا سالبا لدى الشعب، الشعب الذى هو وقود الثورة الحقيقى، وليس كما يظن كثير من الثوار أن وقودها المولوتوف والحجارة.
عبد الله إسماعيل حميدى يكتب : ثورة وقودها الشعب ..لا المولوتوف ولا الحجارة
الأحد، 17 فبراير 2013 08:56 م
صورة أرشيفية
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة