على درويش

عالم الظلام.. وعالم النور

الأحد، 17 فبراير 2013 11:10 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
قال سيد الأولين والآخرين سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم: «من كان لله كان الله له»، يا لها من معادلة نورانية رائعة، يقدم العبد نفسه خالصا مخلصا متيما معترفا بقدرة الله وعظمته وقدرته وفضله وكماله وجماله وكرمه وسخائه وعلوه وقربه ورحمته ومغفرته وعدله وإحاطته بكل شىء وعلمه وستره وجلاله ورأفته وإجابته للدعاء وصبره وحلمه وعلمه وقدمه وخلوده وحبه لعباده وسموه جل جلاله، فيقدم الله لعبده المؤمن والمحب الصادق كل شىء ولا يبخل عليه بشىء يعطيه القرب، وهو دليل الحب، ويعطيه الفهم، فيصبح بصيرا عليما، ويعطيه من الصفات أكملها وأرقاها وأدومها وأسماها، ويقدمه لعالم الملك والملكوت ويضع له القبول فى قلوب العباد والعبيد بما فى ذلك الطير والحيوان ويجعل الملائكة تحبه وتصلى عليه فيخرج هذا العبد الصادق فى حبه من عالم الظلام إلى عالم النور ويطأ بقدمه الطاهرة المادية الضيقة المظلمة ويرتفع حسا ومعنى نحو العالم العلوى، حيث موطنه، وحيث يكون اللقاء بين العبد وربه المعشوق.. إن هذا العابد بحب وبصدق يرى ويسمع ما لا يراه الآخرون وما لا يسمعه الماديون، فوقته كله لله ولسانه طوال الوقت رطب بذكر الله، إنه يعلم يقينا أن العبد الذى يخاف الله يخافه كل شىء، وأيضا يحبه كل شىء، ويحب أن يتقرب إليه كل شىء، هذا لأنه يحب الله ويحبه الله سبحانه وتعالى.. إنها إحدى الجنتين التى ذكرهما الله فى سورة الرحمن وهى أن من خاف مقام ربه فله جنتان، فحب الله جل جلاله والقرب منه قولا وحسا وروحا تدخل العبد جنة الله على الأرض فلا يمر بالشقاء الدنيوى النابع من الأنانية والمادية والشهوانية المدمرة، سواء كانت شهوة المال أو النساء أو السلطان.. إن حب الله سبحانه وحب رسوله الطاهر المطهر، صلى الله عليه وسلم، تطهر البدن والعقل وتحيى القلب وترشد جهرا أو رمزا إلى الطريق المستقيم، طريق الحق، أى طريق الله وطريق النور أى طريق الله.

قال الله العزيز الحكيم المحب لمخلوقاته والكريم والرحمن الرحيم: «خلقت الخلق ليربحوا على ولم أخلقهم لأربح عليهم»، إنه سبحانه وتعالى غنى عن العالمين. الحقيقة التى لا ينكرها عاقل أن العالمين فى حاجة إليه سبحانه وتعالى، ولأن الله سبحانه وتعالى يتصف بصفات الكمال فإنه يعطى عباده بدون حدود، ولكل حسب قدرته على التلقى والاستقبال، فهناك عباد إذا أغناها الله سبحانه وتعالى لفسد حالها، وهناك عباد إذا أفقرها لفسد حالها.. والغنى ليس بالضرورة هو المال والسلطان وكذلك الفقر هو نقصان المال.. ولكن الحب لرب الوجود يهذب الغنى والفقر ويطهر المال، فيبارك الله سبحانه وتعالى فيه، ويبارك الحب فى القليل فيجعله كثيرا أو أكثر من الكثير.








مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة