آن لك يا سعد أن تستريح.. فقد تحقق ما عشت من أجله.. وقاسيت المرارة والآلام فى سبيل تحقيقه.
طردت من مصر.. وأنت بطل حقيقى من أبطالها.. وجلس مكانك الجبناء.
سجنت من أجل قولك الحق وكشفك الزيف.. وعاش المزورون لحقائق التاريخ فى القصور، حتى تحقق حلمك وانكشف الزيف.. وشوهدت الحقائق.. وسقط الطاغوت.. ورجعت الفئران إلى جحورها.
لم تنتظر لتسعد معنا بالثورة وترى مصارع أعدائك الذين زيفوا التاريخ وأنكروا فضلك فى نصر أكتوبر.. واختزلوا النصر كله فى الضربة الجوية.
وكان موتك ويا للعجب يوم السقوط الكبير والخزى العظيم والفضيحة المدوية.. فقد سقطت ورقة التوت وظهرت الصورة من جميع جوانبها.. عندها حانت منيتك.
فقد تُوفى – رحمه الله – فى مثل هذه الأيام التى بدأت شرارة الثورة المباركة فى الاحتدام، وما استراح إلا ليلة تنحى الطاغية المخلوع، ففى يوم الخميس 7 ربيع الأول 1432 هـ الموافق فى 10 فبراير / 2011 م، ترجل الفارس ورحل عن دنيانا، وكان تشييع جنازته فى الجمعة الأخيرة من الثورة، جمعة التنحى.
وما أعظم بلاغة أمير الشعراء أحمد شوقى وهو يرثى مصطفى لطفى المنفلوطى، وقد مات يوم أصيب سعد زغلول برصاصة.. وكأنه يتحدث عن الشاذلى، رحمه الله:
اخترت يوم الهول يوم وداع
ونعاك فى عصف الرياح الناعى
هتف النعاة ضحى فأغلق دونهم
جرح الرئـيس مناف الأسماع
من مات فى فزع القيامة لم يـجد
قدماً تشيع أو حفاوة ساعى
ما ضر لو صبرت ركابك سـاعة
كيف الوقوف وقد أهاب الداعى
خل الجنائز عنك لا تحـــفل بها
ليس الغرور لميت بمتاع
سر فى لواء العـبقرية وانتظم
شتى الــمواكب فيه والأتبـاع
واصعد ســماء الذكر من أسبابها
واظهر بفضل كالنهار مذاع
الشاذلى درة ناصعة فى جبين العسكرية المصرية:
الفريق سعد الدين الشاذلى من مواليد محافظة الغربية عام 1922م.. وشغل منصب رئيس أركان حرب القوات المسلحة خلال الفترة من 16 مايو عام 1971م إلى 13 ديسمبر عام 1973م .. ومن أبرز المحطات فى حياته المشاركة فى انتصار أكتوبر عام 1973م، والفقيد شغل العديد من المناصب العسكرية.. وعرف عنه كفاءته العسكرية الكبيرة.. وتاريخه العسكرى الملىء بالنجاحات والأداء الفذ.
فقد أسس أول وحدة قوات مظلية مصرية خلال الفترة من 1954م إلى عام 1959م.. وكان قائدا ًلأول قوات عربية موحدة فى الكونغو كجزء من قوات الأمم المتحدة 1960م – 1961م، وعمل ملحقا عسكرياً فى لندن 1961م – 1963م .. فقائدا للواء مشاة من 1965م إلى 1966م.. فقائدا ً للقوات الخاصة (المظلات والصاعقة) من 1967م إلى 1969 فقائدا لمنطقة البحر الأحمر العسكرية 1970م – 1971م، وبعد تركه الخدمة بالقوات المسلحة عين الفريق سعد الدين الشاذلى سفيرا لمصر فى بريطانيا من 1974م إلى 1975م .. فسفيرا لمصر لدى البرتغال 1975م - 1978 قبل أن يسافر إلى خارج مصر ويعود إليها عام 1992م.
وقد تدهورت حالته الصحية فى أيامه الأخيرة، وللفقيد العديد من المؤلفات منها:
حرب أكتوبر- الخيار العسكرى العربى- أربع سنوات فى السلك الدبلوماسى.
وإنجازات الشاذلى عظيمة لا تنكر.. شهد له أعداؤه بالمهارة والقدرة.
فرحم الله الفريق الشاذلى.. ولعل لنا مقالا آخر نتحدث فيه عن بعض صفحاته المشرقة فى سجل الشرف للعسكرية المصرية.
د .أحمد زكريا يكتب: سعد الشاذلى.. آن أن تستريح!!
الأحد، 17 فبراير 2013 03:15 ص
الراحل الفريق سعد الدين الشاذلى
اضف تعليق
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة
عدد الردود 0
بواسطة:
dr_maysara
رحم الله البطل
عدد الردود 0
بواسطة:
محمد الفاتح
رحمه الله رحمة واسعة
عدد الردود 0
بواسطة:
عميد م ق م محمد نجيب
رحمه الله
عدد الردود 0
بواسطة:
المقاتل
شرف العسكريه
كان من اشرف المقاتلين
عدد الردود 0
بواسطة:
محمود ابوزيد
شهيد باذن الله