قال خبراء صينيون إنه يتعين على الولايات المتحدة الأمريكية أن تفكر بجدية بشأن الاختبار النووى الأخير الذى أجرته كوريا الشمالية، والذى جاء بسبب "العداء" الممتد بين البلدين - على حد وصفهم.
وأضاف الخبراء، فى تعليقات بوسائل الإعلام والصحف الصينية الصادرة اليوم "الأحد"، أنه بعد إجراء كوريا الشمالية اختبارا نوويا فى وقت سابق من هذا الأسبوع، ادعت بعض وسائل الإعلام الغربية أنه قد ثبت فشل سياسة الصين تجاه الدولة، وهو ما يعتبر مغالطة زائفة، حيث أثبت التاريخ أن الدولة التى يتم تهديدها بالقوة وفرض عقوبات ستحافظ على قوتها العسكرية وستستمر فى تطويرها.
وفى هذا الصدد، قال شى يين هونغ، أستاذ العلاقات الدولية فى جامعة رنمين الصينية، إن كوريا الشمالية قررت إجراء ثالث اختباراتها النووية على أساس مصالحها الخاصة، وليس لكونه يتماشى مع الإرادة الصينية، موضحاً أنه لنزع السلاح النووى من شبه الجزيرة الكورية، ينبغى على كافة الأطراف المعنية الوفاء بالتزاماتها وأن موقف كوريا الشمالية الثابت بشأن الاختبار النووى يظهر عدم نجاح جهود هذه الأطراف.
من جانبه، أوضح ليو جيانغ يونغ، أستاذ العلاقات الدولية فى جامعة تسينغهوا الصينية، أن القول بأن سياسة الصين تجاه كوريا الشمالية قد فشلت، لا أساس له، وأن مثل هذه الأقوال الصادرة عن بعض وسائل الإعلام الأجنبية أو على الإنترنت إما تحريضية أو لها دوافع خفية، لافتا إلى أن الصين لم تقم بشىء خاطئ وستلتزم بموقفها تجاه القضية، حيث تحث على حل من خلال الحوار.
أما، تاو ون تشاو، الباحث فى الأكاديمية الصينية للعلوم الاجتماعية، فقال إنه تم انتقاد الصين لاستمرارها فى العلاقات التجارية والاقتصادية مع كوريا الشمالية، وتم وصفها بأنها "مخرج كبير" لكوريا من مأزق العقوبات التى ترفضها الأمم المتحدة ضد بيونج يانج.
وأضاف أن "الصين تلتزم بصرامة بقرارات الأمم المتحدة ذات الصلة التى لا تطالب بقطع كافة التبادلات الاقتصادية مع كوريا الشمالية وأن العلاقات التجارية والاقتصادية بينهما طبيعية بين دولتين جارتين، مشيرا إلى أن الصين، باعتبارها تقوم بدور مسئول فى المجتمع الدولى وواحدة من الدول الموقعة على معاهدة منع الانتشار النووى، تتحمل التزامات مسئولة أمام المجتمع الدولى فى حماية نظام منع الانتشار النووى العالمى.
وعن السبب الجذرى للاختبار النووى الثالث لكوريا الشمالية، قال تاو ون تشاو، الباحث فى الأكاديمية الصينية للعلوم الاجتماعية، إن "الولايات المتحدة هى المستهدفة الحقيقية وليست الصين أو كوريا الجنوبية، وأنه بشأن هذه القضية، يتعين إلقاء اللوم على الولايات المتحدة وكوريا الجنوبية واليابان لفشل سياساتها، ويتعين على هذه الدول التفكير بشأن ما حدث".
وأوضح أن الاختبار النووى أظهر أن سياسة العقوبات أو الإكراه لا يمكنها إجبار كوريا الشمالية على الاستسلام، مضيفا أنها ستشعر بقوة بوجود أزمة إذا لم تتوافر بيئة دولية آمنة وسياسة اقتصادية دولية منفتحة.
من جانبه، قال روان تشونغ تشه، نائب مدير معهد الدراسات الدولية ببكين، "إن الوضع الحالى فى شمال شرق آسيا غير متوازن، حيث تحتمى كوريا الجنوبية واليابان تحت المظلة النووية الأمريكية، موضحاً أن القوة العسكرية لكوريا الجنوبية واليابان ليست ضعيفة وأن الضغط الأمنى لكوريا الشمالية يأتى فى الأساس من واشنطن، المستهدف الحقيقى من الردع النووى من جانب بيونج يانج، فيما يرجع تعقيد القضية النووية فى شبه الجزيرة الكورية إلى العداء المستمر منذ 60 عاما بين كوريا الشمالية والولايات المتحدة.
وفيما يتعلق بحل القضية، قال شى، إن العنصر الرئيسى هو كيفية دفع قضية نزع الأسلحة النووية من شبه الجزيرة الكورية قدما، لافتا إلى أنه عندما تفشل الجهود المختلفة فى تحقيق تقدم، يتعين تنفيذ قرارات مجلس الأمن الدولى ذات الصلة.
وأوضح ليو أن التاريخ أثبت أنه عندما تطبق واشنطن وسول ما يسمى بـ"سياسة شروق الشمس" تجاه كوريا الشمالية، سيتم تخفيف حدة التوتر على شبه الجزيرة الكورية، الأمر الذى سيوفر الظروف لتحقيق نزع الأسلحة النووية، وعندما تلعب آلية المحادثات السداسية أو الحوار دورا مسيطرا، سيتم تخفيف حدة التوتر، وإلا ستتصاعد حدة التوتر بين الجانبين.
وقال إنه فى مواجهة التدريبات العسكرية والعقوبات والمواجهة، ستمضى كوريا الشمالية فى طريقها وهو خيار لحماية نفسها، مشيرا إلى أن الصين حثت على نزع الأسلحة النووية من شبه الجزيرة الكورية وعلى حل القضية من خلال المحادثات السداسية والحوار فى إطار الأمم المتحدة.
خبراء صينيون: العداء بين أمريكا وكوريا الشمالية وراء الاختبار النووى
الأحد، 17 فبراير 2013 05:19 م