هذا النفق المظلم الذى استُدرجنا إليه بقصد أو بدون قصد، هذا النفق الذى دفعتنا المعارضة للدخول فيه، هذا النفق الذى ملأ الإعلام رؤوسنا بخزعبلات عنه بأن فيه هلاكنا وفيه نهايتنا.
استدرجونا إلى قضية وهمية أضعنا فيها وقتا ومجهودا لإثبات أن الإخوان يسعون للسيطرة على مفاصل الدولة، هذه القضية التى لا تهم رجل الشارع الذى يراهن عليه الجميع رجل الشارع الذى لا يهمه إذا كان المحافظ من جماعة الإخوان أو من المريخ، كل ما يهم هذا المطحون هو رغيف الخبز الذى سوف يطعم منه أبناءه، ما يهم هذا المغلوب على أمره هو المستشفى الذى يتمنى أن يجد فيها لأولاده رعاية صحية، يتمنى كأى مصرى أن يجد مواصلة آدمية تنقله إلى عمله.
قضية فاشلة لن نجنى من ورائها إلا إضاعة الوقت والمجهود وإعطاء الفرصة للإخوان للدفاع عن أنفسهم بكل سهولة وإيجاد التبريرات المختلفة للدفاع عن أنفسهم، هذه القضية التى يريد الإخوان أنفسهم أن يتحدث الجميع عنها ولا يتحدثوا عن غيرها، الإخوان أنفسهم لا يريدون أن يحدثهم أحد عن رؤيتهم وعن خططهم لحل المشكلات التى تواجه المجتمع المصرى، مشكلة الخبز، مشكلة الزحام الشديد، مشكلة الأمن، وغيرها من المشاكل التى لا حصر لها، هذه المشاكل التى مرت بالعديد من المراحل فى ظل حكم الدكتور محمد مرسى، أول مرحلة كانت أعطه فرصته كى يستطيع حل هذه المشكلات وبعد ذلك انتقلنا إلى مرحلة أن الفساد موجود فى جميع مؤسسات الدولة المختلفة ولا نستطيع حل هذه المشكلات فى يوم وليلة، ثم انتقلنا إلى مرحلة أن هذه المشكلات هى إرث النظام السابق، وأخيرا انتقلنا إلى مرحلة اخبطوا دماغكوا فى الحيط.
من أراد حقا إثبات لرجل الشارع أن الإخوان غير كفء وأنهم غير قادرين على إدارة البلاد فليبتعد عن الحديث فى هذا الموضوع الذى لن نجنى منه شيئا إلا إعطاء الإخوان الفرصة للمراوغة وإعطائهم الفرصة لإيجاد المزيد من التبريرات، اهتموا بالموضوعات التى تهم رجل الشارع مثل الخبز والأمن والمواصلات وغيرها من المشكلات الحقيقية التى لا يملك الإخوان حلولا جذرية لها، وإذا كان لديهم أى حلول لنفذوها لإنقاذ أنفسهم وإنقاذ هذا البلد من السقوط فى الهاوية.
عزيزى الكنباوى الأنتوخ الذى بكيت على مبارك وطلبت من المخربين فى التحرير أن يتركوا فرصة لمبارك للإصلاح، ولا أدرى حقيقة أى إصلاح هذا الذى سوف يأتى بعد ثلاثين عاما من الفساد، وبعد ذلك ذهبت للاحتفال فى ميدان التحرير لتنحى مبارك، ليس هذا موضوعنا الآن، أتحدث إليك عزيزى وأنت تعتقد أنك على حق وأن ما يحدث فى هذه الأيام هو بسبب هذا الشباب الطائش الذى يسعى لخراب البلد من وجهة نظرك، وتملأ الدنيا صراخا وعويلا عندما ترى المظاهرات فى الشارع وتعطى لنا النصائح النفيسة من وجهة نظرك لتجنب ما يحدث من خراب، أود أن أنصحك يا عزيزى أن هذا الجيل لن يسمع لنصائحك التى كان من الواجب أن تنصح بها نفسك أولا وأنت ترى فساد مبارك الذى أوصل البلاد إلى الهاوية وأنت جالس على أريكتك المريحة تتابع مباريات المنتخب، وتقفز فرحا لفوز المنتخب وتركت الفساد الذى أوصلنا إلى ما نحن فيه الآن.
عزيزى الأنتوخ أرجوك أن توفر نصائحك لنفسك لأن هذا الجيل لن يسمع منك لأنك ببساطة صاحب تجربة فاشلة، تجربة أدت إلى خراب هذه البلاد بحجة أنك تسعى لتربية العيال وأنك لا تريد المشاكل وأنك تريد أن تضمن مستقبلا لأولادك، وها نحن الآن وصلنا إلى هذا المستقبل المظلم هذا المستقبل الأسود بسبب حضرتك يا صديقى العزيز .
عزيزى رجل الشرطة الجميل الطيب اللذيذ الحبوب، لابد أن تدرك أنك سوف تظل بلطجى فى أعيننا وسوف يظل هناك ثأر بينكم وبين الشعب حتى يحاسب من أخطأ منكم فى حق هذا الشعب، كل من أفسد وقتل وتلطخت أيديهم بدماء المصريين طوال ثلاثين عاما من الظلم والقهر والتعذيب والبلطجة، ولا تظن يا عزيزى أنك بتقاعسك عن أداء عملك وتركك للبلطجية يسعون فى الأرض فسادا، هؤلاء البلطجية الذين تعرفونهم بالاسم وتستطيعوا أن تسيطروا عليهم فى خلال ساعات قليلة، يجب ألا يخدعك الشيطان ويقنعك أنك بتركك لهؤلاء البلطجية سوف تجبر الشعب على الخروج بالملايين إلى الشوارع لطلب فروض الولاء والطاعة من حضرتك، أنت واهم يا عزيزى وإذا كنت تعتقد أنك سوف تعود إلى ما قبل الخامس والعشرين من يناير من بلطجة وفساد فأنت واهم، فلن يركع الشعب مرة ثانية، وإذا كنتم حقا تريدوا أن يزول هذا العداء بينكم وبين الشعب طهروا أنفسكم كما تطالبوا المتظاهرين الحقيقيين بالانسحاب من أماكن الاشتباكات والاعتداء على المنشآت حتى تتمكنوا من حصر من يقوم بالتخريب، فانصحوا أنفسكم أولا وطهروا أنفسكم من العناصر الفاسدة التى تسئ إليكم والتى تلطخت أيديهم بدماء هذا الشعب، غير ذلك فسوف يظل هذا العداء بينكم وبين الشعب، لن تكسبوا احترام الشعب ولن تبثوا الذعر فى قلوبنا بملابسكم المحصنة ولا بأسلحتكم الجديدة، طهروا أنفسكم واكسبوا ظهيرا شعبيا يدافع عنكم وعن حقوقكم.
عزيزى الإخوانى أنصحك ألا تسعد كثيرا بشعبيتكم التى تزعمون أنها تزيد بسب بعض التصرفات الحمقاء للمعارضة، لا تسعد بالكراسى التى سوف تحصدونها فى مجلس الشعب القادم على حسب زعمكم، وإن صح هذا الزعم أنكم حقا سوف تحصدون الأغلبية فاعلموا أن هذه الكراسى ليست مغنما وسوف تكون وبالا عليكم بسبب فشلكم فى إدارة البلاد وبسبب عدم وجود خطة واضحة لإدارة البلاد، وإن كنت تراهن على رجل الشارع الذى كفر بالمظاهرات وكره المعارضة وكره الحال الذى وصلنا إليه، فإن نفس هذا الرجل هو الذى سوف يخرج عليك لأنك سوف تفشل فى توفير له احتياجاته الأساسية بسبب غياب الرؤية لديكم وبسبب تبريرك المستمر للتصرفات الخاطئة لقادتك.
السيطرة على المظاهرات والاحتجاجات لن تكون باستخدام العنف ضد المتظاهرين والمحتجين ولو كان هذا الخيار فعالا لنجح مبارك فى الاستمرار فى الحكم إلى يومنا هذا.
حاسبوا كل من أخطأ فى حق هذا الشعب أولا ثم اطلبوا من الشباب أن يعودوا إلى منازلهم، ولا تحدثنى عن القضاء النزيه لأننى بالطبع سوف أخبرك أن نزيه ده يبقى جوز خالتك.
صارحوا الشعب بالمؤامرات التى تحاك للرئاسة وللبلد وأظهروا الأدلة التى تزعمون أنكم تملكوها حتى يقف الشعب بجانبكم وارحمونا من إسهال التصريحات المستمرة عن المؤامرات وعن الأدلة والفيديوهات التى لديكم والتى تدين المعارضة على حسب زعمكم المستمر.
عزيزتى السيدة المرضعة أرجو أن تنظفى صدرك جيدا قبل الرضاعة واستخدمى صابون ديتول لأن المرضعة التى تستخدم ديتول قليلا ما يصاب أطفالها بالإسهال.
الرئيس محمد مرسى
اضف تعليق
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة
عدد الردود 0
بواسطة:
محسن
حسبى الله ونعم الوكيل