منة الله شلبى تكتب: عن الفشل والنجاح

الفشل هو أن تفقد القدرة على الإنجاز أو النجاح فى عمل ما ليس لأنك ضعيف الإرادة بل لأنك لم تتخذ التدابير اللازمة للنجاح ولم تضع خطة مستقبلية تسير عليها ولم تبذل جهدا تستحق عليه النجاح، ولكن الفشل ليس نهاية الطريق ولن يكون أبدا نهاية الطريق فلا يوجد نجاح بدون فشل والحياة لم تخلق لنعيش فى نجاح مستمر وتفوق أبدى إنما الحياة خلقت كى نفشل مرة واثنين وربما ثلاثة وفى كل مرة نفشل فيها نتعلم درسا جديدا ونضيف إلى أنفسنا ثقافة وخبرة لم نكن لنصل إليها لولا فشلنا وتعثرنا.. النجاح ليس مهما أبدا.. فليس مطلوب منك أن تكون عبقريا أو مخترعا أو حتى عالم من العلماء.. كل المطلوب منك هو أن تتعلم.

تتعلم بحق.. تنهل من بحر العلم الذى يفيض ولا ينضب ابدا. انت خلقت فى الحياة كى تتعلم لذلك لا تجعل النجاح هدفك الوحيد. النجاح مجرد وسيلة فلا تجعلة اقصى غاياتك.. بل اجعل هدفك الوحيد هو أن تتعلم وأن ترتقى بنفسك وبروحك فالعلم يرتقى بروح الانسان كثيرا ، يجعلك تشعر بأنك مختلف ومميز عمن حولك ، تشعر أن روحك قادمة من مكان قريب من الله وأنك أنت نفسك كلما تعلمت أكثر كلما اقتربت من الله..
تعلم واقرأ كل ما تقع عليه عيناك فالقراءة تسمو بروحك وترتفع بك إلى أسمى المراتب..
ما أسهل النجاح وما أسهل أن تكون مشهورا يشير إليك الناس بالبنان. ما أسهل ذلك كله ولكن الصعب كل الصعب هو أن تجعل من نفسك إنسانا حقيقيا فكل منا يولد بنى آدم ولكن القليل فقط فى هذا العالم هم من يستحقون لقب إنسان
وأنت لن تكون إنسانا سوى بالعلم..
تكون إنسانا عندما تستطيع التغلب على شهواتك فترتقى بروحك وتسمو عن بقية البشر، تكون إنسانا عندما تستطيع أن تسامح بصدق وأن تعفو عمن أخطأ فى حقك، تكون إنسانا عندما ترى الجمال فى الوجود كله رغم كل القبح الذى يحيط بك وعندما تدرك أنه لا يوجد إنسان غير مؤمن ولكن توجد نفس ضعيفة لم تر بريق الإيمان بعد، عندما تصبح إنسانا ستحب كل الناس. تحب المختلفين معك قبل المتفقين ولن تنبذ شخصا لمجرد اختلافكما فى الرأى.
ستعلم أن هذا الكون رغم الخراب والدمار الذى يستوطن أجزاء كبيرة منه مازال باقيا بسبب الحب، بسبب أن هناك أناسا يعيشون فقط من أجل إشاعة الحب والسلام بين الناس، هؤلاء الأشخاص إن قابلتهم. فلا تتركهم يمرون دون أن تتعلم منهم شيئا فلولا هؤلاء لاندثر هذا الكون منذ زمن وصدقنى نحن لازلنا باقيين لأننا مازلنا نؤمن بالحب والخير والجمال.