وقف الحب على أبواب القلب خائفاً يرتعد، بانتظار أمان ذهب ولم يعد، يبحث فى القلب عن ركن لم تطله الهموم، كلما نظر إلى مكان تذكر ما كان وخاف مما قد يكون، تسائل فى دهشة أقرب إلى الجنون، كيف بوعود الجنة فجأة تحولت شجون، تلك الوردة كيف مات ورقها، ومازال الحياة بالشوك، وكيف بحب يحتضر مازال يشعر بالعشق، فهل ما يراه القلب حقيقة، أم لعب به الشوق، لحب صادق يمنح للقلب حياته بدل أن يعيش الموت.
شعر الحب بيد تلامسه كملامسة الطفل الوليد لأوراق الورد، فإذا بدفء شديد يغمره ومنتهى الود، وعندما نظر إليه فرح إنه الصدق، تنهد الحب ثم نزلت من عينيه دمعة ودار بينهم هذا الحوار
الحب: أهذا أنت حقاً؟
الصدق: ألا تعرفنى؟
الحب: تأخرت عن موعدك كثيراً، كنت أنتظرك من بداية العمر، منذ عرف القلب الحب.
الصدق: كنت على مقربة منك، ولكن كلما حاولت الوصول إليك انشغلت عنى
الحب: مستحيل، لقد بحثت عنك فى كل من عرفتهم، سألتهم عنك بشدة، ما من مكان وصفوه لى إلا ووجدتنى عنده، لكن فى كل مرة يخدعونى وأجد نفسى فى ورطة.
الصدق: لا تبحث عنى فى قلوب من حولك، بل ابحث عنى فى قلبك.
الحب: بحثت ولم أجدك.
الصدق: إذا لم ترنى فى قلبك فلن ترانى عند الآخرين أبداً
الحب: بحثت عنك وسط ذكرياتى فلم أجد إلا الأحزان، وبحثت عنك بالحاضر فلم أجد إلا الخوف، وبحثت عنك بالآتى فلم أجد إلا الترقب والحيرة.
الصدق: إذاً أنت لم تدخل قلبك بعد لتبحث عنى، أنا تجدنى بعد حدود الألم عندما تصدق مع نفسك فتجد الشفاء، وبعد حدود مخاوفك عند تحديك لها بشجاعة فتجد الأمان.
الحب: وكيف أواجه مخاوفى بك؟
الصدق: حين تؤمن بألا سبيل للأمان ولا النجاة إلا بالصدق، حينها ستجدنى بداخلك.
(ثم ذهب مسرعاً)
الحب: أين تذهب؟
الصدق: إلى لقاء قريب.
الحب: أين ألقاك؟
الصدق: حين تترك باب قلبك وتدخل بشجاعة.
الفالانتين
اضف تعليق
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة
عدد الردود 0
بواسطة:
ولاء محمود
جميلة جداااااا
جميلة ورائعة جدا ومعبرة اوى