فهمى الكاشف يكتب: عندما تسقط دولة القانون

عندما يتحول عالمنا لغابة نحتكم فيه للقوى حتى وإن كان جاهلا ونتلاشى فيه الحكيم اذا خالطه الضعف شيئاّ... عندما تتساقط منا أقنعة الاخلاق ,، حقاّ إنها أقنعة لأنها لو كانت فطرة نشأنا عليها ما سقطت مهما اشتدت رياح الظلم وأعاصير الفساد.... أتأمل تلك الوجوه متسائلاّ ماذا جرى لهؤلاء...؟ ماذا حدث...؟ هل تغيرت نواميس الطبيعة أم تغاضت الأعين عن الحقائق...؟
وجوه كاذبة هنا وأخرى منافقة وآخرون مازالوا فى طور الدهشة من ريب التحول اللا منطقى التى شابت عليه وجوه كنا نحسبها كريمة...

حزين أنا على هذا البلد بقدر الحزن على ما آلت إليه ضمائر الناس فتحولت الإنسانية إلى مفهوم جديد أشد قسوة من الحيوانية ليحتكموا بقوانين عبثية أشد وطاة من قانون الغابة.... الكل هنا يريد أن يأكل يحطم يكسر يستغل يتكالب ينزع يتاّمر يعبث يبطش يسحل يهدم.. لتكون المحصلة النهائية مؤداها الى ((يفسد)) والله إن معظمهم يفسدون فى الأرض حالمين أنهم مصلحون، يعبثون بمقدرات هذا الوطن لمصالحهم الشخصية حتى وإن رفعوا ألوية الضمير والإيثار والمصلحة العامة، بعضهم يدرك أنه على خطأ والبعض الآخر يخوضها معركة معصومة عيناه عن الحقائق التى قرر قليلون ان يحجبوا عنها الرؤية..........
السؤال الأهم الآن هو إلى متى....؟
إلى متى ستظل العيون معصومة عن الحقائق...؟
إلى متى سنفتقد الاحتكام الى القانون (شرعا أو عرفا أو حتى قوانين وضعية).؟
إلى متى ستظل قوة القوى وضعف الضعيف، فقر الفقير وغنى الغنى، جهل الجاهل وجهل العالم أيضا...؟
إلى متى سنظل مغيبين البعض يحركنا كما يشاء دون الاحتكام لعقولنا....؟
إذا استمر الحال كما هو عليه ستكون النهاية..........
,، كلنا ضعفاء لأن الأقوياء سيأكلون بعضهم بعضا قبل أن يأكلوا الضعفاء.
,، كلنا فقراء لأن الاغنياء سيسرقون بعضهم بعضا.
,، كلنا جهلاء فهذا حال الفوضى تقتل العلماء مهما علا شأنهم
أفيقوا قبل فوات الأوان