جدل واسع حول مجئ الرئيس أحمدى نجاد – رئيس دولة إيران - إلى القاهرة ممثلاً لوفد دولته فى قمة منظمة التعاون الإسلامى التى عقدت فى الفترة من 6 إلى 7 فبراير 2013، وتأتى زيارة نجاد للقاهرة ليكون أول رئيس إيرانى يزور مصر منذ الثورة الإيرانية عام 1979، وانقطاع العلاقات الدبلوماسية بين أكبر بلدين من حيث عدد السكان بالشرق الأوسط.
دعونا نعترف أنه لا توجد ثوابت فى عالم السياسة من هو عدو لك اليوم ربما يكون حليفاً لك فى المستقبل وبالعكس، وما يجمع مصر وإيران أنهما دولتان إسلاميتان مع اختلاف الأيديولوجية الإسلامية لكل منهما، فمصر بلد سنى وإيران دولة شيعية، وبعيداً عن التعصب لا يوجد ما يمنع من التعاون السياسى بين البلدين فمصر دولة صديقة لدول عديدة تختلف فى فكرها الدينى والسياسى وتربطهم علاقات سياسية قوية من منطلق تبادل المصالح والتعاون المشترك فى البناء والتنمية، شئنا أم أبينا فهذا هو الواقع السياسى الذى تعيشه كل بلاد العالم.
لا أرى ما يمنع من عودة العلاقات المصرية الإيرانية ومد جسور التعاون بين البلدين، لأن دول العالم يجمعها الآن المصالح المشتركة والتحالفات، فلا توجد دولة تعمل بمفردها بعيداً عن التكتلات السياسية التى أصبحت مصدراً للقوة، ولكن إذا أرادت إيران أن تنجح فى عودة تلك العلاقات فعليها أن تنسى تماماً توسيع نطاق المد الشيعى فى مصر لأن ذلك سوف يكتب الفشل المؤكد لتلك العلاقة وتعود إلى سابق عهدها بعد الثورة الإيرانية، وبناء على هذا يجب أن يكون هناك تفسيراً لعلامة النصر التى أشار بها الرئيس أحمدى نجاد وهو يجلس بجوار الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب – شيخ الأزهر - فعلى أى شىء تدل تلك العلامة هل هى لنجاح عودة العلاقات المصرية الإيرانية أم لإمكانية توسيع نطاق المد الشيعى أم لموقف إيران من الثورة فى سوريا.
فإذا كانت النوايا صادقة بعودة العلاقات السياسية المصرية الإيرانية فعلى أحمدى نجاد أن يبعد عن لغة الرموز المبهمة لأن الشعب المصرى خياله واسع وهو من ابتدع لغة الرموز منذ عهد الفراعنة، فإذا كان يعبر عن رغبة حقيقية لعودة تلك العلاقات وضرورة تفعيلها فى كافة المجالات فلا يقترب من فكرة مناقشة إجراء حوار حول ما هو سنى وشيعى حتى تكتب لهذه العلاقة النجاح ولتستثمرها البلدان فيما ينفع شعبيهما بعيداً عن محاولة التقارب الإيديولوجى لأن ذلك سوف يستنزف قوى الدولتين وستذهب جهودهما سدى دون تحقيق الفائدة المرجوة من عودة العلاقات السياسية بينهما.
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة