هل المنطقة العربية مستعدة لحادث كونى ضخم كالنيازك؟ سؤال يطفو على الساحة الفلكية الآن بعد أن شهدت روسيا حدثا كونيا ضخماً بسقوط حجارة "نيزكية" عليها تسببت فى إصابة 400 شخص على الأقل بجروح وحطام فى 6 مدن، خاصة وأن الدول العربية مجتمعة لا تملك أيا منها وكالة فضاء بحجم ناسا أو تستطيع بأى حال من الأحوال تفتيت النيازك أو إبعادها عن مجالها كما يحدث فى الدول الكبيرة.
يقول الدكتور أحمد عصام، المشرف على مرصد القطامية الفلكى لـ"اليوم السابع": المنطقة العربية كلها لا تملك وكالة فضاء مثل ناسا، ونحن فى مصر يجب علينا التفكير فى إصدار وكالة أو هيئة فضائية مصرية من نواة هيئة الاستشعار عن بعد، ولكن هذا المشروع يحتاج إلى تكلفة عالية جدا.
وأضاف "عصام": مصر تحاول رصد كويكب (2012DA14) الليلة والذى سيكون فى أقرب حالاته لمدار الأرض، ولكن لا يعتقد الفلكيون أنه سيحدث تأثيراً مدمرا على الأرض، مستبعدا إمكانية اصطدامه بالمنطقة العربية مثلما حدث فى روسيا.
وعن أحدث وسائل صد النيازك، أكد المشرف على مرصد القطامية الفلكى، أن علماء الفلك كانوا يرسلون صواريخ للنيازك قبل اصطدامها بالأرض قديماً، ولكن هذا كان يخلف نيازك صغيرة تنتشر فى مساحة أوسع وتسبب دمارا أكبر، لذا فالطريقة المثالية التى يتبعها علماء الفلك الآن هى إرسال كتلة حديدية - فى حجم الغسالة – لضرب النيزك بها وإبعاده عن الأرض تماماً، وذلك قبل سنة كاملة من قدومه.
ولفت "عصام" إلى أن مصر لا تملك حتى الآن سوى ثلاثة كاميرات لرصد الفضاء منهم واحدة متوقع تركيبها فى أسوان واثنان فى القطامية وحلوان، ولكن حتى هذه الأجهزة والكاميرات ترصد وتصور ما يحدث فى الفضاء فقط، دون أن تكون قادرة على صد أى كارثة مشابهه لما تعرضت له روسيا.
بدوره، يؤكد الدكتور أشرف لطيف تادرس رئيس قسم الفلك بالمعهد القومى للدراسات الفلكية والجيوفزيقية، أن الاحتمال الأكبر بأن تكون روسياً علمت بالنيزك وقتها كما أن المدن التى أصابها الدمار ربما سمعت بدوى اختراق هذا النيزك للمجال الأرضى، ولكنها لم تستطع السيطرة عليه فى الوقت المناسب.
مضيفا: النيازك ظاهرة كونية مستمرة، حيث يدور المذنب حول الأرض وبعدها يتفكك بفعل السخونة وقلة منها هى ما تصل للغلاف الجوى للأرض، الأمر الذى يسبب ظهور رخات الشهب التى نراها من فترة لأخرى فى السماء.
وعن احتمالات إصابة النيازك للبلدان السكنية، أكد "تادرس" أن احتمالية حدوث ذلك لا يتعدى نسبته الـ 1 على 100 ألف، ولكنه موجود، حيث إن نصف الكرة الأرضية تغطيها المياه، ولا أعتقد أن شيئاً كهذا سيتكرر فتلك ظاهرة بالغة الندرة، ولكن يجب الحذر منها.
وعن المنشآت النووية الروسية واحتمال تأثرها بالنيزك، قال "تادرس": روسيا والبلدان المتقدمة تؤمن منشآتها النووية بحد أقصى، وليس علينا أن نقلق إلا فى حالة سقوط نيزك كبير جداًً على المنشأة النووية نفسها، الأمر الذى لم يحدث وفقاً لما تقوله الأخبار.
بالفيديو.. لحظة سقوط النيزك الروسى..وفلكيون يحذرون: المنطقة العربية مكشوفة وأوروبا وأمريكا فقط قادرتان على التصدى لهذه الكوارث.. وخبير بـ"مرصد القطامية": الليلة.. مصر ترصد "كويكب" يتقاطع مع مدار الأرض
السبت، 16 فبراير 2013 08:34 ص