قالت صحيفة "فاينانشيال تايمز" البريطانية، إن الأزمة السياسية التى تشهدها تونس تكشف عن خلافات داخلية فى حزب النهضة الإسلامى الحاكم فى تونس.
وأشارت الصحيفة إلى أنه فى أعقاب اغتيال المعارض شكرى بلعيد الأسبوع الماضى، كان السكرتير العام لحزب النهضة ورئيس الحكومة حمدى جبالى هو من دعا إلى حل حكومة النهضة التى يشكلها مع أحزاب صغيرة غير إسلامية، وتشكيل حكومة تكنوقراط غير حزبية.
واستقبل هذا بالترحاب فى أوساط المعارضة العلمانية التى كانت تشكو من أداء الحكومة وإهمالها لهجمات المتطرفين ضد المرأة والسياسيين والفنانين، ورأى الكثيرون أن الجبالى أراد أن يوصل رسالة الوحدة الوطنية فى وقت تعانى فيها البلاد.
إلا أن حزب النهضة كان هو المعارض الرئيسى لاستراتيجية جبالى. وأصر الحزب على أن حكومة التكنوقراط فكرة سيئة وسابقة خطيرة، مما يعكس قلقه من رسالة الفشل التى قد توحى بها الخطوة التى قام بها، وخشوا أيضاً من تقويض شرعيته الانتخابية.
بعض مسئولى النهضة والمحللين يقولون إن شكلا من أشكال التسوية قد يتم قريبا بإسناد الوزارات الحساسة إلى مستقلين، إلا أن أزمة الحكومة التونسية، كما تقول الصحيفة، تكشف عن مشكلات أكبر لن يكون حلها سهلا، من بينها الانقسامات الداخلية الظاهرة داخل حركة النهضة التى صعدت بشكل كبير للغابة بعد ثورة عام 2011.
ويقول سياسيون تعاملوا عن كثب مع النهضة إنه ساحة لاتجاهات إسلامية مختلقة، له قاعدة أكثر تشددا من القيادة. كما يقول بعض المحللين، إن الحزب مثل الأحزاب الأخرى فى تونس منقسم بين المؤمنين بالديمقراطية وبين الخاضعين لوهم أن حكم تونس هو حق إلهى. ويرى آخرون أن الخلافات متعلقة بمدى التزام الحزب لمشروع أسلمة المجتمع التونسى.
فاينانشيال تايمز: أزمة تونس السياسية تكشف عن انقسامات بحزب النهضة
الجمعة، 15 فبراير 2013 04:00 م