عماد كمال يكتب: دروس للثورة من دفتر حكمة الأجداد

الجمعة، 15 فبراير 2013 04:09 م
عماد كمال يكتب: دروس للثورة من دفتر حكمة الأجداد صورة أرشيفية

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
حين قمنا بثورتنا وخرجنا نطالب بالعيش والحرية والعدالة الاجتماعية لم يكن أحدنا يحمل فى رأسه صورة للحاكم القادم. ظننا أنه يكفى أن نزيل صخرة مبارك الصماء من مجرى نهر المستقبل لتنطلق سفينة الوطن من جديد كما بقية السفن.

عدنا بعد إزالة الصخرة وبعد أن استعدنا صك ملكية الوطن.

ولأول مرة من خمسة آلاف عام صار لنا حق الاختيار.

كنا نحلم أن نسير بمصرنا نحو النهار الذى غابت شمسه عنا لعشرات السنين. اخترنا الحاكم فى حدود المتاح، فلم يكن من بين المتقدمين من يحمل رخصة قبطان. وبدأنا نستعد لنرحل معه نحو المستقبل. ولكن وقبل المسير اعترض طريقنا قاطع طريق يحمل فى يد زجاجة مولوتوف وفى الأخرى فرد خرطوش. وقف يلعن اختيارنا ويسفه عقولنا ويقول لن تبدأوا السير نحو المستقبل إلا وأنا قائدكم وربانكم، فإما أنا أو لا مسير. وبدأ يقذفنا بزجاجات النار، هرولنا نحو القائد نحو الربان. فوجدناه يحدثنا عن فضل الصبر على الطغيان. ولأننا شعب أعزل ولأننا نحلم برحيل للمستقبل، وافقنا.. ولكن وقبل أن نعلن الموافقة ظهر آخر ثم آخر ثم آخر والكل يحمل نفس زجاجة النار ونفس فرد الخرطوش ويصرخ فينا إنه لا مسير نحو المستقبل إلا وأنا إمامكم إلا وأنا رئيسكم. فتركناهم يعتركون وجلسنا القرفصاء حول قائدنا ننتظر نتيجة الصراع. وبأيدينا التوقيع الجماعى بالقبول.

ومن يومها، ومنذ أن تم اتهامنا بإساءة الاختيار، ونحن لازلنا وقوفا فى انتظار قرار التحرك من قطاع الطرق. فهم الآن وبعد أن مزقوا صك ملكيتنا للوطن وبعد أن سحبوا منا حق الاختيار قد صار لهم القرار. ورئيسنا يجلس أيضا مع وزراءه وشرطته وجيشه يفترشون الأرض ويتجهون بأعينهم معنا نحو قطاع الطرق فى انتظار الإشارة بالتحرك أو الأمر بالنزول.

وجماعة الإخوان تشد أزر رئيسنا بصلاة الحاجة وبتلاوة آيات من القرآن. وحزب النور قد ذهب يساعدهم فى سرعة الاختيار، وكل الفصائل الوطنية تبدى تفهمها لغضبهم ولتأخر قرارهم وتوافق على المزيد والمزيد من الانتظار. وكلهم يحملون رئيسنا المسئولية لأنه لا يحسن القيادة للمستقبل أثناء الوقوف والانتظار.

أما نحن، فجمعنا حولنا أبنائنا لنلقنهم درسا من دفتر حكمة الأجداد.

الدرس الأول: ليس مهما يا ولدى أن يكون لك حق ملكية الوطن أو حق إصدار القرار. فنحن شعب لا يحسن الاختيار، ومن رحمة ربك أن سخر لنا على مدار الدهر كل شعوب الأرض لتكون لنا الحاكم والقائد والربان. وانظر للحكمة يا ولدى.. فحين عفت وملت شعوب الأرض عن قيادتنا أتانا قطاع الطرق ليحملوا عنه عبء الاختيار.

الدرس الثانى: تعلم يا ولدى ثانى دروس الحكمة من دفتر الأجداد: إياك يا ولدى أن تنظر للسفن المسرعة نحو المستقبل من حولك. فهذا سيجعلك تمل الانتظار.

الدرس الثالث: إياك إياك أن تخطئ يوما مثل أباك وتزيل الصخرة من نهر الوطن الآسن. فالصخرة قدر الله لوطن أعزل لا يوجد فى أرجائه قبطان. وما دام الحاكم يتحدث عن فضل الصبر على الطغيان فستبقى الصخرة رمزا للمستقبل والماضى ولكل الأزمان.





مشاركة




لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة