"رويترز": العرب غارقون فى فوضى التحولات بعد عامين من انتفاضات عنيفة.. الإخوان بمصر والنهضة بتونس يواجهون تعقيدات إدارة الاقتصاديات الحديثة.. والسلفيون المتشددون يمارسون ضغوطا على الإسلاميين المعتدلين

الجمعة، 15 فبراير 2013 02:38 م
"رويترز": العرب غارقون فى فوضى التحولات بعد عامين من انتفاضات عنيفة.. الإخوان بمصر والنهضة بتونس يواجهون تعقيدات إدارة الاقتصاديات الحديثة.. والسلفيون المتشددون يمارسون ضغوطا على الإسلاميين المعتدلين صورة أرشيفية
تونس: رويترز

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
"بعد مرور عامين على اندلاع الانتفاضات العربية، ذهبت السكرة وجاءت الفكرة"، هكذا بدأت وكالة رويترز تحليلها عن فوضى التحولات التى تشهدها المنطقة العربية، بعد عامين من انطلاق الربيع العربى، مشيرة إلى أن هناك تحولات سياسية هائلة تجرى فى دول انتصرت فيها "الثورة" لتفتح الباب أمام تنافس على السلطة والهوية والدين، واحتقان اقتصادى واجتماعى، وفرص جديدة للمتشددين الإسلاميين، وانفلات أمنى وزيادة فى العنف الجنسى ضد المرأة.

وقالت الوكالة فى تحليل، كتبه اليستير ليون، إن من بين عدد من التداعيات غير المقصودة تدفقت الأسلحة والمقاتلون من ليبيا، بعد الإطاحة بالزعيم الراحل معمر القذافى، وهو ما ساعد على زعزعة الاستقرار فى دولة مالى المجاورة، ومن التبعات الأخرى زيادة التوتر بين السنة والشيعة فى أنحاء منطقة تشهد بالفعل تنافسا بين إيران الشيعية والقوى السنية المتحالفة مع الولايات المتحدة بزعامة السعودية، لافتة إلى أنه "فى البحرين ساعدت السعودية فى سحق الاحتجاجات التى تزعمتها الغالبية الشيعية، وفى سوريا يخوض المعارضون ومعظمهم من السنة معارك ضد الرئيس بشار الأسد الحليف الرئيسى لإيران الذى تركزت دعائم حكمه على أقليته العلوية".

وقالت "رويترز" إن كثيرا من العرب يشعرون بالفخر بحريتهم الجديدة فى التحدث علانية دون خوف، والخروج إلى الشوارع للاحتجاج على الأخطاء الحقيقية، أو التى يعتقدون أنها وقعت، لكن اتضح أن الأمر أصعب مما توقع كثيرون، فيما يتعلق بتحقيق الرفاهية، وملء فراغ السلطة الذى تركه حكام عتاة، وتحويل دول بوليسية إلى ديمقراطيات مستقرة يسود فيها القانون، مشيرة إلى أن البطالة والفقر وارتفاع الأسعار التى ساعدت فى إذكاء الانتفاضات فى تونس ومصر ما زالت هى نفس الشكاوى فى الاقتصاديات التى تضررت من الاضطرابات التى أبعدت السياح والمستثمرين الأجانب.

ونقل التحليل عن أيمن بن سليمان، وهو شاب عاطل فى العاصمة التونسية، قوله "مطلبنا الأساسى هو العمل والكرامة، لكن الآن فى عهد الإسلاميين لم يعد لدينا أيا من الاثنين، وليس لدينا ثقة فيهم لتحقيق أهداف ثورتنا".

وأشار التحليل إلى أن متاعب تونس، التى شهدت الأسبوع الماضى اغتيال المعارض اليسارى شكرى بلعيد، والدول العربية الأخرى التى فى مراحلها الأولى من التحول ليست مفاجأة، حيث قال ايريك جولدستاين من منظمة هيومن رايتس ووتش، المدافعة عن حقوق الإنسان "هذه الثورات تحتاج إلى تصور بعيد المدى، وليس أمرا واقعيا أن تتصور أنه فى غضون عامين ستكون هذه الدول حولت نفسها إلى ديمقراطيات تعمل بطريقة مثالية".

وأضاف "جولدستاين": "من المهم عدم التهوين من حجم التشويه الذى لحق بالمشهد السياسى على مدى 25 عاما، من نظام دكتاتورى وسياسات التخويف والترهيب"، وقال إن الأحزاب السياسية التونسية تفتقر إلى الخبرة فى التفاوض سياسيا، بشأن خلافاتها، لكنها "تتعلم بمرور الوقت".

وتحدث التحليل عن فوز كل من جماعة الإخوان المسلمين فى مصر وحزب حركة النهضة فى تونس فى الانتخابات، وقال "إنهم فازوا بعد انتفاضات لم يبدؤوها، لكن بعد سنوات من الترويج لشعار "الإسلام هو الحل" اصطدم الاثنان بتعقيدات إدارة الاقتصاديات الحديثة وحكم مجتمعات صعبة المراس"، لافتة إلى أن الأحزاب الإسلامية المعتدلة نسبيا تواجه ضغوطا من السلفيين المتشددين الذين يهدفون إلى كتابة بنود أكثر تشددا فى دساتير وقوانين جديدة تثير فزع خصومهم الليبراليين.

مضيفة، أن "بعض السلفيين، وليس جميعهم بأية حال، مستعدون لتحقيق أهدافهم عن طريق العنف، والهجمات على البعثات الدبلوماسية الأمريكية فى تونس والقاهرة وبنغازى فى سبتمبر بعد بث فيديو مسئ للإسلام ظهر فى الولايات المتحدة يبرز هذا الخطر".
ونقل التحليل عن الناشط الليبرالى المصرى عبد الرحمن منصور، قوله إن الإسلاميين فشلوا فى محاسبة المسئولين فى عهد الرئيس السابق، أو إحداث تحول ديمقراطى حقيقى بعد فترة انتقالية من الحكم العسكرى، مضيفا "بدلا من ذلك قام الإسلاميون بسلسلة من إجراءات اغتصاب السلطة التى همشت القوى السياسية الأخرى"، مؤكدا على أن الجيش والإسلاميين الذين جاءوا بعده همشوا مجموعات الشبان وغيرهم ممن أعدوا خططا لإصلاح وزارة الداخلية والسلطة القضائية ومؤسسات الدولة الأخرى.

وأشار "منصور" إلى أن هدفهم كان احتواء الثورة وشبابها من خلال إقناع المواطن المصرى العادى، بأن الشبان هم الذين يدمرون الثورة، وأنهم ليسوا هم الذين أشعلوا شرارتها.

وفى المقابل، رأى سمير الوسيمى الناشط الإسلامى، أن تنحية مبارك وإجراء انتخابات حرة ونزيهة هى مكاسب كبيرة، لكنه عبر عن أسفه لغياب المحاسبة داخل وزارة الداخلية ودائرة العنف التى تعصف بالبلاد.

ومن جهته، قال ناثان براون، بمعهد كارنيجى للسلام الدولى، إن الانتفاضات عبرت عن "الاستياء من النظام السياسى السائد، وعن الأمل فى أنه إذا تمكنت المجتمعات من تصحيح سياساتها، فإنها ستحل مشاكلها الملحة"، مشيرا إلى أن الهياكل التى أبقت الزعماء العرب فى السلطة أسقطت "لكن لا يوجد فكر منهجى بشأن ما الذى يجب أن يحل محل هذه النظم بإيجابية، وتبين أن بناء نظم جيدة أكثر صعوبة بكثير مما كان متوقعا".

وقال "براون" أكبر عقبة أمام هذه العملية فى مصر وتونس، وهما أكثر بلدين راودتهما الأمانى قبل عامين، ولم تكن أفعال أو سلوكيات أى فاعل بعينه، وإنما الاستقطاب الشديد بين المعسكرات المختلفة، وعدم القدرة على جسر الخلافات أو حتى إيجاد لغة مشتركة.






مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة