بدأ اللقاء بكلمة للفنان صلاح المليجى مرحباً بالفنان محسن شعلان وجميع الحضور، معرباً عن اعتزازه بالفترة التى رافق خلالها شعلان فى قطاع الفنون التشكيلية، وكان وقتها رئيساً للإدارة المركزية للمتاحف والمعارض، مُشيراً إلى أنه وشعلان رفيقا مشوار إصلاحى طموح بدآه معاً لتطوير منظومة العمل بالقطاع، كان فى مقدمتها صيانة وترميم وتأمين جميع المتاحف، سواء المفتوحة منها أو المغلقة، لإعادة افتتاحها وترميم وتوثيق مقتنياتها كثروات لا تقدر بثمن هى جزء من تاريخ هذا الوطن وريادته.
ثم بدأ الفنان محسن شعلان فى حديث من القلب، تفاعل معه جميع الحاضرين، موضحاً أهمية هذا المعرض الذى يُعد بمثابة رسالة قوية ضد الظلم والقهر، مجسداً صورة صادقة ومُعبرة لحجم المعاناة التى عايشها الفنان طوال محنته، كاشفاً خلال حديثه النقاب عن الكثير من التفاصيل التى صاحبت أحداث قضيته، والتى أكد بها شعوره بأنه كان مُتعمدا تقديمه ككبش فداء لمنظومة تراكم بها الفساد والقبح، صارت معها المُهدءات المعتادة لن تُجدى، فكان لابد من تقديم أُضحية سمينة يمكن من خلالها تضليل الرأى العام عن المذنب الحقيقى.
وقدم شعلان لجمهوره كشف حساب بإنجازاته منذ أن كان مديراً لإدارة الإعلام ثم مديراً لمراسم وكالة الغورى ثم نائبا لرئيس الإدارة المركزية للحرف التقليدية، ثم رئيساً لها، ثم رئيساً للإدارة المركزية للمتاحف والمعارض، فرئيساً للقطاع كأول رئيس قطاع والوحيد حتى الآن الذى يأتى من بين أبنائه، وذلك لما عهد عنه من كفاءة ورؤية وتاريخ مهنى ملىء بالنجاحات ومشرف، مؤكداً اعتزازه بما قدمه لبلده التى يعشقها ولم يقصر يوماً فى حقها، سواء فى ميدان الشجاعة والتضحية كجندى أو فى ميادين الإبداع كفنان، مُعقباً أنه بعد ما لاقاه من ظلم واضطهاد ومهانة يتملكه أحياناً شعور بحقه فى معاتبتها عتاب الحبيب لحبيبته.
وفاجأ شعلان الحضور بإفصاحه عن العديد من الألغاز التى دائماً ما حامت حول لوحة زهرة الخشخاش منذ عودتها بعد سرقتها الأولى لمدة 11 عاماً، منها خروج جميع مقتنيات متحف محمد محمود خليل فى عرض بأحد متاحف فرنسا، ولكنه تفاجأ أن المتحف لم يرغب فى استعارة هذه اللوحة فقط، رغم أهميتها خاصة للجمهور الفرنسى، كاشفاً أن هذه اللوحة دائماً ما كانت تُبعد عن أية محاولة للكشف عنها أو ترميمها على أيدى خبراء، وهو ما قد يُعزز ما ذهب إليه البعض من احتمالية كونها ليست اللوحة الأصلية.
هذا وجاء حديث الفنان الكبير جورج البهجورى والناقد الفنى صلاح بيصار شهادة تقدير لمشوار محسن شعلان فناناً ومسئولاً، وأُختتم اللقاء بإعلان شعلان عن مقولة الشاعر الكبير عبد الرحمن الأبنودى له بأن لا يحزن، ولسوف تكون هذه التجربة رغم بشاعتها نقطة تحول فى شخصيته الفنية، والوعاء الذى سيظل ينهل منه فناً وإبداعاً فيما هو قادم، كما أعلن عزم الفنان نور الشريف على إقامة ندوة على هامش المعرض بعنوان "ماذا يفعل السجن بالفنان" تُقام يوم 20 فبراير.
جدير بالذكر أن قاعات المركز تستضيف فى نفس الفترة معرضين للفنانة رانيا الحكيم والفنان محى الدين حسين، بجانب هذا المعرض، ويفتتح ثلاثتهم د. محمد صابر عرب وزير الثقافة السبت القادم فى تمام السابعة مساءً، بحضور زملاء ومحبى وجمهور الفنان محسن شعلان، والعديد من الشخصيات العامة التى تضامنت معه فى قضيته من الرموز الفنية والثقافية والأدبية والصحفية والإعلامية، منهم بينهم الفنان نور الشريف.






