مركز ودرو ويلسون: قطر تخاطر برهانها على سيطرة الإسلاميين فى بلدان الربيع العربى.. الدوحة تمول الأحزاب الإسلامية لتوسيع نفوذها بالمنطقة.. تدعم إخوان مصر وغزة وليبيا وسوريا وتونس وربما الإسلاميين بمالى

الخميس، 14 فبراير 2013 12:47 م
مركز ودرو ويلسون: قطر تخاطر برهانها على سيطرة الإسلاميين فى بلدان الربيع العربى.. الدوحة تمول الأحزاب الإسلامية لتوسيع نفوذها بالمنطقة.. تدعم إخوان مصر وغزة وليبيا وسوريا وتونس وربما الإسلاميين بمالى صورة أرشيفية
كتبت إنجى مجدى

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
تحدث مركز ودرو ويلسون الدولى للعلماء عن محاولات قطر لتوسيع نفوذها فى الشرق الأوسط، عبر تحالفات مع الجماعات الإسلامية الصاعدة فى بلدان الربيع العربى.

وقال المركز الأمريكى، إن قطر انتهزت فرصة الانتفاضات العربية لتوسيع نفوذها فى المنطقة. فعلى الرغم من صغر حجمها إلى أنها تطمح للعب دور قيادى فى السياسة العربية.

ويشير المركز، فى تقرير كتبته حنين غدار خبيرة السياسة العامة بالمركز، إلى أن الدوحة تقوم بتمويل الأحزاب الإسلامية فى بلدان الربيع العربى، وأنها تكتسب نفوذها من خلال الاستثمار فى البلدان التى سيطر فيها الإسلاميون. فلقد قدمت قروضا ومنحا لمصر تبلغ 5 مليارات دولار وما لا يقل عن 1.5 مليار دولار قروضًا لتونس.

وقبل انتفاضات الربيع اكتفت قطر بدور الوسيط المحايد، غير أنها تخلت عن هذا الحياد قبل عامين. ففى مارس 2011 دعت إلى التدخل لمساعدة الثوار الليبيين.

ويقول التقرير إن دعم قطر للجماعات الإسلامية، بعد الثورات العربية، يقوم على البراجماتية وليس الأيديولوجية. فالدوحة تراهن على سيطرة الأحزاب الإسلامية على مستقبل السياسات العربية بعد فوزهم بأغلبية فى الانتخابات فى مصر والمغرب وتونس.

ويضيف، أن الاحتياطيات الضخمة من الغاز الطبيعى قد يوفر لقطر ما يكفى من الموارد للتأثير على السياسة خارج منطقة الشرق الأوسط. فهذه البلد الصغير تفترض أن القوى العالمية قد تضطر للتعامل معها لبناء علاقات مع الحكومات العربية الجديدة.

ويشير المركز الأمريكى إلى أن قطر تدعم فى المقام الأول فروع جماعة الإخوان المسلمين فى مصر وغزة وليبيا وسوريا وتونس. وقد تكون داعمة أيضا للإسلاميين فى مالى. وتغطى قناة الجزيرة، المملوكة للحكومة القطرية، الأحزاب والجماعات الإسلامية فى المنطقة، وتحاول إظهارهم فى صورة إيجابية. وقد ساعد اهتمام وسائل الإعلام على إظهارهم بشكل بارز بالمقارنة بمنافسيهم العلمانيين.

ويضيف أن الانتفاضة الليبية عززت التغيير الجذرى فى السياسة الخارجية للدوحة. فلقد كانت قطر أول بلد عربى يعترف بالمجلس الوطنى الانتقالى كممثل شرعى للشعب الليبى. وساهمت بإرسال 6 طائرات قتالية وطيارين لقتال قوات القذافى، هذا بالإضافة إلى إمداد الثوار بالسلاح والتدريب والمؤن حيث أنفقت ما يزيد عن 10 مليارات دولار.

لكن بعض الليبيين اشتبهوا فى دوافع قطر الخفية، وزعم الكثيرون أن الدوحة أمدت الإسلاميين بالجزء الأكبر من الأسلحة والمال. وأكد نائب رئيس الوزراء السابق على ترهونى، فى مقابلة مع مجلة "تايم" فى يناير 2012، أن قطر دعمت فى الأساس جماعة الإخوان المسلمين.

وفى مصر، تدعم الدوحة الذراع السياسية لجماعة الإخوان المسلمين. ففى سبتمبر 2012، أى بعد انتخاب الرئيس محمد مرسى بشهرين، تعهدت قطر باستثمار 18 مليارًا فى مصر.

كما قدمت مرارا التمويل لحزب النهضة التونسى، الحركة الإسلامية التى تقود التحالف الحكومى، رغم أن الشيخ راشد الغنوشى زعيم الحزب، وغيره من مسئولى النهضة، نفوا تلقى هذه الأموال الأجنبية.

وتغازل الدوحة أيضا صداقة "حماس"، الحركة الإسلامية المسلحة التى تسيطر على قطاع غزة. وتعهدت بمساعدات 400 مليون دولار لإعادة بناء المنازل والبنية التحتية فى القطاع. وبالفعل انتقل القيادى خالد مشعل، الذى قضى عشر سنوات متخذا سوريا مركزا له، إلى الدوحة فى فبراير 2012.

وفى يناير الماضى، اتهم اثنان من الساسة الفرنسيين قطر بتقديم الدعم المادى للانفصاليين والإسلاميين فى شمال مالى. وهو ما أثار التكهنات بأن الإمارة الخليجية الصغيرة تلعب دورا وراء الكواليس فى نشر الأصولية الإسلامية فى أفريقيا.

ويقول المركز الأمريكى إن سياسة التدخل التى تنتهجها قطر تظهر بشكل أوضح فى سوريا، حيث تمد المتمردين بالمال والمعدات والأسلحة. وتبث قناة القطر تغطية واسعة للكتائب الإسلامية التى تقاتل الحكومة السورية، وتبث مقابلات طويلة مع زعماء التمرد الإسلاميين.

لكن الدوحة قد تكون بالغت فى تقدير قوة وشعبية الإسلاميين فى سوريا. فالعديد من المتمردين يتظاهرون بأنهم إسلاميون للحصول على السلاح والمال من وسطاء قطر.

وكانت قطر قادرة على بناء علاقات تجارية قوية مع إسرائيل منذ عام 1996. وبينما تمثل حليفًا رئيسيًا للولايات المتحدة فإنها ترتبط بعلاقة صداقة مع إيران، حيث تتشارك البلدان فى أكبر حقل نفط فى العالم.

ويخلص التقرير مشيرا إلى أن قطر قررت المخاطرة بعد الربيع العربى بالرهان على استمرار نجاح الأحزاب الإسلامية. وإذا ما فشل الإخوان المسلمون، وغيرهم من الجماعات الإسلامية، فى بسط أنظمة سياسية جديدة، فإن قطر قد لا تحقق ذلك النوع من النفوذ والقيادة التى تسعى إليها فى العالم العربى.





مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة