على حسن السعدنى يكتب: ضحك على الدقون

الخميس، 14 فبراير 2013 02:38 م
على حسن السعدنى يكتب: ضحك على الدقون جبهة الإنقاذ

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
منا لا يحب أن يكون حليما صبورا، محبا محبوبا، نزيها شفافا، مرحا ضحوكا، عاقلا حكيما، كريما معطاء، سيدا مستقلا، شجاعا مقداما، ناصرا للمظلوم مقتصا من الظالم، عادلا محبا للمساواة، آخذا بيد المرأة والطفل وذوى الحاجة خاصة كانت أم عامة ؟ من منا لم يتعلم الخلق الكريم فى بيته ومدرسته ومسجده وديره ومجتمعه؟ من منا لا يعرف التمييز بين الخير والشر؟ من منا لا يستطيع اتباع فطرة القلب؟ من منا لا يمتلك حكم الصواب؟ لكن بالمقابل من منا لم ينتهك حرمة المرأة والطفل وذوى الحاجات بفعل أو قول أو بغض الطرف؟ من منا لم يتقاعس عن نصرة المظلوم أو وقف إلى جانب الظالم أو ساوى بين الاثنين؟ من منا لم يتطاول على كل الأخلاق مستصغرا، ومستهزئا بشخص ومتهكما من صاحبها؟ من منا حافظ على كل عهوده التى تعلمها؟

القول فينا ثرثار اعمى يعلو عنان السماء، فنتألق فى مجالسنا بالأنا المتألقة المتخلقة المتميزة المتأهلة، حتى أننا نصدق أنفسنا وتكون الحلول على موائد مجالسنا هينة سهلة سلسة، ونملأ خزانات الظلم فينا، ونملأ خزانات كاذبة لنطيح بالساذج فى شباك ألف والدوران والمكائد، فنجنى على عفة فتاة أو نبتز أموال يتيم، أو نفتن بين زوجين وصديقن، فنيسر السبل إلى السجون، ونملأ المحاكم بقاضايا الخصومات، ونعود إلى ضحايانا فنشبع فيهم شماتة، ونصفهم بالغباوة، وننتقص من أهليتهم، ونخلص إلى قول سهل مرن إن يكن قد سرق فقد سرق أخ له من قبل الفعل فينا فاسد حقيقى بليد جبان مكيد ظالم ذليل بخيل، فعجبا كيف نجمع بين عقل يعرف ويدعى وبين فعل يتجاهل ويعتدى، فنكون منافقين إلى أقاصى البلاء نبيع القرد ونضحك على من اشتراه، نستبق الضرب ونشتكى متظلمين، نهين وندعى الإهانة، نقول الحق وعندما نطالب بالفعل نميل للف والدوران والكذاب والخداع إلى متى؟





مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة