ضجة فى فرنسا إثر انتحار عاطل عن العمل حرقا

الخميس، 14 فبراير 2013 05:14 م
ضجة فى فرنسا إثر انتحار عاطل عن العمل حرقا صورة أرشيفية
نانت (أ ف ب)

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
بعد الصدمة والغضب، تحاول فرنسا اليوم الخميس فهم كيف أقدم عاطل عن العمل (42 سنة) على الانتحار حرقا، فى خطوة نادرة فى هذا البلد تعكس اليأس المتزايد فى مجتمع يواجه ارتفاع نسبة البطالة.

وانتحر الشاب الجزائرى جمال شعاب المقيم فى فرنسا بشكل قانونى، حرقا أمس الأربعاء أمام وكالة تابعة "لبول انبلوا" الهيئة العمومية التى تدير ملفات حوالى ثلاثة ملايين عاطل عن العمل أى حوالى 10%من اليد العاملة الفرنسية.

وأعرب الرئيس الفرنسى فرنسوا هولاند اليوم الخميس من نيودلهى حيث يقوم بزيارة الى الهند تستمر 48 ساعة، عن "تأثره الشديد من هذا الحادث وعائلة هذا العاطل عن العمل الذى انتحر حرقا".

ووقعت المأساة فى نانت غرب فرنسا المدينة التى يتحدر منها رئيس الوزراء الحالى جان مارك ايرولت الذى أعرب عن أيضا عن "تأثره الشديد".

وقال المسئول فى الشرطة المحلية فيليب كوساك "انه شخص غير معروف لدى أجهزتنا (الشرطة) انه جزائرى الجنسية، استفاد من تصريح إقامة لعشر سنوات، انه رجل عادى كان يعيش حياة عادية فى حى عادي".

وشعاب متزوج ولا أبناء له وكان مدينا لمكتب "بول امبلوا" الذى اخذ عليه عدم إعلانه انه يعمل نهاية 2012 وطلب منه تسديد ما تقاضاه مقابل العلاوات التى دفعت إليه.

وأعرب الرجل عن نواياه الانتحارية أولا فى رسالة شفهية تركها على الخط الهاتفى المخصص للعاطلين عن العمل ثم فى رسالة الكترونية الى صحيفة برس أوسيان الإقليمية.واتصل به حينها مستشارون لمساعدته على التوصل الى حلول بديلة (علاوة التضامن وتمديد مدة الدفع...) لكن دعواتهم ظلت بدون أجوبة حسب مكتب التوظيف.

وقال فيليب كوساك انه تم نشر عدد من الشرطيين أمس أمام مكتب التوظيف عبثا، بينما رأى شهود عند الظهر وهم عاجزين "الرجل يصل راكضا والنار تشتعل فيه".

وألقى عليه الشرطيون بطانية ورشوه بجهاز الإطفاء لكن بعد فوات الأوان، لان الرجل سكب على نفسه البنزين وأشعل النار عند محطة الحافلة قبل أن يقطع ركضا عشرة أمتار كانت بينه وبين مكتب التوظيف.

وصرح وزير التوظيف ميشال سابان الذى انتقل أمس الأربعاء الى مكان الحادث أن "كل شيء بذل" للحول دون وقوع هذه المأساة.

واحتجت كارول فابر المستشارة المدربة على تويتر "ليس هناك أى دليل على تغيير النظام الاقتصادي" بينما أكدت جمعية الدفاع عن العاطلين عن العمل أن "نسبة الانتحار بين العاطلين عن العمل ستة أضعاف تلك النسبة لدى بقية السكان".

واعتبر عمدة نانت الاشتراكى باتريك ريمبير فى تصريح لصحيفة ليبيراسيون أن "هذه المأساة تدل على اليأس الذى تتسبب فيه الأزمة والبطالة بين بعض مواطنينا".

من جانبه، اعتبر العالم النفسانى ميشال دبو مؤلف كتاب "الانتحار، من المحرمات الفرنسية" فى تصريح لمجلة لكسبرس أن الانتحار حرقا له معنى "احتجاجي"، مؤكدا أن "الانتحار أمام مكان رمزى مثل +بول انبلوا+ وإبلاغ الصحافة بذلك طريقة لإثارة المجتمع".





مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة