قالت وكالة "بلومبرج" الأمريكية، إن النخبة الإسلامية فى مصر تتودد لرجال أعمال نظام الرئيس السابق حسنى مبارك، فى الوقت الذى يسعى فيه الرئيس محمد مرسى لتأمين أموال لمواجهة الأزمة الاقتصادية الشديدة التى تشهدها البلاد.
وتحدثت الوكالة عن زيارة الوفد الاستثمارى المصرى إلى لندن فى يناير الماضى، ومشاركته فى مؤتمر عن مصر نظمته شبكة "سى أى كابيتال"، وما شهده من دعوة حسن مالك، رئيس اتحاد تنمية الأعمال المصرى، وهو أبرز رجال أعمال الإخوان المسلمين، لعودة المستثمرين لمصر، وحديثه عن رجال الأعمال الهاربين، وقوله إن أغلب هؤلاء المستثمرين لديهم مشروعات كبيرة فى مصر، وعودتهم ستكون فى الغالب علامة اطمئنان لآخرين ربما يريدون استثمار أموالهم.
وتشير "بلومبرج" إلى أن الرئيس "مرسى"، الذى يكافح للحد من معدلات البطالة، يتودد للأموال ولمجموعة من رجال الأعمال البارزين، مثل ياسين منصور وحامد الشيتى، واللذين تركا مصر عقب سقوط نظام مبارك فى 2011.
وتتابع الوكالة قائلة، لو عادوا إلى بلادهم، سيجد أباطرة عهد مبارك دولة فى حالة من الشلل السياسى والتدهور الاقتصادى. واعتبرت "بلومبرج" أن تودد النخبة الجديدة للقديمة فى مصر يسلط الضوء على التغيير السياسى الذى حدث منذ الثورة، وأيضاً على المصاعب المتعلقة بإعادة تشغيل الاقتصاد الذى يحقق معدل نمو سنوى أقل من 2%.
ونقلت الوكالة عن رايموند خليفة، مستشار رئيس مجموعة فنادق سميراميس العالمية والمقيم فى القاهرة، قوله، سنرى أناسًا جددا يأتون وتزدهر أعمالهم، وسنرى أناسًا من النظام القديم يعقدون صفقات، وسنرى هؤلاء الذين سيخرجون من مجال الأعمال لأنهم لا يستطيعون الاستمرار مع هذا النظام.
إلا أن هناك بعض المتشككين فى إمكانية نجاح حملة الحكومة، ومن بين هؤلاء مجدى طلبة، المدير التنفيذى لمركز قطن القاهرة، والذى يقول إنهم لن يعودوا حتى يروا بيئة مختلفة، فليس كافياً لهم أن يحصلوا على وعود فى لندن، فربما يستقلون الطائرة ويعودون، وغدا يكونون فى السجن.
وزير المالية الأسبق سمير رضوان يقول إن أصحاب البيزنس من الإخوان المسلمين يفتقرون أيضاً إلى السيرة العالمية لأباطرة نظام مبارك، ففى ظل النظام السابق كان أعضاء الإخوان مقصورًا عليهم القيام بالأعمال المتوسطة، وحرموا من بناء إمبراطوريات صناعية وعقارية، وكانوا عرضة للسجن فى بعض الأوقات، مثل حسن مالك الذى كان مسجونا ولم يفرج عنه إلا بعد سقوط مبارك.
ويتابع "رضوان" قائلاً، إن مجموعة رجال الأعمال المحيطين بمبارك كانوا بشكل عام رجال أعمال حقيقيين، وأصحاب مشاريع حقيقية، وكانوا يفهمون الاقتصاد، مثل رشيد محمد رشيد وزير التجارة الأسبق، والذى كان نائباً لرئيس شركة يونليفر فى المنطقة، أما "مالك" ونظراؤه فليس لديهم رؤية اقتصادية حول كيفية إخراج البلاد من أزمتها.
وتشير "بلومبرج" إلى أن المستثمرين يبتعدون عن مصر فى ظل أزمتها الراهنة، وتراجعت الاستثمارات الأجنبية إلى لا شىء تقريباً بعد أن كانت تمثل حوالى 3% من إجمالى الناتج القومى، وفقا لمعهد التمويل الدولى.
من جانبه، يرى محسن خان، المدير السابق لقسم الشرق الأوسط فى صندوق النقد الدولى، أن رجال الأعمال فى الخارج والمستثمرين المحليين والأجانب لديهم اتجاه حقيقى لانتظار ما سيحدث، فهم يجلسون على "محافظهم".
"بلومبرج": تودد النخبة الإسلامية لرجال أعمال "مبارك"يعكس مصاعب الاقتصاد المصرى..سمير رضوان:أصحاب البيزنس فى النظام السابق كانت لهم مشروعات حقيقية أما حسن مالك ونظراؤه فيفتقرون للرؤية الاقتصادية
الخميس، 14 فبراير 2013 03:54 م
حسن مالك رئيس اتحاد تنمية الأعمال المصرى
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة