صدر حديثا عن دار الشروق كتاب "التغيير الآمن" لعمار على حسن، بالتزامن مع حدوث حراك شعبى واسع فى محاولة لرفض الظلم من الحاكم وحاشيته، بعد قيام الشعب بثورة يناير لإسقاط نظام مبارك الجائر.
يتحدث هذا الكتاب عن مفهوم المقاومة بمعناه الواسع، فليست المقاومة مرهونة فقط بالعنف والرصاص والدم، ولا محصورة فى خوض المعارك وممارسة القتال.
فإذا كانت مقاومة المستعمر والمحتل والمغتصب هى الأبرز والأعلى صوتًا، فإن هناك جبهات أخرى تدور عليها المواجهة لا تقل أهمية عن التصدى للمستعمر، وصيانة استقلال الوطن وحريته.
وأولى هذه الجبهات، مقاومة الحاكم الجائر لرده عن الظلم والطغيان، ودفعه إلى إقامة العدل الذى هو أساس الملك.
وتأخذ هذه المقاومة أشكالًا متعددة عبر التاريخ، منها ما لجأ إلى أقصى درجات العنف والدم كالثورتين الفرنسية والبلشيفية، ومنها ما كان مقاومة سلبية نجحت فى تحقيق الغرض منها من دون أى عنف مثل حركة المقاومة التى قادها الزعيم الهندى الخالد غاندى ضد الاحتلال الإنجليزى لبلاده.
والجبهة الثانية للمقاومة هى مقاومة الأفكار المتخلفة والتقاليد البالية، وهذه الجبهة هى الأكثر تأثيرًا على مدى التاريخ الإنسانى؛ فعطاء المفكرين والعلماء والمبعدين لا يحدث تغييرًا فوريَّا، ولكن يكون تأثيره متتاليًا ومتراكمًا على مدى زمنى طويل على حركة المجتمع نحو التقدم الأخلاقى والاجتماعى.
أما الجبهة الثالثة فهى مقاومة أو مجاهدة النفس التى هى أمارة بالسوء، والحرص على ألا تفقد النفس نخوتها فتسقط فى التبلد واللامبالاة، والعمل على بناء النفس الواثقة الثابتة الوفية الصابرة، مما يجعل صاحبها سويًّا وإيجابيًّا بما يمكنه من أن يؤدى دوه باقتدار على جبهات المقاومة الأخرى.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة