أكد الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر، أن الأزهر سيظل بعيدا عن الاستغراق فى الأمور السياسية، فهو لا يلعب دورا سياسيا، وإنما ينطلق من الواجب الوطنى، كما أكد على أن الفكر الإسلامى يسع كل التيارات والأفكار الوسطية.
وجاء ذلك خلال استقبال الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر، وفدا من النشطاء المؤسسين للجبهة الوطنية للدفاع عن الأزهر، وكان على رأسهم عزيز وجيه أباظة، ومجموعة من الأساتذة والمفكرين والنشطاء الاجتماعيين.
وقال الطيب، إن الأزهر يعكف على اختيار وتدريب مجموعات من الوعاظ، ليقوموا بعرض الإسلام الصحيح على الناس، وليتمكنوا من المواجهة الفكرية للمدّ المتشدد، مبديا استعداده لإرسال قوافل دعوية تجوب المحافظات والقرى، بالتنسيق مع الجهات المعنية، كما أبدى استعداد الأزهر لطبع كتابين شهريا، بالتوازى مع تطوير مجلة الأزهر.
واستعرض شيخ الأزهر دور الأزهر فى السنوات الثلاث الأخيرة، وما بذله من مجهودات فى شأن إصلاح التعليم فى مراحله المختلفة، للعودة بالمنتج البشرى إلى مكانته المرجوة بعدما حُرِّفت المناهج الدراسية وقُلِّصت لتنتج ثمارًا أزهرية ممسوخة، وخير شاهد على هذا تجربة الشعبة الإسلامية فى عشر محافظات، وتحسين أوضاع المعلمين المالية، وعقد الاتفاقيات مع بريطانيا ليكفل معرفة الأزهريين باللغات الأجنبية لتنمية قدراتهم.
ومن جانبه، رحب الدكتور محمد مهنا مستشار الإمام الأكبر بالوفد، واصفًا إياهم بمحبى مصر والأزهر، الذين وَقَرَ فى قلوبهم الأزهر الذى هو ضمير الأمة، ورمانة الميزان، فكوَّنوا مجموعة للعمل على دعم الأزهر ليكون معبرا عن حقيقة الإسلام الوسطى الذى تأصل عبر سنوات طوال.
و هنأ عزيز أباظة الأزهر وهيئة كبار العلماء، باختيار المفتى الجديد، ثم عرض فكرة إنشاء الجبهة، وأنها وجدت لتكون وسيلة من وسائل الدعم للأزهر الشريف.
وفى كلمته، طرح محمد زكريا محيى الدين، عدة نقاط تهدف الجبهة لتوعية الناس بها، وهى: التعريف بوثائق الأزهر الشريف المتعددة، والعمل على ضمان ممارسة الحريات وحقوق الإبداع، والمطالبة بالدفع فى اتجاه تجريم الفتاوى الضالة.
وأعرب الدكتور جابر نصار عن شغفه عندما علم بهذه الجبهة، لأن الأزهر هو الممثل للوسطية، وطلب أن تكون الجبهة ضمن جمعية أهلية للدفاع عن الأزهر لتكسب مصداقية أكثر، وناشد الإمام إصدار رسالة إلى الأمة، ولو شهرية يعبر فيها الأزهر عن رأيه فيما يدور فى الواقع المصرى من أحداث، وتمنى أن تكون هناك فكرة لتنظيم الفتاوى، بحيث يتم توسيع دائرة اختصاص كبار العلماء، لتشمل الإشراف على الفتاوى، لنَخرُج من الفتاوى الشخصية إلى نطاق الفتاوى المؤسسية.
أما الدكتور عمار على حسن، فتطرق إلى مجموعة من الأفكار طرحها على الحضور، وهى:
ضرورة أن يجدد الأزهر فكرة القوافل الدعوية التى تعمل على نشر الفكر الإسلامى المعتدل، سواء بالانفراد أو بالتعاون مع هيئة قصور الثقافة، وأهمية إصدار الأزهر لمطبوعات بالاتفاق مع هيئة قصور الثقافة، أو هيئة الكتاب، لتصدر سلسلة عن الإسلام فى مائة عام، والسعى إلى إنشاء قناة فضائية للأزهر، أو على الأقل أن تكون له قناة على شبكة الإنترنت يمكن من خلالها التواصل مع الناس لطرح الجوانب الأخلاقية، بالإضافة إلى العمل على إنشاء موقع إلكترونى نشط باسم الأزهر، ينتج مواد قابلة للقراءة، مكتوبة بلغة عصرية، لتلقى قبول الأجيال الجديدة.
ثم تقدم للحديث الدكتور رأفت واصف، مجيبا عن تساؤل توقع طرحه، وهو "لماذا يحضر قبطى فى هذا اللقاء، وينضوى تحت جبهة تحمل اسم الأزهر؟"، وأجاب «إن الأزهر كان ولا يزال بيتا لكل المصريين المسلمين والمسيحيين، ومما ساءنى التطاول على الأزهر فى بعض الفضائيات، فلما سمعت بإنشاء الجبهة سارعت بالانضمام لها، فالأزهر قامة ينبغى ألا تمس بسوء من أحد».
وذكر طارق المسيرى فى كلمته، أن بداية نشاط الجبهة كان بالقيام بقوافل طبية لعمل فحوصات للناس فى العشوائيات، وأنهم يطمحون فى التنسيق مع الأزهر بالتواجد معهم فى مثل هذه الأنشطة لمنحهم مزيدا من المصداقية.
وعبر العميد محمد بدر، عن أمله فى أن تكون الجبهة ظهيرا للأزهر لينال استقلاله بالمعنى الحقيقى، حتى فى ميزانيته، وأن ينضوى تحت مؤسسة الأزهر ووزارة الأوقاف ودار الإفتاء.
وفى كلمته، أكد السفير يحيى نجم على ضرورة استماع الأزهر للناس، والتفاعل معهم، والالتحام بهم، فالأزهر قلعة يجب أن تفتح أبوابها للناس بالقوافل الدعوية، والمؤتمرات فى المحافظات، وترجمة الكتب لنشر الدعوة بالخارج، والاتصال بالكنيسة للقضاء على عقبات الوحدة الوطنية.
وأبدت ألفت عبد ربه سعادتها بوجودها فى حضرة الإمام الأكبر الذى حاز إجماع الناس عليه، وهو أمر لم يحدث من قبل، وطلبت من الإمام تفعيل وثيقة المرأة، ومساندتها ضد الانتهاكات التى تتعرض لها فى الفترة الحالية، كما دعت الإمام لزيارة مدينة بورسعيد.
وحضر اللقاء من مستشارى شيخ الأزهر الدكتور محمد مهنا، والدكتور محمود عزب، والسفير عبد الرحمن موسى.
الإمام الأكبر لوفد جبهة دعم الأزهر: لا نلعب دورا سياسيا.. وعمار على حسن يطالب بإنشاء قناة فضائية.. وقبطى: الأزهر قامة ينبغى ألا تمس بسوء من أحد
الخميس، 14 فبراير 2013 03:26 م