إن الدوافع هى الرغبة المحركة للسلوك الإنسانى، فهى تنعكس على أداء وإدراك وطاقة الإنسان، والدوافع فى اللغة هى الشىء الذى يدفع الإنسان للحركة والأداء، والدوافع فى علم النفس الحالة التى تثير السلوك فى ظروف معينة وتواصله حتى ينتهى إلى غاية معينة، وتنقسم الدوافع إلى نوعين؛ دوافع فطرية ودوافع مكتسبة.
الدوافع الفطرية، دوافع طبيعية لا يحتاج الإنسان إلى اكتسابها كالدوافع البيلوجية التى تهدف إلى بقاء الإنسان كالجوع والعطش والنوم والخوف والهروب، والدوافع الفسيولوجية كالمحافظة على بقاء النوع "دوافع جنسية" ودافع الأمومة. وتشترك الدوافع الفطرية فى كونها تحرك الإنسان بحثاً عن إشباع حاجاتة الرئيسية والبقاء.
الدوافع المكتسبة، وهى محور حديثنا، فالدوافع المكتسبة هى المستمدة من بيئتنا ومحيطنا الخارجى لإضفاء وبث العزيمة والحافز للسيطرة على الذات وتوجيه السلوك، وغالباً ما تكتسب من الأهل والأصدقاء والكتب والعلماء، ومع ذلك يختفى تأثير تلك الدوافع بسهولة إذا لم يتم استثمارها بالشكل الملائم.
وللأسف يعتمد الإنسان اعتماداً كبيراً على الدوافع المكتسبة، وهذا ما يجعلنا بانتظار تقدير الآخرين وإعرابهم عن الرضا اتجاهنا فى نظرة تجعلنا نرى لأنفسنا قيمة ومعنى، ولكننا لو انتظرنا تقدير الآخرين لواجهنا خداعاً كبيراً، فإن كانت نظرات الآخرين لنا هى مصدر لسعادتنا أو تعاستنا، فماذا لو كان كل من حولنا من العميان؟ !!
والآن بيدك الاختيار… فيمكنك الانتظار متمنياً حدوث أمراً يشعرك بالسعادة ويمكنك أن تضمن السعادة بأن تمنحها لنفسك؟
فالبصير هو من يجد فى نفسه القدرة على الأداء والنجاح، أما الأعمى هو من ينتظر اكتساب القدرة من الآخرين، فكل ما حولنا يعتبر لا شىء إذا ما قورن بما يوجد بداخلناـ فالأعمال العظيمة من حولنا ليست إلا لأشخاص مثلنا كانت لديهم دوافع تحركهم للنجاح.
لاحظ أن الدوافع قد تكون نفسية كالرغبة فى النجاح والتفوق، وقد تكون مؤقتة كالغضب، وقد تكون دائمة كالحب، وقد تكون فطرية كالجوع والعطش.
وأخيراً.. فإن الدوافع تظهر حين يبدو الهدف واضحاً مصاحباً للإيمان والاستعداد.
