عصام كرم الطوخى يكتب: البحث عن مخارج للهروب

أمر طبيعى ومحتوم أن يقع الإنسان فى الأخطاء من وقت لآخر، فهناك الكثير من الأمور صعب التنبؤ أو التكهن بها، ولكن الأمر المهم فى ذلك هو كيفية معالجة تلك الأخطاء، فهناك بعض الأخطاء كالورم الخبيث لابد من استئصال وبتر الجزء الفاسد منها وإلا فسد الجسد كله وأدى ذلك إلى الهلاك، لذلك لا ينفع فى كثير من الأمور سياسة الاعتذارات والمسكنات فلابد من قرار حاسم فى المهام الصعبة يعيد التوازن والثبات لما حدث.

الكثير منا يلوم حظه السيئ، بل قد يخلق لنفسه الأعذار والتبريرات لحادثه أو خطأ ما ارتكبه ويحاول التماس العذر لنفسه بأى طريقة، فهناك أمور لن يفيد معها الهروب بخلق حلول وهمية، أو تدارك الخطأ بالسكوت عنه وكأنه لم يكن، فالأخطاء لن يجدى معها التستر عليها ومحاولة استرضاء من حولنا بأنها كان خارجه عن إرادتنا، أو محاولة البحث عن كبش فداء لما حدث، أو استرضاء من حولنا بكلام فارغ وأسباب غير منطقية، بل فى كثير من الأحيان يدينك كثرة البحث عن مخارج للهروب مما حدث، فالمهمة كانت أكبر منك فقد اتضح أنك كانت تنقصك الدراية الكافية والكفاءة لتحمل المسئولية.

بل قد تجد أعذارك غير المنطقية تفتح لك أبواب جنهم عليك، لأنك بدون أن تشعر تجد نفسك فى متاهة الكذب والتبريرات التى لا ترضى أحد ولا تنتهى إلا بسقوطك، فكثرة الأعذار ترهق من حولنا وتشعرهم بالضيق والضجر والتعب ويستشعرون أنك تستخف بعقولهم، لأنك لم تقدم لهم حلول عملية ومنطقية تصلح ما أفسدته من خطأ فادح، فهناك أخطاء لا تختفى بالاعتذار وإنما بالاعتراف بها، وأن تدرك بداخلك وبشجاعة الفرسان أنك لم تبد اهتمامك الكافى والعناية بها، ولابد من الأخذ بالأسباب واستئصال الورم الخبيث.

ليست المشكلة فى ارتكاب الأخطاء أو الحماقات أو حدوث أى شيء كان من الأفعال غير الطبيعية فى بعض الأوقات، ولكن تكمن المشكلة فى العجز عن إيجاد حلول لها، وفى فقر الرؤية وقلة الوعى وانعدام التفكير المنطقى وثقافة إيجاد حلول وقت الكوارث فكل منا طيلة حياته يتعرض للكثير من المعوقات والصدمات والتعجيزات والتخبطات والانتكاسات والانكسارات، فقط تجد العقلاء والحكماء يتصرفون وفق رؤية واضحة وثابتة وغير مشوشة، لأنهم يدركون ما يقولون وما سوف يفعلون.