د. كمال تمام يكتب: الإسلاميون والسياسة

الثلاثاء، 12 فبراير 2013 11:06 م
د. كمال تمام يكتب: الإسلاميون والسياسة صورة أرشيفية

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
سنحت الفرصة أمام الإسلاميين بعد ثورة 25 يناير لممارسة العمل السياسى الذى حرموا منه حقبة من الزمان ليست بالقليلة بل كان محظورا عليهم الاشتغال بأى عمل سياسى من قبل الحكومات التى تعاقبت على مصر منذ ثورة 23 يوليو وحتى ثورة يناير الميمونة التى حررت الإسلاميين من قيود متعددة فرضت عليهم ومنحتهم انطلاقة واسعة أدت بهم للوصول إلى سدة الحكم وممارسة حقوقهم المشروعة التى سلبت منهم فى عصور القمع وتقييد الحريات.

جاءت الفرصة للإسلاميين لطرح أرائهم وأفكارهم ومقترحاتهم على كافة المستويات السياسية والاقتصادية والاجتماعية والسعى لإيجاد حلول للمشكلات التى يعج بها المجتمع المصرى منذ زمان طويل وتعتبر من مخلفات النظام البائد وتراكمات إهمال متعمد وفساد غاشم نسج خيوطه فى كل المؤسسات لإفساد الحياة الاجتماعية للمصريين.

لذلك تأسست أحزاب كثيرة ذات صبغة إسلامية بل تكاد لا توجد جماعة دعوية إلا وسعت لتأسيس حزب وإيجاد ذارع سياسى لها فنشأ حزب البناء والتنمية والحرية والعدالة والنور والأصالة والوطن وغيرها من الأحزاب الإسلامية التى فرضت نفسها ونفوذها على الشارع المصرى بما تؤديه من خدمات للمواطن. وهذا يؤدى إلى ثراء العملية السياسية ومحاولة تطبيق السياسية الشرعية التى جاء بها الإسلام العظيم.

ولكن هل يمارس الإسلاميون السياسة على الوجه الذى ينبغى فى ممارستها؟ هل يمارسونها بأساليبها الملتوية الغريبة عن مبادئهم وصفاتهم؟ وهل يرضى الإسلاميون لأنفسهم التخلى عما جاهدوا به أنفسهم من أخلاق وقيم؟ وهل يرضون لأنفسهم مشين الصفات والعادات التى تغلب على المشتغلين بالسياسة من كذب واختلاق وغدر وخيانة ونقض للوعود والمواثيق؟

هذا ما يرصده الشارع المصرى بوسائل إعلامه المتنوعة للوقوف على تجربة الإسلاميين ومدى نجاحها.

أو النيل من الإسلاميين وكيل الاتهامات لهم ونشر الإشاعات حول تصرفاتهم وأفعالهم إذا خالفت تصرفات السياسيين.

ولكن المشكلة التى تقابل الإسلاميين لا تتمثل فى قلة خبراتهم فحسب فقد يكتسبونها بالممارسة وكثرة التجارب وحسن الإعداد والتكوين الثقافى والسياسى الجيد للشخصية الإسلامية الممارسة للعملية السياسية.

وإنما المشكلة الحقيقية تكمن فى نظرة الناس للإسلاميين أنهم دعاة دين ومشاعل هدى لهم سمتهم الخاص بهم وتعلو وجوههم ابتسامة حانية يعشقها الفقير والضعيف واليتيم والكادح من أبناء هذا الوطن وما أكثرهم.

فلم ولن يقبل الناس من الإسلاميين عذرا فى قضاء حوائجهم وتنفيذ مطالبهم والسعى الحثيث لإيجاد الحلول لكافة ما يعانيه المجتمع المصرى من مشكلات وهموم لأن الناس قد تعودوا من الإسلاميين الدعاة العون الدائم والمساعدة المستمرة.

بل هناك من الناس من يرصد تصرفات الإسلاميين بمنظار دقيق للتنديد بهم وبأفعالهم وتشويه الصورة التى رسمها الناس للدعاة لينفضوا من حولهم ويقل رصيدهم عند جموع الشعب المصرى.

والسبب فى ذلك أن الإسلاميين المشتغلين بالسياسة هم الدعاة الذين تعود الناس سماع خطبهم ومواعظهم والجلوس بين أيديهم لبث الهموم إليهم وإيجاد راحة النفس فى حلولهم وعلاجهم للأزمات التى تعصف بحياتهم.

ولذلك الإسلاميون مطالبون أن يفرقوا بين اشتغالهم بالسياسة والدعوة حتى لا يسحب البساط من تحت أقدام دعوتهم وينصرف الناس عن سماعهم وتفقد الثقة فى منابرهم وتوجيهاتهم.

وفى رأيى أن الإسلاميين مطالبون أن يفرزوا صفا غير صف الدعاة يشتغلون بالسياسية إن كانوا يريدون لدعوتهم نجاحا وازدهارا فى الوقت الذى أتيحت فيه كل الإمكانيات وتعددت فيه الوسائل لإنجاح الدعوة والوصول إلى كافة الأطياف فى المجتمع المصرى.

فلابد أن يعى الإسلاميون خطورة الاشتغال بالسياسة، فيختارون الكفاءات من كوادرهم وقواعدهم المؤهلين لتحقيق أهدافهم وما يرومون إليه من غايات.

ولابد أن يعلم الإسلاميون المشتغلين بالسياسة الآن والذين يسعون لها فى المستقبل القريب أنهم منوط بهم أمانة عظيمة يسألهم عنها الله تعالى وأن الشعب اختارهم لا لتشريفهم بل لتكليفهم بقضاء حوائجهم ومراعاة مصالحهم وأداء حقوقهم إليهم والارتقاء بالوطن والسعى لتوفير الحاجات لأبنائه وتذليل الصعوبات أمامهم وإزالة العقبات التى تعوق مستقبل أبنائهم.





مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة