يا أيها المصريون، أحدثكم اليوم بلسان عم جلال، فقد مر عام على رحيله، لكنه لم يرحل، وكأنه أراد أن «يغلس» على الحكام مثلما يرخم مدافع كرة القدم على المهاجم فيوقعه فى التسلل، ولو كان عم جلال حيا الآن لمات من الضحك وأماتنا من البكاء، فقد أتت الانتخابات الرئاسية بكل ما يحلم به الكتاب الساخرون ليستريحوا قليلا من كتاباتهم ويجلسوا فى مقاعد المتفرجين ويضحكوا شوية، لكنى أتوقع أيضا أن الإخوان كانوا سينافسون على مقاعد المتفرجين، وسيفوزون بها فى ظل «العرس الديمقراطى» المقام حاليا والذى ما إن شاهدته «الباتعة كيكى» حتى رقعت بالصوت الحيانى فقال المعازيم لها «أعيدى يا ست» ثم أبدت تعجبها من حجم «النقطة» التى ظهرت فى العرس فأصابت الشعب المصرى بالجملة، وتركت القطاعى لقضبان السكة الحديدية التى يتناسب إنتاجها طرديا مع عدد الصناديق المؤيدة لاستفتاءات الإخوان، وهو ما جعل المرشد العام للإخوان المسلمين يعد شعب مصر بتكرار حوادث القطارات قبل كل استفتاء أو انتخابات، فكل ما قضبان السكة الحديد «تقطع أكتر» فرصة الإخوان بتكبر، والشارع السياسى الكائن فى قرافة المجاورين يهتف ويقول «إدوله فرصة.. إدوله فرصة» فيصيبنى الحزن والكمد وأقول: إلى متى يا عالم هيفضل الشعب يدى والجماعة تاخد، ثم ينتفض الشارع السياسى المنافس فى قرافة باب النصر ويقول «إدوله شريك..إدوله شريك» فيقول المرحوم خالى ألف «رحمة ونور» وما أن يكمل كلمته حتى تصيبه فاتورة الكهرباء بالعمى، ويفاجأ بأن النور مقطوع، فيسارع أبناء مصر المخلصون الذين يقولون «يلا نبنى مصر» بتخييط النور ورتق القطع، بناء على توجيهات سيادة الرئيس الذى يفرض الحظر بالنهار ويتنيه بالليل، ويقيل النائب العام قبل الأكل وبعده، ويحاصر المحكمة الدستورية «تحصينا» للقضاء و«تحميرا» للاستفتاء، ويفرد مائدة الحوار الوطنى بشرط ألا يأكل منها غيره، ويعرف صلاة الفجر جيدا حتى إن الكثيرين شاهدوه وهو يقابلها بعد صلاة العشاء فى الحارة المزنوقة فقال بها كلمة السر «76534» فقالت له دونت تخطب لو أنت درانك لأن الفيريسيز دح دح والأجنست كخ كخ، والوضع الطبيعى يتطلب منك أن ترفع الشعب عاليا، حتى يستطيع أن يرضع من صدر الحكومة المعقم، «وإن جاله جفاف إديله مسؤول» وإن جالك الاغتصاب متورحيش الغيط يا رحاب، فالرئيس يعرف أنه من الواجب علينا أن نحرر سعر الصرف ونقيد فوائد المانجة، لأنه عادة ما يستجيب إلى صندوق النقد ويطنش صندوق البريد، ويفتح فمه ويغلق أذنيه، وبدلا من أن يطلق الجماعة بالتلاتة، يطلق مليشياتها على المعتصمين، ويبدو هذا طبيعيا فى ظل تراخى القوى المدنية وعجز الأسواق عن توفير فياجرا سياسية، تجعل رأس حربة جبهة الإنقاذ قادرا على التهديف، وتجعل الساحرة المستديرة قادرة على هز الشباك بدلا من هز الوسط، لذا يجب على الجميع أن يخاف من الرئيس بكثرة، وأن ينبذ العنف بعنف، وأن يظل محتفظا «بالفرصة» قبل أن تأتى له «القرصة» وأن «نرخى الستارة اللى فى ريحنا لحسن جماعتو هتدبحنا».
عدد الردود 0
بواسطة:
على شاكوش
رحل الساخر و بقيت السخرية
رحل الساخر و بقيت السخرية رحم الله جلال عامر
عدد الردود 0
بواسطة:
مجدى ابو الخير
حبيبى ياعم جلال
رحم الله هذا الرجل وربنا يرحمنا من الاخوان
عدد الردود 0
بواسطة:
شيرين
العب بعيد
عدد الردود 0
بواسطة:
هدى المصرى
الله يرحمك