يلقى الرئيس الأمريكى باراك أوباما خطاب حالة الاتحاد، اليوم الثلاثاء، وعينه على أجندة سياسية تساعد على تشكيل ملامح تاريخه فى البيت الأبيض.
وبعد ثلاثة أشهر من فوزه بفترة رئاسية ثانية، فى السادس من نوفمبر، يجد الرئيس الديمقراطى أمامه فرصة ولو ضئيلة لدفع أولويات سياساته الخاصة بالاقتصاد، وإصلاحات الهجرة، وتقييد حمل السلاح فى الولايات المتحدة.
ويقول محللون إن أمامه نحو عام تقريبا قبل أن تحول واشنطن اهتمامها إلى انتخابات التجديد النصفى لعام 2014، والتى قد تجىء بمزيد من الجمهوريين إلى الكونجرس مما قد يزيد من مشكلة "البطة العرجاء" التى يعانى منها رؤساء الولايات المتحدة الذين لن يخوضوا سباق الرئاسة مجددا.
وقالت ميشيل سيورز، الأستاذ المساعد المتخصصة فى شئون الحكومة الأمريكية بجامعة جورج تاون: "أمامه فى الأساس عام من الإنجازات التشريعية الكبرى، لأن بعد هذا العام الأول ندخل فى انتخابات التجديد النصفى".
ويلقى أوباما خطابه الساعة التاسعة مساء بتوقيت شرق الولايات المتحدة، وسيسعى إلى بناء قوة دفع فى إطار هذا التوقيت الضيق.
وقال تونى فراتو، المتحدث باسم البيت الأبيض خلال رئاسة الرئيس الجمهورى السابق جورج دبليو بوش: "لا أريد أن أقول إن هذا آخر خطاب هام يلقيه، لكن النافذة المتاحة أمام رئيس يقضى فترة الرئاسة الثانية ضيقة إلى حد ما".
ونظرا لارتفاع البطالة وخفض الإنفاق الذى يلوح فى الأفق، يقول مسئولو الإدارة إن أوباما سيستغل خطابه الذى سيتابعه الملايين على شاشات التليفزيون ليضغط على الكونجرس حتى يدعم مقترحاته لتعزيز الاقتصاد.
ويحرص البيت الأبيض على أن يظهر أن التزام أوباما بقضية الاقتصاد هو على نفس قدر التزامه الكبير بقضية الهجرة والإصلاحات الخاصة بالسلاح، ومن المتوقع أن يخصص جزءا كبيرا من خطابه لمسعى إحياء موضوع هيمن على حملته الانتخابية عام 2012 وهو مساعدة الطبقة الوسطى.
وقال جاى كارنى، المتحدث باسم البيت الأبيض أمس الاثنين: "ستسمعون منه إطارا زمنيا لخطته لخلق وظائف ودفع الطبقة الوسطى إلى النمو". كما من المتوقع أن يدعو أوباما فى خطابه إلى إجراء محادثات تجارية شاملة مع الاتحاد الأوروبى الذى يضم 27 دولة.
ولمح البيت الأبيض إلى أن أوباما سيدعو إلى الاستثمار الأمريكى فى البنية التحتية والصناعة والطاقة النظيفة والتعليم، رغم معارضة الجمهوريين لزيادة الإنفاق الحكومى، والانقسام السياسى الحادث حول سبل ترويض العجز فى الميزانية الأمريكية.
وتحيط الشكوك حول فرص نجاح فرض قيود على حمل السلاح، لكن من المرجح أن يستغل أوباما خطابه اليوم لكسب مزيد من التأييد للمقترحات التى طرحها الشهر الماضى بعد المذبحة التى وقعت فى مدرسة نيوتاون بولاية كونيتيكت، حين فتح مسلح النار بشكل عشوائى على التلاميذ.
وقد تشكل الطموحات النووية الإيرانية، والحرب الأهلية المشتعلة فى سوريا، تحديا لسياسة أوباما الخارجية خلال فترته الثانية، لكن فى الأغلب لن تحصلا على اهتمام كبير فى خطابه.
وقد يتطرق أوباما فى خطابه أيضا إلى الهجمات الإلكترونية التى تعرضت لها عدد من الشركات الأمريكية والوكالات الحكومية فى الأشهر القليلة الماضية.
ويقوم أوباما بعد الخطاب بجولة تشمل ثلاث ولايات للترويج لمقترحاته.
