محمد عبد الرؤوف

"كارمن" فى محيط قصر الاتحادية

الإثنين، 11 فبراير 2013 11:50 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
ربما لا يعرف الكثيرون حكاية الفتاة "كارمن"، الغجرية الأسبانية التى ترمز للحرية وكسر أى قيود.. لكنها أيضا متقلبة العواطف نجحت فى أن تحول حبيبها من شرف الجندية إلى شقى خارج على القانون مطلوب رأسه.

وكارمن لمن لا يعرفها، رواية للفرنسى الشهير بروسبير ميرميه كتبت فى أعقاب ثورة صناعية شهدتها أوروبا فى عالم تحول من الديكتاتوريات إلى الحكومات الديمقراطية، حولها الموسيقار الفرنسى جورج بيزيه إلى أوبرا عالمية.

الغجرية المتحررة "كارمن" كانت عندما تمشى فى الشوارع وترمى أنظارها على الشرفات يتجمهر الناس من حولها ويقفون لمشاهدتها، بل ويخرجون إليها غير مبالين بأى عواقب، هى فى النهاية قصة تتنقل من الحب والحرية إلى دراما مأساوية عن الانتقام والاستحواذ والرغبة.

والحقيقة أن الرابط بين كارمن الفتاة الغجرية الأسبانية بطلة رواية "الفرنسى مرميه"، وكارمن المصرية المستحدثة تحت اسم "ثورة 25 يناير"، هو رابط قريب جدا، فكلاهما نشأ فى أعقاب ثورات تحررية حقيقية صنعتها الشعوب، لكن سرعان ما أرى "كارمن المصرية الجميلة" التى خرج وراءها أيضا كل الرجال تتحول من الفتاة المتحررة كاسرة القيود إلى نفس الدراما المأسوية التى تبحث عن الانتقام والاستحواذ والرغبة.

وفى قصر "الاتحادية" توجد نسختان للفتاة "كارمن" بعد أن تبدلتا من البحث عن الحرية إلى الدافع فى الانتقام والاستحواذ والرغبة، إحداهن موجودة فى محيط القصر، والأخرى تقبع ساكنة غير مبالية داخل جدرانه.. لكن كارمن القابعة داخل جدران القصر أشد وأنكى خطرا، لأنها تظل ساكتة خائفة مستأنسة فى أيدى آخرين، لا تبحث عن حلول فردية لحل أزمتها.. لكنها تظل "كارمن المصرية" التى ألبسناها "سوار كسرى" طوعا واختيارا، أما "كارمن فى محيط الاتحادية" صورتها تختلف تماما إذ ترى نفسها تقف عاجزة عن تحقيق ما خرجت إليه فى "25 يناير" وأن ثورتها اختطفت فى غفلة من الزمن، فذهب عقلها كأى فتاة رومانسية سرقت صديقتها أو ما كانت تتصور أنها صديقتها حبيبها، فقررت أن تعيده "بالقوة والعنف" وازدادت رغبتها فى الانتقام.. ولكن الفتاتين سواء الموجودة فى محيط الاتحادية أو القابعة بداخله لا يدركان أنهن يشوهان.. كارمن المصرية .."ربما عن غير قصد".





مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة