لا أعلم لماذا اخترت هذا العنوان! ولكنى عندما شاهدت المواطن المصرى الذى تمت تعريته من كل ملابسه وضربه وسحلة على يد قوات الأمن المصرية بتلك الطريقة الوحشية والهمجية شعرت إنى أشاهد موقعة سجن أبو غريب، وشعرت أيضا أن تلك الجنود من المستحيل أن يكونوا مصريين أو حتى مسلمين، لأنه لا يوجد دين على وجه الأرض يبيح ذلك حتى ولو كان ذلك المواطن بلطجى كما يطلق المبرارتية الذين يدافعون عن الحزب الحاكم وعن الداخلية؛ حيث إن تعرية الأسرى من المتظاهرين هو استهدف لكسر إرادتهم وإجبارهم على قبول واقع الظلم والقهر وترهيبهم حتى لا يقوموا بالخروج مرة أخرى للتظاهر باللغة الدارجة (قرص ودن أو اضرب المربوط يخاف السايب)، وطبعا لن يخاف منهم احد ولن يحترمهم أحد وسيخرج الشباب والرجال والفتيات للتظاهر والأمهات حتى ترجع الكرامة المصرية؛ حيث إنه تحاول الحكومة بمساعدة قوات الداخلية ومن خلفها إدارة الشر الحاكمة التغطية على فضيحة تعذيب وتعرية هذا المواطن بحجج ومبررات قبيحة بمعنى (عذرهم أقبح من ذنبهم)، كما فعل الجيش الأمريكى بعد تعريته للمعتقلين العراقيين فى سجن أبو غريب، ولكن أيام أبو غريب تعاطف كل الشعب المصرى مع من تمت تعريته أما الآن لم يتعاطف المنتمون للحزب الحاكم بل ماتت إنسانيتهم ووجدوا أن هذا حلال حتى يرتدع وباتوا ليلتهم يتكلموا ويبررون أحقية الداخلية بتعرية من تشاء ليرتدع عن معارضة الرئيس، ولكنهم نسوا شيئا واحد وهم يدافعون عن الداخلية وأفعالها غير الآدمية بالمتظاهرين نسوا أن أغلبهم كانوا سجناء سابقين فى المعتقلات مظلومين وكانوا يشتكون من سوء معاملة الداخلية لهم وانتهاك آدميتهم وأعراضهم على يد سجانيهم، كل ذلك قاموا بنسيانه فقط من أجل الدفاع عن حزبهم وحاكمهم ونسوا بذلك ماضيهم بل نسوا أن الإسلام يأمر أن يستر الأسير، لاأن يعرّى، وأن يؤتى له بثياب أفضل من التى يلبسها:
يروى الإمام البخارى عن جابر بن عبد الله رضى الله عنهما أنه لما كان يوم بدر جىء بأسرى، وبعض الأسرى كان عليه ثوب بالٍ، فما كان من النبى، عليه الصلاة والسلام، إلا أن خلع ثوبه) وأعطاه لهذا الأسير هذا هو اسلامنا لا إسلامهم.
والمضحك أن شبكه شبكة سى.بى. إس التلفزيونية الأمريكية كشفت النقاب وبالصور حادثتى التعرية الشهريتين فى التاريخ فالأولى كانت عن عمليات التعذيب اللاأخلاقية والساديّة التى تمارسها قوات الاحتلال الأمريكية ضد المعتقلين العراقيين فى سجن أبو غريب والثانية كانت يوم 1 فبراير 2013 أمام قصر الاتحادية من قوات الاحتلال المصرية (الداخلية) تجاه المواطن المصرى، وفى المرتين اعتذرت قبل العرض للمشاهدين أن ما سيتم نشرة بشع وهمجى ولا ينصح للأطفال بمشاهدته، ولكن أظن أن المشهد سيستمر من تعذيب الداخلية المصرية للمصريين وسحلهم وقتلهم ووتعريتهم إلى الأبد، لذلك لا ينصح بمتابعة الثورة المصرية، لأنها ضارة بالشباب الله يرحمهم وفاطرة لقلوب الأمهات الله يصبرهم وتنتهك لكل الأعراض الله يسترهم.
هاجر محمد أحمد يكتب: سجن أبو غريب أمام الاتحادية
الأحد، 10 فبراير 2013 05:11 ص