مصطفى عابدين يكتب: آداب الاختلاف وأدب الحوار

الأحد، 10 فبراير 2013 03:21 ص
مصطفى عابدين يكتب: آداب الاختلاف وأدب الحوار صورة أرشيفية

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
ليس غريباً اختلاف البشر فى الأفكار والتصورات والمعتقدات والعادات والتقاليد ولكن الغريب محاولة البعض جعل الناس كلهم مثلهم فى التفكير والعقيدة والتوجه.
ولتعميق هذا الفهم يذكر القرآن ((لكل جعلنا منكم شرعة ومنهاجاً ولو شاء الله لجعلكم أمة واحدة ولكن ليبلوكم فيما آتاكم فاستبقوا الخيرات إلى الله مرجعكم جميعاً فينبئكم بما كنتم فيه تختلفون)).
ويمكن أن نرجع الاختلاف إلى أمرين الأول هو الاختلاف العلمى وهو مقبول لأنه أمر طبيعى بين أهل المعرفة والرأى أما الثانى وينشأ من حب الذات (حب الأنا ) وهو ما ينشئ خلافات كثيرة.
لذا نجد أن الاختلاف الأول ينشأ عنه حوارات ونقاشات تثرى الموضوع أما الاختلاف الثانى فينشأ عنه صراعات وتصفية للحسابات بل وشخصنة للأمور فى كثير من الأحيان.
وبدلا من أن تتحول الحوارات إلى حديث الطرشان كما نشاهد فى كثير من برامج الحوارات فى الأجهزة المرئية أو المسموعة بل وتصل إلى حد الشتائم والاتهامات بالخيانة والتهكم والتعرض فى بعض الأحيان إلى انتهاك الأعراض يجب أن نتحلى بأدب الاختلاف منها على سبيل المثال لا الحصر قبول واحترام الآخر..عدم تصيد الأخطاء.. معرفة القضية محل الحوار معرفة تامة حتى يمكن الحكم عليها حيث نرى فى كثير من الموضوعات أناس تطلق أحكاما بمنتهى التأكد دون الرجوع إلى أى مرجعية أو منهجية علمية... الموضوعية فى المناقشة ولا نجعل الأنا أو صنمية التفكير تأخذنا إلى محاولة إثبات الذات وفرض الرأى حتى ولو كان خطأ.. البعد عن تجاوز الأدب وانعدام الاحترام بين المتحاورين مهما كانت الظروف أو الأسباب.... أيضا من الأشياء الهامة التى يجب أن تؤخذ فى الاعتبار عدم سؤء الظن فيمن تحاوره أو تجادله لأن ذلك يفضى إلى تأويل للأمور وإيجاد صراعات بعيدة عن صلب القضية المطروحة فى الأصل.
إن الاختلاف فى الفكر أو العقيدة لابد منه وهو كائن قديم ـ كان ولا يزال ـ يعيش معنا وينبغى أن نسلم به ونتكيّف معه ونحاول تطويره والانتقال به إلى الحالة الإيجابية دون التمسك بحب الذات قبل الآخر سواء كان فكراً أو رأياً أو شخصاً.

وفى سيرة الرسول عليه الصلاة والسلام وأهل البيت وسيرة السلف الصالح الكثير والكثير مما ينبغى التأسى بهم كما قال القرآن الكريم (لقد كان لكم فى رسول الله أسوة حسنة) وأيضا ((فَبِمَا رَحْمَةٍ مِنَ اللَّهِ لِنْتَ لَهُمْ وَلَوْ كُنْتَ فَظًّا غَلِيظَ الْقَلْبِ لانْفَضُّوا مِنْ حَوْلِكَ فَاعْفُ عَنْهُمْ وَاسْتَغْفِرْ لَهُمْ وَشَاوِرْهُمْ فِى الأَمْرِ فَإِذَا عَزَمْتَ فَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُتَوَكِّلِينَ)).

هنالك فقط يمكن أن نقبل الآخر ونحقق ما فيه صالح البلاد والعباد.





مشاركة




لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة