دعا الكاتب الأمريكى توماس فريدمان إدارة بلاده لضرورة الاعتراف بالدور الإيرانى فى حل الأزمة السورية، خشية من تحول سوريا إلى أفغانستان آخر.
ورأى الكاتب الأمريكى، فى مقال له أوردته صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية على موقعها الإلكترونى، اليوم الأحد، أنه ليس هناك من وسيلة تستطيع بها الولايات المتحدة الحفاظ على استقرار أفغانستان عقب الانسحاب منها دون إشراك إيران فى اللعبة، بالنظر إلى العلاقة التاريخية التى تجمع بين الشيعة الإيرانيين والشيعة الأفغان الموجودين فى إقليم هيرات، ثالث أكبر المدن الأفغانية.
وأكد فريدمان أن إيران لطالما ولا تزال لاعبا رئيسيا فى السياسات الأفغانية، مشيرا إلى أنه باعتبار إيران المعادى الأكبر للسنة فقد تعاونت واشنطن طويلا مع طهران، للإطاحة بحكم حركة طالبان السنية فى أفغانستان، فضلا عن أن كلا الدولتين تسعيان لبذل المزيد من الجهود المشتركة، لمنع عودة طالبان إلى سدة الحكم مرة أخرى.
واعتبر أن ما يجرى فى سوريا إنما يمثل فصلا جديدا من الحرب بين الشيعة والسنة، وأنها ليست سوى حرب بالوكالة لا يمكن أن تنتهى بين السعودية ودولة قطر السنيتين اللتين تمولان الثورة السورية، وبين الإيرانيين الشيعة والعلويين فى سوريا من جهة أخرى، ولكن ربما يمكن كبح جماحها.
وأشار فريدمان إلى أن هذا الأمر يعد السبب فى إدراك بعض الجنرالات الإسرائيليين بأنه فى حال استمرت الحرب فى سوريا، فإنها ستشكل بكل تأكيد خطرا استراتيجيا عظيما يهدد إسرائيل بنفس الدرجة التى يشكلها خطر البرنامج النووى الإيرانى عليها. وأضاف "أنه فى حال ما تحولت سوريا إلى أفغانستان أخرى على الحدود الإسرائيلية، فإنها ستصبح ملاذا للجهاديين والأسلحة الكيماوية وصواريخ أرض- جو، والتى ستنتشر جميعها بحرية فى كافة أرجاء المنطقة".
وقال الكاتب الأمريكى إن هناك من يأملون فى الولايات المتحدة فى وجود إمكانية لتجنب الكارثة والانهيار فى سوريا، وذلك من خلال سرعة الإطاحة بنظام الرئيس السورى بشار الأسد، وأن يخرج الغرب والعالم السنى سوريا من المدار الإيرانى- السوفيتى، وجعلها تدور فى الفلك السنى السعودى- الأمريكى.
ومع ذلك، أعرب عن شكوكه فى إمكانية إنهاء الأزمة السورية مع الاحتفاظ بها كدولة واحدة متماسكة، مشيرا إلى أنها ستنقسم إلى إقليمين سنى وعلوى، وأضاف أنه إذا ما تمكنا من تغيير وجه سوريا، فإن إيران ستحاول تغيير الحال فى البحرين والعراق، وجعلهما تدوران فى أفق المعسكر الإيرانى.
ونقل فريدمان عن بعض الدبلوماسيين العرب فى الأمم المتحدة اعتقادهم بوجود حلول وسط لوضع نهاية لهذه الأزمة المتفاقمة، إلا أن هذه الحلول تتطلب تدخل الولايات المتحدة من أجل تعبئة مجلس الأمن الدولى لتمرير قرار بتشكيل حكومة انتقالية فى سوريا مع "صلاحيات كاملة"، ومع تمثيل متساو للعلويين والثوار.
ونوه فريدمان بأن هذه الخطة تتطلب الدعم الروسى، والذى لن يكون بالسهولة، مشيرا إلى أن الحجة التى قد يستند عليها فى إخبار الروس تتمثل فى أنهم إذا لم يدعموا مثل هذا الحل الوسط، فإن الولايات المتحدة ستبدأ بإرسال الأسلحة إلى الثوار المعتدلين والعلمانيين فى سوريا.
وخلص الكاتب الأمريكى إلى ضرورة تعلم الدرس من الأزمة العراقية، والمتمثل فى أن التيارات الطائفية المختلفة "السنة فى مقابل الشيعة والأكراد فى مقابل العرب"، كانت مشاركة كلها فى نفس اللعبة، موضحا أن سوريا والعراق وجهان لعملة واحدة، وذلك من خلال كيفية حل الأزمة المتمثل فى تمرير قرار من الأمم المتحدة بدعم روسى، وبدعم من الأطراف المسلحة جيدا، وحمل الأطراف المتنازعة على العيش معا؛ فهذه هى الحال فى منطقة الشرق الأوسط.
"فريدمان" يحث بلاده على الاعتراف بدور إيران فى حل الأزمة السورية
الأحد، 10 فبراير 2013 02:47 م
الكاتب الأمريكى توماس فريدمان
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة