عماد كمال يكتب الرئيس خلف جدار الصمت

الأحد، 10 فبراير 2013 04:02 م
عماد كمال يكتب الرئيس خلف جدار الصمت الرئيس محمد مرسى

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
فى ظل سيل الاتهامات والأكاذيب والحملات الإعلامية المنظمة التى توجه ضد الرئيس، وضد حزبه وجماعته فيكاد يكون الشعور المشترك لدى كل مؤيدى الشرعية ومؤيدى سيادته هو الإحساس بالضيق الشديد من إصراره على التزام الصمت عن كل ما يجب أن يقال والاكتفاء بالحديث فقط فيما لا يشغل بال.

وهذا الوضع يتسبب فى نزيف مستمر للمؤيدين، ويزيد من عدد الرافضين والمتشككين، فالرئيس كقائد يمثل لجماعته ولحزبه ولأنصاره ولشعبه مصدر القوة الأكبر ومصدر المعلومة الأصدق. وصمته وانخفاض نبرته فى مواجهة سيل الاتهامات، وإصراره على عدم وضع خارطة لما هو آت، يوحى بصدق ما يدعيه معارضيه ويؤكد عشوائية المسير.

الوضع السياسى الآن تكمن أغلب أوراقه فى أيدى الإعلام، وبعيدا عن خصوصية الحالة الإعلامية المصرية من حيث إغراقها فى الانحياز واستخدامها المكثف للكذب والتضليل، فإن الإعلام بصفة عامة قد شهد خلال السنوات القريبة الماضية طفرة هائلة جعلت دوره حاسما فى تشكيل الرأى العام.

وقد كان من المنتظر من السيد الرئيس بعدما وجد نفسه فى مركز دائرة الهجوم وتبين له أن الهدف الأساسى من تلك الحملة هو إسقاطه معنويا تمهيدا لإسقاطه مادياً هو وجماعته والمشروع الإسلامى برمته، وبعدما استشعر ندرة المنابر الإعلامية الراغبة فى دعمه، فقد كان من المنتظر أن يواجه تلك الحملة الضارية باستخدام أكبر قوة إعلامية تملكها الدولة وهى شخص سيادته وشخص مستشاريه ومعاونيه. فحديث سياسى عميق يفند به تلك الادعاءات ويفضح ما يكمن خلفها من مؤامرات ويبث به روح القوة فى أنصاره وفى الأجهزة التابعة له ويبين للشعب الطريق ويوضح الصعوبات ويحدد جدولا واضحا للعمل والإنجاز..إلخ والأهم هو أن يعلن ذلك بنبرة تعكس قوة شخصيته وعمق فهمه وشدة دهائه، ثم تتكرر الرسالة على لسان متحدثيه ومعاونيه، أمر كهذا حتما سيبطل سحر السحرة ويقطع ألسنة الكاذبين.

ورغم قناعتنا بأن سيادته يملك من مقومات الرئيس والقائد الصالح الكثير. إلا أن افتقاده لقوة الخطاب وحسن البيان فى هذا الظرف الحرج هو كارثة ونقص لن تشفع له كل صفات الخير الأخرى. فكما يقال إن لكل وقت أذانا، وفريضة تلك اللحظة الفارقة هى الفصاحة وقوة الخطاب والقدرة على تفنيد كذب الكاذبين والقدرة على طمأنة المؤيدين. أما الاحتماء بجدار الصمت فلن يرد عن سيادته سهما ولن يسكت له خصماً.

لقد كتب الكثير من المؤيدين لسيادته يرجونه حسن اختيار الفريق المسئول عن كتابة خطبه أو المتحدثين باسمه، ولا ندرى سببا فى الإصرار على نوعية من المعاونين لم يحن وقتها بعد، وأصبحت الصورة تبدوا وكأن جميع رجال الرئيس مستنسخون من نمط بشرى واحد، كان يعمل (داعية) فى صفوف الإخوان أو أنصار السنة مع شديد احترامنا للدعاة‘ أن تلك اللغة العفيفة والابتسامة الهادئة لن ترهب خصما ولن تطمئن مؤيدا، وعذرا فى فجاجة المصارحة إذا قلنا للسيد الرئيس إن المشهد السياسى لن يسير بسرعة استيعاب سيادتكم لأصول اللعبة السياسية، فالعالم قد وضع أصولا لفنون التأثير ووسائل جذب التأييد الشعبى للحاكم، وأساليب مهاجمة خصوم الداخل وفنون صناعة التحالفات وهى مما يتحتم فى هذا الوقت الفارق أن توضع فى الحسبان.

لا عيب فى أن يتعلم الرئيس من خصومه، لقد نجحت المعارضة فى أربعة أشهر فقط من حكم سيادته فى أن تتسلم من مواقعها قيادة البلاد، وسحبت من جبهته ملايين الأنصار، وحركت الشارع باتجاهه ككرة من نار.

والسؤال هو: كيف فعلت ذلك؟ هل يخرج أعضاء جبهة الإنقاذ على أنصارهم بتلك الابتسامة الحانية الرقيقة، التى يخرج بها كل معاونى الرئيس ليقولوا كلاما عديم اللون والطعم والرائحة؟ كلا إنهم فقط يغضبون ويسبون ويلعنون ويكذبون فتشعر من نبرة أصواتهم أن هناك وطنا يضيع، وحاكما ظالما مستبدا يمزق أوصاله وجماعة دينية تغتصب مستقبله، إنها الخطابة وعلم التأثير يا سيادة الرئيس، ذلك العلم الذى وضع شخصا مثل جورج بوش على رأس أكبر دولة فى العالم لفترتين رئاسيتين.

سيدى الرئيس، ضع حولك وفى صدارة معاونيك مجموعات تتمتع بالدهاء وتجيد فنون الخطابة وفنون التأثير وصناعة التحالفات والتربيطات، تملك مظهرا يوحى بالقوة والأهم ثم الأهم هو أن تكون ممن يستطيع أن يغضب ويهدد ويتوعد، وأطلقهم على خصومك كعصا موسى تلقف ما يأفكون.

صدقنى فبكل الحب والتقدير لجماعة الإخوان فهى قد قدمت كل ما عندها بالوصول بسيادتكم لكرسى الحكم، أما ما هو بعد ذلك فليس لهم فيه سابقة فهم أو ميزة علم، ولن ينتقص من فضلهم أن تستكمل الطريق مع فصيل وطنى آخر من أبناء شعبك، فحتما لا توجد جماعة أو حزب لكل العصور، ابتعد عن النخب بكل فصائلها واستجلب من بين ثنايا المجتمع كوادر وطنية عصرية تحمل معكم عبء المرحلة وتفهم لغة العصر وتجيد مواجهة من يتآمر أو من يقذفكم بزجاجات النار، لا تطلب من الإخوان أن يأتوك بهم، فالمشكلة أنهم يبحثون عن صورتهم فى الآخر، وستكون النتيجة مجموعة أخرى من الدعاة فى دائرة الحكم.
ها قد بلغت اللهم فاشهد.





مشاركة




التعليقات 4

عدد الردود 0

بواسطة:

ابراهيم

صدقت والله

عدد الردود 0

بواسطة:

ابراهيم

صدقت والله

عدد الردود 0

بواسطة:

الفنكوش المصرى

مرسي العباط أنتهت مده صلاحيتة؟

عدد الردود 0

بواسطة:

mona elkaluoby

شكوى ومش عارفه ابعتها لمين يا دكتور

اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة