جبهة الضمير الوطنى آخر ورقة أصدقاء الإخوان لمساندة مرسى فى صد هجمات جبهة الإنقاذ.. مؤسسو جبهة الضمير الوطنى مهندسو "تمرير الدستور" وممثلو الأحزاب فى الحوار الوطنى "الفاشل" مع الرئاسة

الأحد، 10 فبراير 2013 10:26 م
جبهة الضمير الوطنى آخر ورقة أصدقاء الإخوان لمساندة مرسى فى صد هجمات جبهة الإنقاذ.. مؤسسو جبهة الضمير الوطنى مهندسو "تمرير الدستور" وممثلو الأحزاب فى الحوار الوطنى "الفاشل" مع الرئاسة عصام سلطان
محمود سعد الدين

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
فى الثانية عشر والنصف من مساء يوم الجمعة الماضى، تلقى عدد كبير من الصحفيين والإعلاميين رسالة على البريد الإلكترونى من عمرو عبد الهادى _ عضو الجمعية التأسيسية _ تحت عنوان "تدعوكم جبهة الضمير غدا السبت الموافق 9 فبراير 2013 لمؤتمرها الصحفى الأول فى تمام الساعة 1 ظهرا بساقية الصاوى لتدشين الجبهة".

حتى تلك اللحظة لم يكن أحد يعلم ما هى جبهة الضمير ومن يؤسسها ومن ينظم مؤتمرها الأول، وعلى الرغم من أن دعوة الصحفيين جاءت عبر عبد الهادى، غير أنه لم يكن من بين فريق المنسقين الأوائل لهان وهم المهندس حاتم عزام وعصام سلطان ومحمد البلتاجى، والذين سعوا فى أكثر من طريق خلال الأسابيع القليلة الماضية لخلق كتلة سياسية تعيد التوزان فى المجتمع، وتقرب بين وجهات النظر وسط حالة الاستقطاب الحاد التى تسود الشارع.

أولى الجلسات نحو تأسيس الكتلة الجديدة، كانت فى أحد المطاعم بحى المعادى، وبدعوة شخصية من المهندس حاتم عزام، وحضرها عصام سلطان ومحمد البلتاجى، وهما من فريق الجمعية التأسيسية، بينما شارك فيها من الفريق المدنى عمرو حمزاوى ومصطفى النجار وجميعهم أصدقاء فرقتهم السياسة.

العشاء الفاخر بأحد مطاعم القاهرة ساهم فى تقارب الفوارق التى صنعتها أزمة الجمعية التأسيسية، واتفق الطرفان على الاجتماع مرة أخرى بأحد فنادق القاهرة للنقاش بشكل عام دون الدخول فى السياسة، وإلى هنا لم يكن الإعلام قد علم بالاجتماع، ولكن بمجرد انتشار الخبر تحفظ فريق التيار المدنى على حضور الاجتماعات مرة أخرى، خاصة مع تزايد الهجوم من قبل المعارضة لهم بدعوى "كيف يجلس حمزاوى أو مصطفى النجار مع سلطان وعزام والبلتاجى مهندسى تمرير الدستور بكل عيوبه".

ماتت فكرة عزام وسلطان والبلتاجى بتقريب الشخصيات الوطنية التى تقف فى الطرف الثانى، وبدأوا فى التفكير نحو بناء كيان جديد فى الوسط السياسى يواجه جبهة الانقاذ أو على الأقل يوازيها إعلاميا، وأطلقوا على الكيان الجديد اسم "جبهة الضمير الوطنى".

جبهة الضمير الوطنى بصورة مجردة فكرة صادقة غير أنها لم تنفذ بطريقة جيدة وبرؤى واسعة، فأعضاؤها أو المؤسسون لها وفقا للبيان الأول المرسل للصحفيين، تضمن عدة أسماء ليست إخوانية، ولكنها محسوبة على الإخوان، وتقف إلى جوار جماعة الإخوان المسلمين فى عدد كبير من المواقف، بل هى نفسها من شاركت فى الحوار الوطنى الأول الذى انتهى بالفشل، وشاركت فى الحوار الثانى، وليس ذلك فقط بل أغلبها كانوا أعضاء بالتأسيسية، ومن ساهموا فى تمرير الدستور بكل عيوبه، ومن حصلوا على مكافآت فورية من رئاسة الجمهورية بالتعيين فى مجلس الشورى.

فالأعضاء المؤسسون بينهم محمد سليم العوا وإبراهيم المعلم وأيمن نور وثروت بدوى ونصر عبد السلام، وجميعهم شاركوا فى الحوار الوطنى الأول الذى انتهى بالفشل، ومن بين الأعضاء المؤسسين أيضا رمضان بطيخ ومحمد محى الدين وجمال جبريل، وهم من أعضاء التأسيسية الذين عينهم رئيس الجمهورية فى مجلس الشورى، ومن بين الأعضاء المؤسسين أيضا 3 من كوادر الإخوان المسلمين، وهم محمد البلتاجى وحلمى الجزار وليلى سامى.

الإشكالية ليست فقط فى أن الأعضاء هم من شاركوا بالحوار الوطنى الأول، أو من شغلوا عضوية التأسيسية، أو من عينوا بمجلس الشورى، إنما الإشكالية هى أن الجبهة هى كيان جديد لعدة شخصيات لعبت دورا غير موفق فى إدارة أزمات سياسية، أبرزها الجمعية التأسيسية والحوار الوطنى وتعيينات مجلس الشورى وقانون الانتخابات، وليس ذلك فقط، بل إن البيان التأسيسى للجبهة أكد هذا المعنى، حيث ظهر على أرض الواقع فى الدقائق الأولى للمؤتمر التأسيسى الأول بساقية الصاوى، حيث فوجئ الجميع بغياب أهم الكوادر السياسية التى تم الإعلان عنها مثل الدكتور محمد سليم العوا والدكتور أحمد كمال أبو المجد والدكتور سيف عبد الفتاح والدكتور معتز بالله عبد الفتاح والدكتورة منار الشوربجى والمستشار زكريا عبد العزيز، ولم يحضر من الوجوه الإعلامية السياسية البارزة، غير الثلاثى عزام والبلتاجى وسلطان، إضافة إلى السفير إبراهيم يسرى والدكتور محمد محسوب والدكتور صفوت عبد الغنى.

وبالسؤال عن أسباب الغياب كان رد المهندس حاتم عزام أن "إيميلا وصل بالخطأ إلى الإعلاميين يضم أسماء مؤسسى الجبهة بينهما هم أسماء من تواصلت معهم الجبهة".

تبرير المهندس حاتم عزام للصحفيين قد يكون مقبولا فى هذا الإطار، لكنه بات غير مقبول وسط إعلان سليم العوا وسيف عبد الفتاح ومنار الشوربجى عدم عضويتهم بالجبهة الوليدة.

الأمر الثانى المثير للجدل هو دور الجبهة، فالأصل والمعروف أن التحالفات والكتل والجبهات مهما كان المسمى يكون إما تحالفا انتخابيا أو سياسيا، والأول نفاه الدكتور أيمن نور، وبالتالى تكون الجبهة تحالفا سياسيا لتنسيق المواقف السياسية باستخدام كافة الوسائل الديمقراطية، غير أن ذلك الأمر لم يكن واضحاً فى البيان التأسيسى الذى تلاه محسوب، فهو بيان وصفى للجبهة دون تحديد موقفها ووضعها على ترمومتر السياسة، وهل تنتمى لليمين أم لليسار، فالبيان جاء به عبارات مطاطة إنشائية لا تليق بمؤسسيها مثل أنها نواة لكتلة ضمير وطنى تدافع عن استمرارية الثورة، وعن حق المصريين فى الحرية والكرامة والعدالة والرفاهية، بل وشددت الجبهة فى البيان على أنها ستجهر بالمعارضة والاحتجاج فى وجه السلطة، إذا رأت منها انحرافا عن أهداف الثورة، دون أن تحدد الجبهة ما إذا كانت السلطة تنحرف بالفعل عن أهداف الثورة، أم لا فى الوقت الحالى.

وهو الأمر الذى أثار علامات استفهام واسعة حول آلية الاحتجاج، وإمكانية دعوة الجبهة لمليونية موازية لمليونيات الإنقاذ، إلا أن المهندس حاتم عزام حسم الجدل بأن الجبهة لن يكون لها تحرك فى الشارع، ولن تدعو لمليونيات إنما هى نواة لكتلة ضمير وطنى تدافع عن استمرارية الثورة، وعن حق المصريين فى الحرية والكرامة والعدالة والرفاهية ونبذ العنف، وانطلاقا من تصريح عزام، فكان الأحرى التوقيع على وثيقة لنبذ العنف بعنوان "وثيقة الضمير".

الأغرب فى مؤتمر تدشين الجبهة، وما لم ترصده وسائل الإعلام، هو أن اثنين من مؤسسيسيها والداعمين لها، وهما عصام سلطان ومحمد البلتاجى، لم يجلسا فى صفوف مؤسسى الجبهة، وإنما جلسا فى صفوف الإعلاميين، رافضين أن يظهرا فى الصورة خلال المؤتمر الصحفى، ورافضين أيضا إلقاء كلمات، على الرغم من أن شخصيات سياسية ليست واسعة الانتشار مثل عمرو عبد الهادى والدكتور محمد شرف والدكتور جمال جبريل وليلى سامى ألقوا كلمات خلال المؤتمر.

الأغرب أيضا أن سلطان والبلتاجى دون أى مقدمات تركا المؤتمر التأسيسى، وخرجا من قاعة الكلمة بساقية الصاوى بدون أسباب.





مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة