السفير الإسرائيلى الأسبق تسفى مازل: الانتهازية السياسية لـ"الإخوان" تمثل أقوى حافزا لتحسين العلاقات مع إيران.. الجماعة لا تريد صراعا مع طهران بينما تسعى إيران إلى السيطرة على أغلب الشرق الأوسط

الأحد، 10 فبراير 2013 12:13 م
السفير الإسرائيلى الأسبق تسفى مازل: الانتهازية السياسية لـ"الإخوان" تمثل أقوى حافزا لتحسين العلاقات مع إيران.. الجماعة لا تريد صراعا مع طهران بينما تسعى إيران إلى السيطرة على أغلب الشرق الأوسط لقاء الرئيس مرسى بالرئيس الإيرانى بالقاهرة
كتبت ريم عبد الحميد

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
قال تسفى مازل السفير الإسرائيلى الأسبق لدى القاهرة، إن هناك مشكلة كبيرة تتعلق بالعلاقات المصرية الإيرانية بعد الثورة، حتى لو بدا أن لا أحد يلحظها.

وأضاف مازل فى مقال له بصحيفة "جيروزاليم بوست" الإسرائيلية، أن الرئيس الإيرانى محمود أحمدى نجاد، جاء إلى مصر الأسبوع الماضى ظاهريا للمشاركة فى قمة منظمة التعاون الإسلامى، لكن هدف زيارته فى الواقع كان البحث عن سبل تطوير العلاقات بين القاهرة وطهران.

وأشار الكاتب إلى أن نجاد التقى الرئيس محمد مرسى ثلاث مرات، منذ انتخاب الأخير فى يونيو الماضى، وعقدت اللقاءات جميعا فى إطار مؤتمرات قمة دولية أو إسلامية، لكن المراقبين لاحظوا دفئا فى الترحيب بين كلا الرئيسين، وإجرائهما نقاشات مطولة، واعتبر مازل ذلك محاولة من جانبهما لإنهاء الفترة السيئة للعلاقات بين القاهرة وطهران فى عهد مبارك، وبدء صفحة جديدة، وتابع مازل "العلاقات الدبلوماسية بين مصر وإيران تدهورت مع احتجاج آية الله الخومينى على معاهدة السلام بين مصر وإسرائيل، وبذلت إيران أقصى ما بوسعها للإطاحة بمبارك من خلال الأنشطة التخريبية للجماعة الإسلامية التى قامت بسلسلة من العمليات الإرهابية خلال التسعينيات، وكانت وراء المحاولة الفاشلة لاغتيال مبارك فى أديس أبابا عام 1995".

ويقول مازل، "لكن الآن فإن مصر الثورية الجديدة كما يصفها الساسة والإعلام فى مصر يحكمها الإخوان المسلمون وتقوم بتغيير المسار، وكما قال نبيل العربى الذى كان أول وزيرا للخارجية فى عهد ما بعد مبارك، فإن مصر الجديدة ليس لديها أعداء، ملمحا إلى أن كلماته كانت تعنى إيران، ثم تبعت الأفعال الكلمات لاحقا، فقام كبار المسئولين فى إيران بزيارة مصر، ثم تم السماح للسفن الحربية الإيرانية بالعبور فى قناة السويس فى استعراض للقوة فى البحر المتوسط، وأعربت إيران مرارا وتكرار عن رغبتها فى علاقات أفضل مع مصر، وإعادة تأسيس الروابط الدبلوماسية، وهى الرسالة التى حملها وزير الخارجية الإيرانى الذى جاء إلى القاهرة قبل عدة أيام".

وعلى الرغم من القلق الخليجى من النفوذ الإيرانى فى المنطقة، ولاسيما فى العراق، إلا أن هذا لم يردع الإخوان المسلمين فى مصر عن البحث عن تفاهم أفضل مع إيران، فهم لا يريدون صراعا مع طهران فى الوقت الذى يركزون فيه على هدفهم الأساسى، وهو رؤية الحركات المرتبطة بالإخوان يستولون على معظم الشرق الأوسط بعد نجاحهم فى مصر وتونس، ولديهم آمال كبيرة لتحقيق النجاح فى ليبيا وسوريا.

ويشعر الإخوان أن هناك فرصة قد سنحت لهم ربما لا تتكرر مرة أخرى، حيث يعتقد مرسى أن الرئيس السورى بشار الأسد سيسقط فى نهاية المطاف، ولا يريد أن يرى تدخلا عسكريا غربيا أو أمريكيا والذى يمكن أن يؤدى إلى مزيد من زعزعة الاستقرار فى المنطقة.

فيتحدث مرسى عن سوريا بأقل قدر ممكن، ويتمسك بلهجة معتدلة فى الوقت الذى يقول فيه "إن إيران لديها دورا تلعبه، وهو ما يرضى آيات الله".

واقتنع الرئيس مرسى أن شكلا من أشكال التكييف بين السعودية وإيران ممكنا، خاصة وأن الرياض تعمل بدورها على نزع فتيل التوترات، وقامت بعدة تحركات فى هذا الاتجاه مثل السماح بالسفن الحربية الإيرانية بأن ترسو فى جدة، غير أن العديد من المراقبين يعتقدون أن العداء التاريخى بين الشيعة والسنة سيجعل من المستحيل على إيران الشيعية المتطرفة التى تسعى إلى فرض النظام الشيعى فى جميع أنحاء الشرق الأوسط، من خلال وكلائها فى العراق وسوريا ولبنان، وأن تجد أرضية مشتركة مع الإخوان المسلمين فى مصر، التى يصفها مازل برأس الحربة للتطرف السنى اليوم.

غير أن مازل يعتقد أن الانتهازية السياسية وسياسة الإخوان الخارجية، والمصممين بهدف البقاء، هم أقوى حافز للتوصل إلى تفاهم من خلال التركيز على المجالات التى يوجد فيها مصالح مشتركة بين مصر وإيران وتجنب القضايا الشائكة.

ويذهب السفير الإسرائيلى الأسبق إلى القول بأن إيران تدرك جيدا الرمال المتحركة فى الشرق الأوسط، وتستعد لفقدان حليفها فى سوريا، بما يجعل اتصالها مع حزب الله أكثر صعوبة، ومن ثم فهى حريصة على ألا تكون منعزلة، وأن تجد نوعا من الاتفاق مع مصر حتى تستطيع أن تعيد تحديد مصالحها فى المنطقة.
ودعا الكاتب مصر إلى ضرورة أن تأخذ فى الاعتبار علاقتها مع الولايات المتحدة ومعاهدة السلام مع إسرائيل، وقال إن الرئيس الأمريكى باراك أوباما لن يعترض على رؤية تسوية بين مصر وإيران من شأنها أن تساعد جهود أمريكا الدبلوماسية لحل الأزمة النووية الإيرانية، وكلا من الإخوان وإيران معاديتين لإسرائيل.

وختم السفير الإسرائيلى الأسبق مقاله قائلا "صحيح أنه لم يتم استعادة العلاقات الدبلوماسية بين مصر وإيران، إلا أن رئيسى البلدين التقيا ثلاث مرات، وقام كبار المسئولين الإيرانيين بزيارة مصر، بينما لم يبدو أن الإعلام المصرى معاد لهذه التحركات، بما يعنى أن هناك مشكلة كبيرة حتى لو لم يلحظها أحد".







مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة