"يوسف": ما يحدث فى مصر صراع ثقافى لا سياسى

الجمعة، 01 فبراير 2013 06:44 م
"يوسف": ما يحدث فى مصر صراع ثقافى لا سياسى جانب من الندوة
كتب بلال رمضان

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
قال المخرج الكبير خالد يوسف، إنه أخطأ طوال العامين الماضيين، عندما ظن أن ما يدور فى مصر صراع سياسى. لكنه اكتشف أننا بصدد صراع ثقافى شرس، داعيا إلى إعلاء قيمة الحوار، مشددا على أنه الحل الوحيد لما نحن فيه الآن، وأنه السلاح الأخير للمقاومة الثقافية، لذا لابد من حوار مع كافة القوى، حتى لا تتمكن بعض قوى الرجعية من أن تحكم مستقبل أولادنا.
جاء ذلك خلال اللقاء الذى نظمه "مخيم الفنون" ضمن فعاليات معرض القاهرة الدولى للكتاب فى دورته الرابعة والأربعين مساء أمس، مع نجوم فيلم "كف القمر" شارك فيه المخرج خالد يوسف والفنان صبرى فواز وأداره محيى عبد الحى المشرف العام على النشاط الفنى بالمعرض.
وتابع يوسف: الصراع بين قوى التنوير والقوى الأخرى سيظل موجودا، لأن هؤلاء رغم اختلافنا معهم أشقاؤنا فى الوطن، وهم باقون ولن يهاجروا فلابد أن نتحاور معهم، وسيحسم الحوار إذا استطاعت القوى التنويرية أن تطحن الأفكار التى تنتمى إلى الماضى.
وأوضح خالد، أن الثقافة هى العنوان الكبير الذى يمكن إدراج السياسة تحتها وليس العكس، لأن الثقافة أعم وأشمل وأوقع والتحاور هنا لمناقشة هل الأفكار الموجودة صالحة لصنع مستقبل أفضل لأولادنا أم لا؟.
وأشار يوسف أن فيلمه "كف القمر" لم يختلف موضوعه كثيرا عما يدور الآن على الساحة السياسية فى تيمة الفيلم الدرامية، حيث تدور القصة حول تجمع الإخوة فى كف واحد إلا أن استبداد أحدهم بالرأى ورغبته فى أن يطيعه الآخرون أدى إلى الفرقة وهدم البيت وسرقته كما جرت الأحداث.
وألمح خالد يوسف إلى أن ثورة يناير غيرت فى التركيبة المصرية التى صبرت ثلاثين عاما على الظلم، ولم يعد لديها الآن القدرة على الصبر بدليل أنه بعد مرور ستة أشهر من تولى "مرسى" خرج الشعب ليطالبه بالرحيل والضمانة الوحيدة الآن هى الشعب، وكما قال جمال عبد الناصر "الشعب المعلم" هذا هو الشعب المصرى العظيم القادر على إلهام نخبته بمستقبله.
وأوضح يوسف أن الشخصية المصرية عبر سبعة آلاف سنة تميل إلى السلم والتسامح وقبول الآخر، ونحن دائما نجنح للسلم ولا يوجد لدينا على مدار تاريخنا بما يسمى الحروب الأهلية ولا الفتن طائفية كما يزعم البعض، والدليل أن حادثا أو اثنين مما حدث بمصر بين مسلمين ومسيحيين كان كفيلا بحرب أهلية طائفية لسنوات لو حدث ببلد آخر.
ونفى يوسف ما يلصق بالشباب المصرى دوما من أنه متهور، مشيرا إلى أن العند وتجاهل المطالب المشروعة والانفراد بالحكم هو ما يؤدى لثورة الشباب صاحب الفضل الأول فى الثورة ونجاحها فى إزاحة مبارك ورموز نظامه.. وقال إن ما يحدث الآن من إراقة للدماء كلنا محاسبين عليه ومشاركين فى المسئولية بدرجة أو بأخرى، إلا أن المسئول الأول ومن سيسأل أمام الله والتاريخ هو من يحكمون البلاد.
وأشار يوسف أن ما يحدث الآن عبارة عن عملية لتغير الجينات المصرية المتسامحة فالجيل الصاعد يتفتح وعيه على العنف والدماء وعلى مشاهد لم يعتدها الشعب المصرى، وحذر يوسف من الاقتراب من ملامح الشخصية المصرية المتأصلة ولو تغيرت السماحة التى بداخل الإنسان المصرى والجينات الطيبة التى حمت مصر عبر تاريخها وستحميها فمن المؤكد أننا بصدد مستقبل سيئ، وهذا أخطر من أى حرب خاضتها مصر مع الكيان الصهيونى أو خاضتها عبر تاريخها.
وأضاف يوسف إلى أنه كان مع وجود حكومة إخوانية، قبل أن تتعقد الأوضاع لهذه الدرجة، لكن هناك فرقا بين حكومة يشكلها الحرية والعدالة وبين السيطرة على مؤسسات ومفاصل الدولة، مؤكدا أنه لو اكتفى الحزب الحاكم بالحكومة التى تنمى له والتفت للعمل والإنتاج والعمل على تحقيق مصلحة الشعب كان سيكسب ثقة الشعب وكان سينتخب لفترات متتالية.
وأشار خالد يوسف إلى الاستفتاء على الدستور، مؤكدا أن ما شاب عملية التصويت والعملية برمتها من تجاوزات يعنى أننا أمام تزييف لإرادة الشعب والإصرار على عدم مد مدة التصويت الذى منع عددا كبيرا من الإدلاء بأصواتهم، يعنى أن الاستفتاء لم يخرج معبرا عن الغالبية من الشعب بدليل النسبة التى أدلت بأصواتها وكانت بسيطة جدا.
أما الفنان صبرى فواز، فقال، وجود معرض القاهرة الدولى للكتاب فى هذه الظروف البالغة الدقة، وحضور الجمهور والمشاركين فى الندوات، يعنى أن المصريين لديهم رغبة فى مقاومة الظلام.. وقال: إن مصر أكبر وأعظم من أن تسجن داخل إطار فكرى ضيق.
وعن المعركة الثقافية أضاف فواز أن مفهوم الثقافة غائب عن كثير من المصريين، فالثقافة ليست كما يعتقد البعض كلاما وتنظيرا وتقعيرا، ولكنها نمط الحياة والعادات والتقاليد والطقوس وطريقة الأكل والحوار.







مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة