علقت صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية فى افتتاحيتها، اليوم الجمعة، على الأحداث التى تشهدها مصر، وقالت تحت عنوان "إنقاذ مصر من الفوضى" إن المظاهرات الحاشدة والعنف الذى شهدته البلاد على مدار هذا الأسبوع قد يبدو أشبه قليلا بالثورة التى اندلعت قبل عامين، إلا أنها مختلفة تماما. فالأطراف الرئيسية فى الشارع أغليهم ليس مواطنين عاديين يسعون إلى إنهاء حكم استبدادى، بل عصابات من مثيرى الشغب، والشباب الغاضبين الذين ضاق صدرهم، وبقايا الأجهزة الأمنية التى تعود للنظام السابق، وقوات شرطة فاسدة ووحشية ترد على عدم وجود سلطة فى يديها.
وأضافت الصحيفة وكما بيّن وزير الدفاع عبد الفتاح السيسى الأمر بشكل صحيح، يوم الثلاثاء، فإن مصر على المحك ليس بسبب الإطاحة بنظام، وإنما بسبب انهيار الدولة فى حالة من الفوضى.
وتشير الافتتاحية إلى أن الحكومة والمعارضة وبرغم حالة الاستقطاب بينهما فى الأشهر الأخيرة، إلا أن لديهما مصلحة مشتركة فى وضع نهاية للفوضى قبل أن تستهلك البلاد. والسؤال يتعلق بما إذا كان قيادات الطرفين قادرين على تنحية أجندتهم وتكتيكاتهم التى وصلت بهم إلى هذا الوضع الطارئ.
وتمضى الافتتاحية فى القول إن "مرسى" لديه شرعية ودعم شعبى أكبر من الذى كان يحظى به سلفه حسنى مبارك، إلا أن حزبه الحرية والعدالة، وجماعة الإخوان المسلمين، أسهموا فى هذه الأزمة بتبنى بعض أساليب النظام السابق، بوصف المعارضين بـ"المجرمين"، وتخويف الصحافة باستخدام أساليب استبدادية لتنفيذ أجندتهم.
وقادة المعارضة من جانبهم، تتابع الصحيفة، أمامهم الكثير ليجيبوا عليه. فبعدما خسروا فى الانتخابات البرلمانية والرئاسية يبدو أن عددا من قيادات المعارضة مترددون فى اللعب بالقواعد الديمقراطية. فالبعض طالب ببعض من الاستسلام السياسى من جانب "مرسى" كثمن لقبول عرض الحكومة بالحوار، والبعض الآخر يسعى علنا للإطاحة بالنظام.
وأدى ضعف وتعنت الجانبين، بحسب الصحيفة، إلى تمكين القوى الفوضوية مثل الشرطة التى لم يتم إصلاحها منذ سقوط مبارك، ومثيرى الشغب، والشباب والعاطلين عن العمل، هذا فى الوقت الذى يتداول فيه الجيش حول ما إذا كان عليه استعادة النظام، أو السيطرة على السلطة لنفسه، أو البقاء على الهامش.
وختمت الصحيفة افتتاحيتها قائلة، إن هناك مؤشرات هذا الأسبوع على أن السياسيين بدأوا فى رؤية ضرورة اتخاذ التوحد. فتراجع محمد البرادعى عن رفضه للمفاوضات ودعا إلى الحوار بين جبهة الإنقاذ وإدارة مرسى والأحزاب الإسلامية الأخرى. والتقت "الجبهة" بالإخوان ووافقت على نبذ العنف. وهناك الكثير الذى يجب أن تتم مناقشته، بما فى ذلك تعديلات محتملة فى الدستور والقانون الخاص بالانتخابات المقبلة. وتشكيل حكومة وحدة وطنية جديدة هدف جدير لكن على المدى الطويل، وفوق كل شىء الآن، فإن قادة مصر يجب أن يتفقوا على استعادة النظام.
واشنطن بوست: النظام والمعارضة لديهما مصلحة مشتركة فى إنهاء الفوضى.. بعض قوى المعارضة مترددة فى اللعب بالقواعد الديمقراطية بعد خسارة الانتخابات.. والإخوان أسهموا فى الأزمة لتبنيهم أساليب النظام السابق
الجمعة، 01 فبراير 2013 11:34 ص
مرسى
اضف تعليق
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة
عدد الردود 0
بواسطة:
محمود عبدالقادر
طول ما فيها حمدين والفلول يبقى مش هيحصل اتفاق