٦ من الشباب كانوا هم الجنود المجهولون لتجميع القوى السياسية تحت مظلة الأزهر الشريف لإصدار وثيقة الأزهر لوقف العنف، التى وقعت عليها كافة القوى السياسية فى مقر مشيخة الأزهر أمس الخميس.
أحمد ماهر ومصطفى النجار ووائل غنيم وعبد الرحمن يوسف وإسلام لطفى ومحمد القصاص، بدأوا منذ أيام فى تكتم شديد فى عقد سلسلة من اللقاءات المتواصلة مع شيخ الأزهر الدكتور أحمد الطيب، فى محاولة لإنقاذ مصر من الضياع فى براثن استخدام العنف، وتكوين مليشيات قد تعصف بمبادئ الثورة السلمية.
وكعادته فى الأزمات، استجاب شيخ الأزهر الجليل لدعوة الذين استنجدوا به، وهم يعلمون أنه الرجل المناسب والوحيد الذى تجله كافة القوى السياسية والرموز الوطنية، ولقاء بالأزهر الشريف لم يستفسر أحد عن شروطه أو ضماناته أو مدى جدواه.
الشباب الستة، فضلوا البقاء فى الخلفية، ولم يتصدوا الصفوف الأمامية خلال إلقاء بنود المبادرة فى مشيخة الأزهر، فم يكن لهم غرض سوى إدانة العنف ووقف نزيف الدماء وإزالة حالة الاحتقان السياسى التى تتسبب فى مقتل شباب جدد يوما بعد يوم.
الدور الذى لعبه الشباب فى مبادرة الأزهر الشريف، كان دورا محوريا يؤكد أن الأمل فى الشباب، وأن جيل "العواجيز" لابد أن يتنحى ليصبح الشباب فى صدارة اتخاذ القرار، لأنهم الأكثر إبداعا ووطنية والأكثر توافقية ورغبة فى إيجاد الحلول، بدلا من تراشق الاتهامات والتخوين الدائر بين القوى السياسية على اختلاف انتماءاتهم السياسية.
وكشف الشباب المشاركون فى وثيقة الأزهر، عن كواليس إصدار وثيقه الأزهر بعد أن بدأ الإعداد لها بعد الأحداث المتتالية التى جرت فى مختلف محافظات مصر خلال الأيام الماضية، والتى نتج عنها مسلسل من إراقة الدماء المصرية، وتنامى بعض دعاوى العنف والعنف المضاد، مؤكدين على ضرورة إدانة الجميع للعنف المفرط من قبل الأجهزة الأمنية فى التعامل مع المتظاهرين، ومن واقع مسؤوليتهم الوطنية، اجتمعوا منذ عدة أيام للبحث عن سبل إخراج مصر من هذه الأزمة والتحذير من مخاطر الانسياق لمسلسل العنف، واتفقوا على التوجه إلى الأزهر الشريف وشيخه الجليل إمام الجامع الأكبر باقتراح لدعوة كافة الأطراف السياسية والرموز الوطنية فى المجتمع لوضع وثيقة تجرّم استخدام كافة أشكال العنف الجسدى واللفظى والتحريض عليه واستغلاله، وتؤكد على حرمة الاعتداء على النفس المصرية، ووجوب احترام مؤسسات الدولة الأمنية لكرامة الإنسان المصرى.
وأكد الأزهر الشريف ممثلا فى الدكتور أحمد الطيب، دعمه الكامل لكل ما يحفظ ويصون الدم المصرى، وقدم كامل دعمه للمبادرة وساهم مجموعة من كبار العلماء ومستشارى الشيخ فى إعداد تلك الوثيقة،كما توجه وفد من الشباب إلى الكنيسة المصرية، والتقوا بقداسة البابا تواضروس الثاني، والذى عبر عن تأييده للمبادرة، داعيا فى كلمته الرئيسية بالكنيسة الى تبنى كل ما جاء فيه.
وأوضح الشباب، أن عددا كبيرا من قيادات العمل السياسى ورموز الوطن لبوا هذه الدعوة تحت رعاية شيخ الأزهر، ووافق الجميع على كل ما جاء فى الوثيقة، وأكدوا على رفضهم للعنف بكافة صوره وأشكاله، كما تداول الحاضرون أفكارا عن بدء حوار وطنى جاد يكون امتدادا لهذه المبادرة.
وشدد الشباب، على أنهم من منطلق مسؤولياتهم الوطنية، فإنهم لن يدخروا نعلن جهدا فى المساهمة بأى مبادرات حوار، طالما كانت للمساعدة فى الخروج من الأزمة السياسية الراهنة، طالما قامت على أسس ومعايير الحوار الجاد الذى يحقق طموحات وآمال الشعب المصرى وأهداف ثورة الخامس والعشرين من يناير.
من جانبه، أكد احمد ماهر المنسق العام لحركه شباب ٦ أبريل، أن اعتراضهم على الأوضاع الحالية وأحداث العنف فى الشوارع، هو ما دفعهم للتفكير فى مبادرة لوقف نزيف الدماء، مشيرا إلى أنهم بدأوا فى الترتيب لتجميع كافة القوى السياسية وإيجاد آلية للخروج من المأزق الحالى.
وتابع ماهر تفاصيل الإعداد لوثيقة الأزهر قائلا: أرسلنا خطابا لشيخ الأزهر الشريف الدكتور أحمد الطيب، شرحنا خلالها حاله الإحباط واليأس التى عانى منها الشباب وشعورنا بالخطر بعد أن اعتاد الشباب على حالة العنف ولعبة "العسكر والحراميه" بينهم وبين الشرطة، وعلى الفور استجاب شيخ الأزهر لمبادرتنا، وبدأنا فى عقد جلسات بين الشباب الستة، الذين أطلقوا المبادرة وبين شيخ الأزهر ونوابه ومستشاريه حول صياغة مبادرة ووثيقة توقع عليها كافه القوى السياسية تدين العنف بكل أشكاله سواء من الدولة أو من الأفراد.
وأشار ماهر، إلى أن تجميع القوى السياسية تحت مظلة الأزهر الشريف، هو ما أعطى للوثيقة مصداقيتها لأن الأزهر الشريف كان دوما مؤسسة وطنية معترف بشرعيتها من الجميع وتظهر دائماً فى الأزمات لتجمع صف القوى الوطنية، واصفا وثيقة الأزهر بأنها خطوة لرفض والعنف وبداية لإزالة الاحتقان السياسى بين كافة القوى الوطنية والبدء بالبحث عن حلول جديه للوضع الحالى، خاصة بعد إساءة استخدام وسائل الاعتصام السلمى مثل قطع الطريق، الذى أدى الى إساءة استخدامه من قبل المجرمين ومسجلين الخطر الذين قاموا بسرقة السيارات أو تكرار حوادث التحرش والاغتصاب بالنساء فى ميدان التحرير، مؤكدا أن استخدام العنف أعطى مبررا للشرطة لاستخدام العنف المفرط فى المقابل، وتوجيهه ضد المتظاهرين السلميين.
وكشف مؤسس حركة ٦ أبريل، عن كواليس لقاء القوى السياسية بمقر مشيخة الأزهر امس الخميس، قائلا ان القوى المعارضة أدانت العنف، وأرجعت وجود العنف لاستمرار تجاهل الرئاسة والحزب الحاكم لمطالب الثورة واللجوء لحلول أمنية وليست سياسية، مضيفا أن الدكتور محمد سعد الكتاتنى، طالب كافة القوى السياسية باللجوء للحوار، منتقدا سياسة الحوار المشروط، ووضع شروط مسبقة قبل الجلوس على طاولة المفاوضات، إلا أن أغلب القوى المعارضة التى حضرت الاجتماع أكدت للكتاتنى بشكل واضح أنه لا حوار دون ضمانات حقيقية لتحقيق المطالب لإثبات جدية الحوار الوطنى.
وأضاف ماهر، أن الشباب يحاولون الآن تطوير وثيقة الأزهر لبدء حوار جاد بين القوى السياسيه المختلفة يكون الشباب طرفا فاعلا فيه، ويقومون بإدارته وتحديد أجندة واضحة للحوار وآليات محددة لتنفيذ توصيات الاجتماع، حتى لا تتحول هذه الجلسات إلى حبر على ورق، مشيرا إلى وجود بعض الاقتراحات لتشكيل لجنة لإعداد الحوار الوطنى جارى تشكيلها والترتيب لبدء الحوار الوطنى.
ومن جانبه، قال عبد الرحمن يوسف الإعلامى والناشط السياسى، إن الأزهر الشريف كمؤسسة وطنية محل احترام جميع القوى السياسية، احتضنت مبادرة الشباب لوقف بالعنف، وبداية حوار وطنى بين كافه الأطراف الفاعلة فى المعادلة السياسية، مشيرا إلى أن وثيقة الأزهر وثيقة "قيمية" وليست سياسية.
وأشار يوسف، إلى أن الشباب سيكونون طرفا فى رعاية الحوار الوطنى، وسيتم تشكيل لجنه لإدارة الحوار الوطنى خلال ساعات، مؤكدا أن الشباب هم من أشعلوا الثورة، وحافظوا على سلميتها، وهم الآن يحاولون إنقاذها من الضياع.
وفى سياق متصل، قال إسلام لطفى أحد مؤسسى حزب التيار المصرى، إن مبادرة وقف العنف التى أطلقها الأزهر الشريف، بدأت باتصالات بين عدد من الشباب الذين كانوا مستائين مما وصل إليه الوضع السياسى الراهن، ورأوا أن النخبة ساهمت بشكل كبير فى الحشد السياسى بشكل غير مسئول، أدى فى النهاية إلى وقوع اشتباكات وأحداث عنف لم يقدر أحد على السيطرة عليها.
وأضاف لطفى لـ"اليوم السابع"، أننا شعرنا بحاجة مصر إلى حوار وطنى ترعاه مؤسسة مستقلة ليس بها أغراض سياسية، ولم نجد أفضل من مؤسسة الأزهر الشريف، وذلك بعد أن دعا الرئيس لحوار وطنى لم يستجب له أحد، مضيفا أن بدء حوار وطنى جاد مبنى على أسس وقواعد ووقف الدماء المراقة فى ميادين مصر، كان هدفنا من المبادرة، وكانت أولوياتنا هى حقن الدماء.
وكشف القيادى بحزب التيار المصرى، أن المبادرة بدأت بعقد ورش عمل متواصلة بين الشباب، أعقبها ٣ جلسات مع شيخ الأزهر الشريف، لوضع مبادرة حقيقية لحقن الدماء، وبداية مصالحة وطنية بين القوى السياسية، مشيرا إلى أن وجود الأزهر الشريف شريكا فى المبادرة أعطى لها ثقل ومصداقية، خاصة بعد وجود أزمة ثقة حقيقية بين القوى السياسية.
وتابع لطفى: ذهبنا إلى البابا تواضروس الثانى لعرض فكرة المبادرة، ورحب بها، وأرسل الأنبا ارميا نائبا وممثلا عنه، وذلك لأنه أخذ قرارا ألا يكون له أى دور سياسى، إلا أنه أكد دعمه ومساندته لفكرة المبادرة.
ننشر أسماء أصحاب مبادرة وثيقة الأزهر.. "ماهر" و"غنيم" و"القصاص" و"يوسف" و"النجار" و"لطفى" بدأوا الاتصالات مع "الطيب" و"تواضروس".. الإمام الأكبر رحب بالمبادرة.. و"البابا" أرسل مندوبا للبعد عن السياسة
الجمعة، 01 فبراير 2013 02:20 م
القوى السياسية فى اجتماع الأزهر
اضف تعليق
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة
عدد الردود 0
بواسطة:
رامى الاعتصامى
تكملة القصة
عدد الردود 0
بواسطة:
أيوب
..كلنا مصر ومصر هي كلنا
عدد الردود 0
بواسطة:
ابراهيم
الى تعليق رقم واحد
حرام عليك مصر
عدد الردود 0
بواسطة:
salahsaid
لهم الشكر