كريم عبد السلام يكتب: الشرطة العشوائية تلقى القبض على الإعلاميين وتترك البلطجية يحرقون ويدمرون

الجمعة، 01 فبراير 2013 11:55 ص
كريم عبد السلام يكتب: الشرطة العشوائية تلقى القبض على الإعلاميين وتترك البلطجية يحرقون ويدمرون محمد إبراهيم صبري

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
ماذا ننتظر من وزارة الداخلية فى المرحلة الحالية؟ أن تواجه العنف والتخريب والبلطجة بقوة وحسم للعمل على استتباب الأمن، أم تعيد سيرة وزير الداخلية الأسبق حبيب العادلى فى ملاحقة الإعلاميين والصحفيين والقبض عليهم بصورة عشوائية حتى لا ينقلوا الحقيقة المجردة؟

القبض على الزميل محمد إبراهيم صبرى، المحرر تحت التمرين بقسم الفيديو باليوم السابع، فى الوقت الذى يمرح فيه البلطجية والمخربين ودعاة العنف فى القاهرة والمحافظات، يشير بوضوح إلى أن وزارة الداخلية ترتعش أيديها فى مواجهة البلطجية بينما تستقوى على الإعلاميين فى مواقع الأحداث الساخنة، الذين لا يحملون سوى أقلامهم وكاميراتهم لتسجيل المواجهات الدائرة على الأرض بين الشرطة والمتظاهرين.

الزميل صبرى كان فى ميدان التحرير، يسجل كيف تتعامل قوات الشرطة مع متظاهرى كوبرى قصر النيل، ورغم أدواته المهنية الظاهرة ورغم وجهه غير الملثم وهويته الواضحة إلا أن الأشاوس فى قسم شرطة قصر النيل أصروا على احتجازه. التمسنا العذر لهم فى البداية، وأوضحنا لهم بكل السبل الممكنة أن الزميل صبرى محرر تحت التمرين بموقع الفيديو باليوم السابع وأنه موفد ضمن عدد من المحررين لتغطية الأحداث لحظة بلحظة، إلا أن ضباط وأفراد القسم تجاهلوا كل أشكال التوضيح، وأصروا على احتجازه.

هذا الموقف يشير بوضوح إلى حالة من العشوائية والتخبط والخوف لدى وزارة الداخلية فى التعامل مع الاعتصامات والمظاهرات السلمية والتفرقة بينها وبين دعاة العنف والتخريب، كما يشير إلى نقص فادح فى المعلومات وقواعد البيانات لدى الوزارة، الأمر الذى يجعل معالجتها للأحداث فى مواقع الأحداث تتسم بالانفعالية والارتباك لدرجة عدم التفرقة بين الإعلامى الذى يؤدى عمله مثل ضابط الشرطة تماما، وبين المتظاهرين، كما تتسم بالخلط بين المتظاهرين ودعاة العنف، وبين المتظاهرين الذين يدخلون فى مواجهات مع الشرطة وبين المارين بالميدان بالصدفة، لدرجة القبض على عدد كبير من الأطفال بدعوى التظاهر العنيف وقطع الطريق أو الانضمام إلى البلاك بلوك.

هذا الارتباك والتخبط فى أداء ووزارة الداخلية يجب أن تتم مواجهته وتقويمه أولا بأول، خاصة فيما يتعلق بالاعتداء على الإعلاميين، فلن ندخل مرة أخرى مرحلة الإرهاب المضاد التى أرساها حبيب العادلى وقواته النظامية والسرية، ولن يسكت المجتمع المدنى ومنظمات حقوق الإنسان ونقابة الصحفيين واتحاد الصحفيين العرب على مثل هذه الاعتداءات التى تشوه التجربة المصرية بعد الثورة وتدفع بها إلى مصاف الدول الفاشلة التى تميل إلى قمع الحريات وفى مقدمتها حرية الرأى والتعبير.

هذا الارتباك والتخبط فى أداء الداخلية لن يسمح لها بفرض الأمن، لأن بديهيات الأمن تعنى مواجهة الخارجين على القانون فقط لحماية سائر المواطنين، لا أن يقوم ضباط أحد الأقسام بتلفيق التهم للأبرياء واحتجازهم لإثبات أنهم يعملون، بينما تكشف النيابة والتحقيقات فشل هذه الأساليب، بعد أن نخسر رصيدا كبيرا من حرية التعبير ومصداقية الشرطة.


موضوعات متعلقة:

◄ الشرطة تلقى القبض على صحفى فيديو باليوم السابع فى التحرير

◄ حقوقيون يستنكرون الاعتقالات العشوائية للمواطنين والإعلاميين والصحفيين.. ويدينون القبض على محرر "اليوم السابع".. ويؤكدون: الإخوان يسيرون على نهج "مبارك والعادلى" ويعصفون بدولة القانون والحريات

خالد صلاح: قسم قصر النيل لفق التهم لمحرر "اليوم السابع"





مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة