قال الكاتب الكبير حلمى شعراوى، أستاذ علوم سياسية وخبير شئون أفريقية ومؤسس مركز البحوث العربية والأفريقية، إن كتاب "هل قرأنا القرآن" للمفكر التونسى الدكتور يوسف الصديق، أستاذ الفلسفة والأنثربولوجيا فى فرنسا، يدعو لقراءة القرآن الكريم دائمًا وتدبر معانيه، موضحًا أن كل ما يحدث من السلطة هو محاولة محاصرة القرآن الكريم والتراث فى مفاهيم ضيقة.
جاء ذلك خلال اللقاء الفكرى الذى عقد مساء أمس، ضمن فعاليات الدورة الرابعة والأربعين لمعرض القاهرة الدولى للكتاب، وتحدث فيها المفكر التونسى يوسف الصديق، وأدارها الكاتب الكبير حلمى شعراوى.
اعترف حلمى شعراوى الذى قدم ضيف مصر الكبير بفضل الصديق عليه، وقال إن معرفته بالفيلسوف العربى عرفته بجزء من هذا العالم، وعن طريق المشاغبة معه وجد أنه يحب الأدب والإبداع عن طريق الشغب!
قال إن الصديق يعتبر نفسه فى مهمة فكرية لفهم التراث ووضعه أمام الناس بطريقة مختلفة، وأضاف بأن تعامله مع النص القرآنى تفكير وقراءة وليس مجرد تلاوة، وأشار إلى أن يوسف الصديق يجيد العديد من اللغات من بينها اليونانية واللاتينية بوصف التراث اليونانى جزءا من معارف يوسف العميقة وذات صلة عميقة جدا بالتراث العربي.
وأوضح أن التراث اليونانى كان أصلا من أصول الثقافة العربية الإسلامية، وله أهمية أخرى فى حياتنا الثقافية العربية حينما نتحدث عن الابداعات والعقلنة والعاطفة والخطابية ويوسف نموذج للمشرقى المغربى والمغربى المشرقي.
وقال إن أحدث مؤلفاته "هل قرأنا القرآن أم أن على القلوب أقفالها" يحرض على قراءة القران مجددا، فهو يرى أن القرآن فكر، وكل ما تم من السلطة كان يهدف إلى محاصرة القرآن والتراث.
وفى بداية كلامه قال الدكتور يوسف الصديق علاقتى بمصر- وصدقونى حتى لو الاشياء لا تصدق - ارتباطى بمصر ليس سياحيا أو انتماء للعروبة، ارتباطى مختلف!
ويحكى الصديق أنه منذ أربع سنوات وحتى اليوم كلما هاتف أخيه الأكبر، فإنهما يستهلان الحديث بقصيدة محمد عبد الوهاب "مين زيك عندى يا خضرة، من رقة يا غصن لبان، ما تجودى عليا بنظرة، وأنا رايح الميدان".
يذكر أن أخيه يعيش فى تونس بينما يقيم هو فى باريس ولكنهما دوما يبدآن كلامهما بالأغنية فيلقى كل منهما شطرة على مسامع الآخر.. وينتقل إلى والده الذى قال إنه كان يمتلك مكتبة ويستقبل فيها الكتب كل 6 أشهر من دار المعارف، وكان يأتى حصان يجر عربة ليقف أمام باب المكتبة، وهو وأخيه يضعان أعمال تيمور، والزيات، وطه حسين على مدارج المكتبة.. فتعلقنا بمصر لا كأرض ولا كوطن ولكن كامتداد روحانى عاطفى مرتبط بـأسمهان ومنيرة المهدية.
لفت الدكتور يوسف الصديق إلى أن كتابه الجديد يبدأ بفصل يدور حول مقتل عثمان، وهو الأمر الذى بحث فيه من قبل هيكل وطه حسين وبوجعيد وقال: مقتل سيدنا عثمان مهم ولم نفهم تفسيره لنصل إلى الإسلام السياسى ونستخلص النتيجة من قام بالجريمة ولأى هدف.
ويعلق حلمى شعراوى بقوله: الإبحار مع الصدّيق صعب، أخذنا معه، وأرشدنا إلى أن كل منا له فهمه واقترابه للآيات والإسلام، وهو ما له جماله السياسى والاجتماعى ففى حالة الرجوع لنص لا بد أن نحكم عقلنا.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة